من الجيد أن تحزن أحياناً !

الحزن

ربما مرت في ذاكرتك تلك الذكرى التي فطرت قلبك و أنت تقرأ عنوان هذه المقالة. ولعلك  تسترجع تفاصيلها. بما فيها تلك الغصة التي شعرت بها في حلقك حينئذ. ولا  أدري هل استسلمت يا صديقي و جعلت الحزن يقضي على ما تبقى منك؟  أم ربما حاربته بصخب و بكل ما أوتيت من قوة؟ أعلم جيداً كيف تتحول مشاعر الحزن الى غضب كنوع من الكبرياء.

لا اعلم صدقاً تفاصيل ما حدث لك قارئي العزيز لكنني آسفة من أجلك، و أتمنى لك السعادة.

 لكن الحزن ليس سيئاً بالمطلق!

بل قد يكون أولى خطوات التغلب على الحزن هي تفهمه و احتوائه بأن تعطي لنفسك مساحة لكي تحزن و تفرغ مشاعرك السلبية حتى يعود لك توازنك النفسي. صدقني لا بأس في أن نشعر بالضعف و الحزن و أن نأخذ وقتنا.

كلامي السابق ليس دعوة للحزن أبداً. و لا هو مبرر للإحباط و الخنوع و الاستسلام. ما أحاول قوله هو أن تعطي نفسك الفرصة في أن تحزن و تتفهم حزنك و أسبابه و تعي جيداً إنسانية و طبيعية هذا الشعور. ثم تبدأ في احتوائه بأي طريقة تفضلها أنت لتشعر بالتحسن. كأن تصلي، تدعوا ، تمارس الرياضة أو تطهو. لكن احذر ما إن يهدأ هذا الحزن و يبرد ستشعر بالإحباط يتسلل لثناياك. هنا قف و قاتل بشراسة و قاوم و لا تنس أن تهب نفسك كثيراً من الحب.

و قم بتفهم حزن من يهمك أمرهم  و امنحهم الوقت . إياك أن تستخف بمشاعرهم و تطلب منهم التصرف كأن شيئاً لم يكن، حتى و إن كان الأمر تافهاً في نظرك. ساعدهم في احتواء حزنهم و تفريغه بشكل سليم. وساعدهم حتى لا يقعوا فريسة للإحباط و الاستسلام. ستخلق وقتها في أنفسهم مشاعر إيجابية ستعينهم على مواجهة مشاعرهم السلبية.

قد يبدو الحزن وحشاً مفترساً ذو أنياب عظيمة لكنه في وجهة نظري أشبه بطفل مصاب بنوبة غضب لا يمكنك تجاهلها و كأن شيئاً لم يكن، و ليس من الصحي أبداً مقابلتها بالعنف. كن واثقاً بأنه سيهدأ و ستصبح أفضل إن تعاملت معه بشكل جيد . و عندما ستشعر بتحسن و تصبح أفضل و تعود لسابق عهدك فرداً منتجاً رائعاً. سيصبح المجتمع أفضل.

ملاحظة:

كلماتي السابقة لا تنطبق على من يعاني من أي خلل عضوي أو نفسي يستدعي التدخل العلاجي المتخصص.

فيديو المقال من الجيد أن تحزن أحياناً !

 

أضف تعليقك هنا