يوم المعلم العالمي

نشر الكاتب البرازيلي الشهير “باولو كويلو” قصة قصيرة يقول فيها :” كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة ، ولكن إبنه الصغير لم يكف عن مضايقته .. وحين تعب الأب من إبنه قام بقطع ورقة في الصحيفة كانت تحوي على خريطة العالم ومزقها إلى قطع صغيرة وقدمها لإبنه وطلب منه إعادة تجميع الخريطة ثم عاد لقراءة صحيفته .. ظاناً أن الطفل سيبقى مشغولاً بقية اليوم ، إلا أنه لم تمر خمسة عشر دقيقة حتى عاد الإبن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة !
فتساءل الأب مذهولاً : هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا ؟!
رد الطفل قائلاً: لا .. “لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة ، وعندما أعدت بناء الإنسان .. أعدت بناء العالم “.
كانت عبارة عفوية ، وذات معنى عميق “عندما أعدت بناء الإنسان .. أعدت بناء العالم” .

متى نتعلم؟

متى نعي ونتعلم أن بناء الأمم وتطور العالم يكمن في بناء الإنسان ، قبل عدة أيام إحتلفنا باليوم المعلم العالمي ، ولا أعرف ما قدمه المعلم لأبناءنا وللأمة وللوطن ؟!
هل تعليم القراء والكتابة في المراحل الدراسية هو الإنجاز في عمل المعلم ، ألا نرى كيفية التعليم في الدول المتقدمة وأسلوب الإلقاء ومراكز البحث العلمي والتطوير وكيفية تطوير الذات للمعلم .. قبل الطفل .
ألم يتعلم المعلم من المعلم الغربي كيفية نقل المعلومة ومحاولة تطويره في عقل الطفل ، لقد إنهارت دول عظمى وإمبراطوريات بسبب الجهل والفساد العلمي فيها .
يقولون المعلمين في الغرب للطلبة في بداية العام الدراسي ، إن فشلتم وسقطتم في مادتي فسأكون أنا الفاشل لعدم قدرتي لتوصيل المعلومة في عقولكم ، فسأكون أنا الذي سقطت ولستم أنتم ! هكذا ينظر المعلم الغربي للطلبة ، وهكذا يتعامل مع هذه المهنة الشاقة .

مهنة المعلم

فنحن لا ننظر لمهنة المعلم سوى مردود مالي جيد وعطلة سنوية صيفية ونختار أقرب مدرسة لمنزل المعلم لكي يكون في أفضل حالة ورخاء ، هذه النظرة العربية لوظيفة المعلم .. فقط !
في بداية القرن الماضي وعندما بدأنا نهتم بالعلم ، أخذ المثقفون والمستشرقين في وطننا مبدأ العصى لمن عصا ، أي أن الضرب من بداية المراحل التعليمية للطفل يجب أن يكون الركن الأساسي لكي يتعلم ويتثقف الإنسان !
في حين أن الشرق والغرب بدأوا التعليم بتربية النشأ على مبدأ الإحترام للمعلم والإخلاص لبناء وطن يشارك فيه الجميع ، هنا الفرق ومن هنا بدأت النهضة عندهم وتراجعنا نحن .
العقلية العربية تجمعها هدف واحد لا ثاني له .. وهو .. إسلوب فرض القوة والقمع والتخويف ، وهذا ما توارثناه من العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا ، ولم نتعلم مبدأ الإسلام والدين وتطبيق القرآن الكريم وكلام الباري عز وجل في تربية أبناءنا قبل تعليمهم .

أواخر دول العالم في التعليم !

نحتفل سنوياً باليوم المعلم العالمي ونتبادل التهاني للمعلم ونوزع لهم الهدايا ولا أعرف السبب وراء هذا ، هل نتبادل التهاني بسبب ما وصلنا له من جهل أم نتبادل التهاني على مستوى مخرجات أبناءنا ، أم على معدلات السيئة التي وصل لها دولنا من ترتيبنا في أواخر دول العالم في التعليم !
متى يأتي اليوم الذي نرى فيه شخص واحد فقط من وطني حصل على جائزة النوبل للآداب ، حينها نكرم المعلم ونرفع له القبعة ونقول للعالم : ها نحن هنا .. وقد عرفنا كيف ننهض بأوطاننا ، ونحترم الإنسان .
يوم المعلم هو يوم عظيم ، وعلينا أن نحترم العلم ولا نترك الساحة للجهل .

فيديو يوم المعلم العالمي

أضف تعليقك هنا

عبدالرضا قمبر

عبدالرضا قمبر