المعلم ودوره تنمية القيم الأخلاقية

المعلم القدوة للتلاميذ

يحتل المعلم في العملية التعليمية موقعًا بارزًا، حيث يقوم بالدور الأساسي في العمل المدرسي؛ لأنه أكثر أعضاء المدرسة احتكاكًا بالتلميذ، وأكثرهم تفاعلًا معه. ومن خلال هذا الاحتكاك والتفاعل يتم التأثير في الشيء سلبًا  أو إيجابًا

فالتلميذ يرى معلمه مثلًا ساميًا وقدوة حسنة، وينظر إليه باحترام وافر واهتمام كبير، وينزله منزلة عالية في نفسه، وهو دائمًا يحاكيه ويقتدي به، وينفعل ويتأثر بشخصيته، فكلمات المعلم وثقافته وسلوكه ومظهره ومعاملته، وجميع حركاته وسكناته تترك أثرها الفعال في شخصية التلميذ، فتظهر في حياته وتلازمه.

المعلم يغرس القيم السامية في نفوس طلابه

فالتلميذ لا ينظر إلى طريقة تدريس المعلم فقط، بل يتأثر بالشكل الأكبر بصفاته الشخصية، كصدقه وصراحته، وأمانته، ولغته، وأسلوبه وثقافته ولباقته التربوية ومظهره الخارجي؛ فإن تحلى المعلم بتلك الصفات وحققها ساعدته كثيرا في تعميق، وغرس مبادئ وقيم سامية  في نفوس طلابه، وتحقيق أهداف التربية ووظائفها.

ومن العوامل التي تساعد المعلم في تنمية قيم التربية الوجدانية في نفوس التلاميذ والطلاب، أن يوفر المعلم الجمال في كل ما يحيط بالتلاميذ، وهذا يعتمد على جمال حجرة الدراسة التي يجب أن تكون جذابة وأنيقة، وأن تزين ببعض اللوحات المنتقاة والمناسبة لأعمار التلاميذ، مع مراعاة تغيرها من حين لآخر، كما يستطيع المعلم أن ينمي في التلاميذ القدرة على الاستجابة لجمال الطبيعة، وتذوقها وتقديرها، وذلك بأن يتيح لهم الظروف التي تمكنهم من أن يستمتعوا بالجمال في الطبيعة، وأن يشجع الذين يشعرون بهذا الجمال، وأن يبتهجوا به، وأن يعبروا عنه، فما يعبر عنه البعض يرغب الآخرون في رؤيته والاستمتاع به، على ألا يكون هذا التعبير أو ذاك الاستمتاع به إجباريًا.

تنمية القيم الأخلاقية لدى الطلاب

وهناك عدة عوامل تساعد المعلم في تنمية القيم الأخلاقية لدى الطلاب، وهي:

  • سلامة اللغة وفصاحة اللسان.
  • إدراك قيمة المسؤولية المناطة به، لذلك عليه أن يتحلى بمجموعة من الفضائل.
  • إن كل عمل يقوم به المرء لكي يتصف بالإتقان والجمال، يجب أن يقوم على أسس ومعايير وضوابط يسير عليها، والمدرس يحكم عليه من مدى تأسيه بمعلم البشرية صلى الله عليه وسلم.
  • مراعاة ضروريات النظافة والمظهر الحسن.
  • حسن التعامل مع الطلبة وانتقاء الألفاظ المهذبة، قال تعالى )فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ( (سورة آل عمران : آية 159)، مما يعكس شخصية المدرس بالدرجة الأولى، كما يكسبه محبة التلاميذ، ويجعلهم يحبون درسه ويستمعون إليه باهتمام.
  • ينبغي على المدرسين أن يراعوا الأبعاد الخلقية لعملهم داخل غرفة التدريس وخارجها، لسهولة ملاحظتها وانتقادها من الطلبة، في الوقت نفسه يدفعوا تلاميذهم إلى تفسير سلوكياتهم ومعتقداتهم مما ينمي تفكير التلاميذ، وترسيخ السلوك الأخلاقي بناءً على قناعة عقلية.
  • استغلال الرحلات المدرسية وحثهم على استشعار الجمال في الطبيعة.
  • أدب التعامل مع الكتب.
  • توجيه الطلبة ومتابعتهم في المحافظة على أثاث المدرسة.

فيديو المعلم ودوره تنمية القيم الأخلاقية

أضف تعليقك هنا