ميسي إلى المونديال وليس الأرجنتين ..

المحارب ميسي

وجهه الطفولي لا ينام أبدا عن ما ينوي فعله، حديث لسانه أضعف بكثير من قوة حديث أقدامه ، هيئته البسيطة تتنافى كليا مع مقوماته، بنيته الجسدية تتناسب عكسيا مع مقدار موهبته، جسده هزيل ضعيف تم تحليله قديما بوجود إعاقة بسيطة ، طوله لا يتخطى الـ 170 سنتيمترا لكن الأهوال الذى يتسبب فى حدوثها تتخطى على خصومه ثِقل جبل اُحُد

بدايات الحروب عادةً لا تكون بنفس مستوى النهايات، خاصةً ان كنت تمتلك محارب بخصال ميسي .. سقط ذات مرة فى أرض سانتياجو دى تشيلي فقاوم ثم سقط مجددا فى واشنطن لتطوله سهام الإنتقادات لأول مرة وتتمكن منه ألسنة الشامتين التى لم يعهد على سماعها فلم يستطع التحمل أكثر من ذلك وقرر الإنسحاب فى سلام، حينها قامت الدنيا ولم تقعد؛ فكادت حساباته الشخصية أن تنفجر بسبب الكم الهائل من الرسائل، مكالمات على أعلى مستوى، تمثال فى أكبر ميادين بيونس آيريس، الآلاف احتشدوا فى جميع أنحاء روزاريو مُتمسكين بصوره، مُتشبثين بالأمل الأخير، مُطالبين بالعدول عن قراره، ليعود المحارب العظيم وينتصر فى النهاية.

قد صرعوا آذاننا على مدار ليالٍ وأيام بأن بلاد الفضة تكتظ بأفضل المحاربين وأقواهم

المحارب الاستثنائي

وعندما داهم الظلام شمس بلاد أرخنتينوس فكانت الحرب على أشُدّها، اختفى الأبطال المزعومون من ساحات القتال، هناك من اعتذر تداعيا، وهناك من طرأ عليه بعض الظروف المُفاجئة، وآخر حضر جسدا لكن غاب مردودا، فالجميع اعتمد على المحارب الإستثنائي الذى عادةً ما يظهر وقت الأزمات ويُنقذ البلاد من كارثة مُدوية

أُسند إليه مهمة إلحاق الأرجنتين بركبِ المُتأهلين من أمريكا الجنوبية على متن الطائرة المُتجهة إلى روسيا.

الاستثناء

وما كان على مُحارِبُنا إلا أن يحزم حقائبه ويستعد، حطّ الرحال فى مدينة كيتو (عاصمة الإكوادور) حيث الإرتفاع الشاهق عن سطح البحر والحد الأدنى من الأكسجين والأقصى من الرطوبة، اصطفاه القدر فى تلك الليلة لصُنع الإستثناء، فقرر الإختلاء بنفسه بعيدا عن المجموعة التى لا تعرف للنجاح معنى بدونه، أنجز المهمة وحيدا وأرسى جمهورية الليونيل أندريس فانتازيستا ميسي إلى موسكو بأمان، ثم بأسلوبه الهادئ المعتاد أشار بيده إلى السماء لكي يهدي إنجازه سواء مسبوق أو غير مسبوق إلى روح جدته التى آمنت بموهبته صغيرا فكانت مصدر إلهامه.

منتخب الأرجنتين هو من كان مُتخاذلا، هو من لم يكن على قدر كافٍ من المسئولية والتنافس، لكن ليو إنسان بسيط أحبَ كرة القدم فأحبته، عِشق الرياضة تخلل إلى أعماق قلبه وقدم لها كل ما يمتلك من موهبته وقدراته فقررت اللعبة أن تُنصفه وتُهديه أقل بكثير مما يستحق، ميسي هو من استحق الوصول إلى كأس العالم وليس الأرجنتين.

فيديو مقال ميسي إلى المونديال وليس الأرجنتين

أضف تعليقك هنا