يوم اغتيال إبليس

في مخيلتي … الكثير من الأحداث، الأفكار و الخطط ثم الآراء، في مخيلتي الكثير من الوجوه، الأرواح و الملامح ثم الأجساد، لا أشعر بشيء يجرني إلي، فقد أصبحت منفصلا عني، لا أعلم من أنا، إن كنت أنا هو أنا، فلماذا هذا التيه و الشرود ؟ و إن غرقت في بحري أنا، لماذا لا أموت ؟

الارتياح

كل ما أحس به الآن هو الارتياح، الشبيه بأن ألجئ لمن يسكب لي بعض الظلام في كأس نبيذ حلال الشرب، أو لمن بقتل فرحتي حتى أعود إلى الاضمحلال، جميل هو السكوت، عندما تخاف عليه من الرحيل و تعيش تعيس، لا تحس إلا بالألم، ليس كل الأحداث يمكن وضعها في قصة أو رواية، فبعضها نعيشه و لا نعرف إن كان واقعا أم خيال، يقال ما يقال، فمن يكتب ليس أنا و لكنه موجود، روح شخص قتلها الشجن، لكني مصر على العودة من جبروت حزني.

أرى أناس شاردة في كل الطرق، لأدرك أن بعضهم مسجون متعلق بجلاده، فيشعر أنه مفره الوحيد نحو الأمل المفقود، الذي إن وجد سرعان ما سيندثر كالسراب، باب فتح ليقفل، قوليها لي أو أسكتيني لتدعيني أستنشق عبير الحرية، نفس الكلمة، قلتها لها مرات و مرات، نفس الكلمة سأعيدها عليها مرات و مرات، نعم هل فهمت، كل ما يدور الآن هو التيه بين جذران عنادي مع ذاتي، و وطأت قلبي الحزين على حروف يملأها الخوف.

مشغول بلا شيء

في الشارع … مشغول بلا شيء، فالأجسام تمشي و البصائر في بعد أخر، لا تدري أين هي، إن كانت موجودة أم لا، فقابيل و هابيل، الكثير منهم بيننا، إبليس فرح، أوجهه متعددة لكن الغاية واحدة، هناك من سيسأل ما العلاقة بين الفقرات و العنوان ؟ لا صلة لهم ببعض، لكني أكتب ما يحلوا لي، لأرتاح قليلا ثم أعيد البحث عنها في كتابات أخرى، ربما هناك من سيجد نفسه مستمتعا، آخرون لا يفهمون شيئا، أو ستجد نفسك قرب من دمر العالم، فيضحك لبكاء الناس.

أصدقاء إبليس

فالعالم كله غرفة، فيها أم لصغار لا قوة لهم، يحكمهم كبار يتقاتلون من أجل ورقة كتب فيها، من أنت ؟ لماذا وجدت ؟ و من نحن ؟ لماذا نتعارك ؟ أما إبليس فمستلقي على أريكته يبتسم و يأمل حشيته بالوسوسة حتى يقتل هذا على يد هذا، أما الصغار و أمهم لا يفهمون ما يقع، السكوت الأنين الخوف، البكاء الشجن التيه، طرف خبز و ماء، لا تمرد بل الدماء، ليلمحوا من ثقب الغرف اللحم المشوي و حواء ترقص تحت نغمات البكاء، فمن هي يا ترى ؟ أمهم المسكينة التي إن تكلمت ستموت، و لا يسمع خبرها، أذن صماء و ألسنة خرساء، فرق شاسع بين هؤلاء و هؤلاء، يموتون ضحايا الجوع، يقتلهم الاختلاف، لا تذرف دموع، لأن الثمن مدفوع، من يشترى جثثه أصدقاء إبليس.

سيأتي يوم … يغتال فيه إبليس، و إن لم أستطع هناك واحد من الصغار سيتمرد، ليتحرر  كل مدافع عن الشرف، فيعدم كل من باع و اشترى في الضمائر.

لا داعي … بأن نحاول التغلب على أحزاننا، فهي منا و إلينا عائدة، بل يجب العمل على نسيانها دون الغوص فيها.

من مجموعتي القصصية ‘ جنون ‘

 

فيديو يوم اغتيال إبليس

 

أضف تعليقك هنا

المصطفى الحطابي

مصطفى الحطابي

 أستاذ إعلاميات بمجموعة مدارس الجسر، و نائب الحارس العام.
 كاتب كلمات و قصائد شعرية و زجل، قصص و مقالات
 حاصل مستوى باك علوم تجريبية بثانوية أولاد حريز ببرشيد
 حاصل على دبلوم تقني في الإعلاميات
 حاصل على شهادة في تدريب لصناعة الإشهار
 حاصل على شهادة في الإعلاميات المكتبية
 حاصل على شهادة كمساعد تجاري و إداري
 حاصل على شهادة مكون في المهارات الحياتية من طرف منظمة السلام الأمريكية و المنظمة العالمية للشباب
 رئيس جمعية حلم للفنون الشبابية و هي تهتم بالمواهب الشابة على مستوى المدينة
 حاصل على شواهد تقديرية في المسرح
 عضو النقابة الوطنية للموسيقيين الأحرار بالرباط ككاتب كلمات
 مصور لصحيفة الشاوية و هي صحيفة جهوية تنشط بإقليم برشيد
 شارك في المسابقة الجهوية للمسرح التابعة لوزارة الشباب و الرياضة
 أجر حوارا في راديو بليس في برنامج بيناتنا مع المذيع عادل أحجام و صفحة غيور عن الفن مع الصحافية كدي فاطمة الزهراء