قبل 13 عاماً تغيرت كرة القدم

ليونيل ميسي

على موعد مع البرق والرعد والغيم والمطر حين تكشف السماء عن معجزة كروية وتنفجر الأرض عن ملامح فنان وأقدام ساحر في هذه اللحظة أنديرسون ديكو يخرج ويعطي مكانه للاعبٍ مراهقٍ مغمور يدعى (ليونيل ميسى)

وسط صافرات ملعب لويس كومبانيس الأولمبي (الملعب السابق لإسبانيول) كان هناك تصفيق حر من جميع عناصر دكة البلاوغرانا آنذاك ..

— تقديراً لمجهودات ديكو (صاحب الهدف الوحيد في ديربي كاتالونيا في مثل هذا اليوم من عام 2004)

— وتشجيعاً للشاب الأرجنتيني اليافع صاحب الرقم 30 والذي سيلعب أول دقائقه مع الفريق الأول !

وبين كُل هذه الإشارات وارتفاع الرياح واشتعال المكان بأزيج الجمهور ..

يقف بين كُل هؤلاء شخص واحد يعقد يديه في بعضهما بتوتر ، وتضغط كل منهما على الأخرى .. ولسان حاله يقول : لا تخيبني أيها المراهق ، أنتظر على أحر من الجمر أن تثبت أن ثقتي في مكانها ..

وبين ما كان يتساءل في نفسه : “هل استعجلت على هذه الموهبة بالظهور ، ما زال بعمر الـ16 عاماً فقط ، هل كان يجب أن أبقي على صاحب الهدف ، هل كان يجب أن أدفع به بلقاءٍ أسهل من ديربي كاتالونيا ”

كان ليونيل ميسي يقدم لمحاتٍ فنية جميلة رفقة صديقه في الأكاديمية (إينيستا) والذي دخل بديلاً أيضاً .

لن ينسى البرشلونيستا فضل فرانك ريكارد طويلاً ، فهو من أعطى الفرصة لإينيستا واكتشف ميسي ، ومن دون أن نتطرق إلى إنجازات الهولندي مع برشلونة وبطولاته ..

يكفينا أن نذكر هذين الفضلين ، ليس فقط لبرشلونة وإنما لعالم كرة القدم أجمع ، فالرسام أحد أفضل من أنجبت أوروبا طوال تاريخها ، والبرغوث أفضل من لمس المستديرة على الإطلاق …

13 عاماً بالتمام والكمال على هذه اللقطة ، وضع ليونيل قدمه، ومن هنا تحولت الأمور، تحولت كرة القدم إلى عالم ملئ بالسحر، حيث تندمج أصوات معزوفات بيتهوفن في ألحان رقصات التانجو، ومنها إلى تمايلات الفاندانجو الإسبانية .

من هنا بالتحديد، تغيرت الأراء؛ فأصبح المُشكك يُظهر هفوته لنفسه، وتزداد مُطالباته، بالقدر الذي يسمح للمطلوب منه في نسف أحاديثه، طُلب منه الكثير، وقدم كُل شئ لعاشق برشلونة والمُتعصب عن الحقيقة لكنه في قرارة نفسه لا يستطيع إنكارها . 13 عاماً من كتابة التاريخ ، 13 عاماً لو قسمتها ووزعت سحرها على 3 لاعبين ، لكانوا أفضل 3 لاعبين في التاريخ، فما بالك أن هذه الـ13 عاماً من الإبداع هي جزءٌ من مسيرة لاعبٍ واحد ؟!

هنيئاً لميسي

يستحق كل كلمةٍ قلتها فيه ، كمشجع عاشقٍ لمتعة كرة القدم ، وككاتب خجول امام سحر قدميه أتمنى أن يتم ميسى عقده الثاني مع برشلونة ، وأن يعتزل هناك بعد أطول فترةٍ ممكنة ، رغم أني لا أستطيع التفكير بفقدانه أبداً ، فهو بمثابة المسلسل الذي تعلقت بمتابعة حلقاته الجديدة ، ولا أتمنى أن تأتي الحلقة الأخيرة فيه أبداً ..

أحمد طارق

فيديو المقال قبل 13 عاماً تغيرت كرة القدم

 

أضف تعليقك هنا