سيناريو الحرب على إيران

حرب على ايران

تطورات متسارعة تشهدها منطقة الشرق الاوسط تعمل وفق أجندة اسرائيلية مفادها تمهيد المسرح وتهئية الأجواء لشن حرب على ايران طليعتها الأولية ضربة عسكرية جوية خاطفة ومفاجئة لتدمير المنشآت النووية الايرانية.

مبدئيا علينا أن نفرق بين أمرين جوهريين الأول أن لايران بعض المصالح المتفقة مع أمريكا والثاني أن اسرائيل لا يمكن أن تقبل ايران نووية بأى حال من الأحول وهذا ركن أساسي في نظرية الأمن الاسرائيلي.

الصراع مع ايران

عدة مشاهد يمكن من خلالها تجميع الصورة أو قراءة سيناريوهات ما سيحدث في مستقبل الصراعات في الشرق الأوسط وهي سلسلة منطقية لفهم الصراع مع ايران، وأولها الأزمة الخليجية مع دولة قطر واتهامها برعاية الارهاب والتحالف مع ايران بما يشكل تهديدا لأمن الخليج وهى الأزمة التي تعتبر وصلت الى طريق مسدود في ظل تمسك دول المقاطعة بتنفيذ المطالب وفي ظل عدم تنازل قدر عن موقفها وبديهيا اذا لم تكن الأمور تسير في طريق الحل السلمي فهى اذن تتجه الى الحلول العنيفة التي تحتاج الى مسرح مهيئ لتنفيذها وأهمها تغيير النظام القطري من خلال عملية عسكرية لا يمكن أن تحدث الا في ظل حرب أكبر ستشتعل عقب ضرب المفاعلات النووية الايرانية وهو الأمر الذي يستلزم تنسيق عربي – اسرائيلي لتنفيذ هذا السيناريو.

المصالحة بين الفصائل الفلسطينية

المشهد التالي وهو عملية المصالحة التي تم انجازها بين الفصائل الفلسطينية المنقسمة فتح وحماس والتي هدفها المعلن انهاء الانقسام والشروع في التفاوض مع اسرائيل لاقرار الحل النهائي ولكن الهدف الخفي وراء هذه المصالحة هو في الحقيقة نزع سلاح حماس أو أى مقاومة في غزة لتأمين الجبهة الخلفية لاسرائيل أثناء شن عملياتها العسكرية لضرب المنشآت النووية الايرانية أو عمليات الدفاع الجوي ضد الصواريخ الايرانية المتوقع تلقيها من ايران وشمال لبنان كرد فعل.

الداخل الاسرائيلي

ننتقل الى الداخل الاسرائيلي وبنظرة متعمقة ستجد ان لاسرائيل سياسيا فرصة ذهبية لن تكرر لضرب المفاعلات الايرانية لم تملكها الا في وجود ترامب المناهض للاتفاق النووي، بالاضافة الى مناورات عسكرية داخلية عديدة في شمال اسرائيل وبالقرب من الجولان تم فيها تجميع مايقرب من 25 لواء وهي ضعف القوات التي حاصرت الجيش الثالث في ثغرة الدفرسوار وهو ما يخالف مبدأ الاقتصاد بالجهد لصالح مبدأ الحشد، واذا تغلب مبدأ الاقتصاد بالجهد لصالح مبدأ الحشد فذلك يعني اننا بصدد عملية هجومية كبرى يجري التخطيط والاستعداد لها.

أضف الى السابق هو ان أمريكا قامت ببناء قاعدة عسكرية في النقب الاسرائيلي وبالقرب من مفاعل ديمونه وقامت بتنصيب منظومة صواريخ ثاد وهى منظومة دفاعية متقدمة، وهذا معناه ان اسرائيل تتوقع قصف صاروخي غزير لا تستطيع التصدي له وحدها ، وهذه القاعدة تعمل بأقصى طاقة لها الآن بحجم لواء دفاع جوي بقدرة تصدي 240 صاروخ في الرشقة الواحدة دفاعا عن نقطة ديمونه وأضف اليهم المنظومات الاسرائيلية حيتس والقبة الحديدية ومعطف الريح وباتريوت.

سيناريو الضربة

تحتاج اسرائيل الى دعم دول المنطقة لحربها مع ايران وهي ستقصف المنشآت الايرانيه بصواريخ دقيقة الا منشأتين ستضطر لاستخدام طائرات الشبح لها، وستدمر الصواريخ الاسرائيليه المنشآت النوويه في بوشهر و آراك و اصفهان و جنوب طهران و ستقصف طائرات الشبح محطات الطرد المركزي في الكهوف الصناعيه.

وسوف يتساءل البعض

كيف ستقبل امريكا حدوث تسرب اشعاعي في الخليج وقطعها الحربيه وقواعدها فيه؟

والاجابة هي ان اسرائيل ستقصف محطات تحويل بوشهر فيتم غلق المفاعل، واذا قصفت اسرائيل محطات التحويل في بوشهر سيغلق المفاعل و سيتم تفريغه من الوقود النووي كاجراء احتياطي ضروري بمساعدة الروس تذكرون زيارة نتنياهو في 21 أغسطس الماضي.

قطعا ضربة مثل هذه هي أمر شديد الخطورة وسيفتح أبواب جهنم في المنطقة العربية لأنه بالتأكيد سيكون هناك رد فعل ايراني مزلزل على الضربة وستتوجه صواريخها فورا لقصف كل الجبهات وأولها القوات الأمريكية في المتواجدة في الخليج بالاضافة الى حزب الله في لبنان الذراع القريب من اسرائيل الذي سيمطر اسرائيل بآلاف الصورايخ.

بالطبع هذه الضربة تحتاج الى تنسيق عربي اسرائيلي أمريكي عالي المستوى واستقرار الجبهات الداخلية لدول الحلف السني مقابل وعود بسلام زائف وشبه دولة فلسطينية وأخرى اقتصادية ومالية أو تطبيع كامل وهو الأمر الذي يسير على قدم وساق وبسرعة غير معهودة وسط تضليل اعلامي متعمد للشعوب عن شرح الاسباب الحقيقية للهرولة العربية نحو اسرائيل والثقة المفرطة فيها.

فيديو مقال سيناريو الحرب على إيران

 

أضف تعليقك هنا

محسن حامد

من مصر