رجل الأربعين…وفتاة الأربعين…. مفارقةٌ….  

مفارقةٌ….

عندما تشتاق الأوراقُ لحبرِ العدالة… تبحثُ عن صوتٍ يكتبُ ما تود أن تراه على أسطرها… وهذه أنا فتاة اقتربتُ من سن الأربعين… بدأتُ أكتبَ كلماتٍ آلمتْ حواء على مر الزمن دون أن تعرف من سنَّ قوانين الظلم الاجتماعية، عن عاداتٍ واهنةٍ أيقظتْ الأمل في أرواح كثير منهن… مَنْ سكن الإصرار خطوات حياتهن لتكون كلٌ منهم علامةَ صبرٍ وقوةٍ في عصرٍ تاهتْ فيه الحقيقة في طرقات الذكورية…

كلماتٌ رددها الكثيرون… سمعتها كثيراً ممن أوجعتهم حروفها من أعز أُناسِ عرفوهم… كلماتٌ جعلتني أحياناً عاجزةً عن مساعدة الكثيرات للتخلص من إحساس القهر… فأنا مثلهن على مشارف الأربعين وأعيش في مجتمعٍ عربيَ يحفظ بعضه من كتاب الله ((الرجال قوامون على النساء)) دون أن يُكمل الآية ((… بما فضلَ الله بعضكم على بعض))، مجتمعٌ لا تُفهمَ فيه آية ((وليس الذكرُ كالأنثى)) حقَ فهمٍ …

رجلٌ في قمة رشده!!!

فتاة فاتت قطار الزواج!!!

لم يعُد لها رونقٌ…. أطفأها يأس الأيام!!!

لا زال حقه في الحياة مشروعاً!!!

لماذا لا تقبلين به زوجاً؟ ماذا به رجل الستين؟

من حقه الزواج من ثانية لتُنجب له طفلاً آخراً…. هَرِّم جسدك… لن تخسري شيئاً

وتأتي الثانية حاملةً معها أحلاماً مُهشمةً وقلباً مكسوراً…

لا أرتاح مع زوجتي… أصبح شاغلها الأولاد… لم تعدْ ترى احتياجاتي…

ماذا عنك يا رجل الأربعين؟! لماذا تتركها تُكابد احتياجات كل البيت دون أن تُساند روحها؟!

لم تعدْ تُحبني… من حقي البحث عمن تمنحني الاهتمام والحب.

لم تعد عيناه تراني… لا يبحث إلا عن عيوبي… يأخذ كل هفوة ليبحث عن أنانيته بين الصفحات الافتراضية…

ماذا عنكما ؟! لما سكن الصمت أفواههم دون أن تتحاور قلوبهم؟!

لا تتمردي على فرص الاختيار فلم يعدْ أمامك خيارات… تمسكي بآخر عجلات القطار.

وكأن القطار ينتظر آدم عند كل محطة أربعينية أو سبعينية… ولا ينتظر حواء عند محطة الثلاثين حتى …

انتبهي لأولادك وبيتك، ولا تهتمي برؤية الحياة… فات الأوان، أتريدين أن تعيشي زمنك وزمن غيرك…

احترمي عمرك لم تعودي صغيرة … وكأن الحياة توقفت عندها في سنها الباكر وكأنها على حافة القبر…

من قال إن الموت ينتظر السنوات… ومن قال إن ثكنة القبر تقول لحواء أنا هنا….

ونَصفَّ المنتبى حواء دون أن يهتم بعمرها أو عُمرِ آدم في أبياته:

ولوْ كانَ النّساءُ كمَنْ فَقَدْنا

لفُضّلَتِ النّساءُ على الرّجالِ

وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِ عَيبٌ

ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ

وأخيراً

أقول لكِ فتاة الأربعين … وامرأة الأربعين… انظري لصورتك في مرآة القوة والإصرار… لا تستمعي لأصوات الإحباط التي تُوقعك في فخ الموت وأنت لا على قيد الحياة…

وأنتَ يا رجل الأربعين… إنها مثلكَ… لا فضل لأحدكما على الآخر إلا بالتقوى…  احترم كيانها و لا تنظر إليها بعين الدونية و لا تسمع لصوت الظلم المتناثر في طرقات الرجعية….

فيديو رجل الأربعين…وفتاة الأربعين…. مفارقةٌ…. 

 

أضف تعليقك هنا