أنـت على بـُعد خُطوات من التميز

الحياة الـرَتيبة قد تكون آمنة، ولكنها قطعًا مملة، أليس كذلك؟

وصلت إليك هذه المقالة عن طريق التكنولوجيا، فكن حاضرًا بكلك معي، ولكن بمجرد أن تنهي هذه المقالة، أعد قراءتها، ثم أغلق جهازك، وأبدأ لتصنع واقعًا يُسعدك، هل تود أن تكون متميزًا ومثيرًا للاهتمام؟ لا عليك، الحل بسيط جدَّا، تدثر بالإيمان وببعض الإرادة وتعال معي.

أُخرج من غرفتك، فالأفكار والأماكن والآراء تناديك، استكشفها، مارس رياضة لم تكن تتوقع أن تمارسها، تواجد بشكل دوري في مكان ثقافي، أفتح كتابًا واصبر على قراءته للنهاية، لماذا لا تُشارك في جلسة لنقاش الكتب؟ أطرد الخجل من نفسك، ربما يخالف ذلك طبيعتك، لكن مع الوقت تتذوق مردوده المبهج داخل نفسك، تعرف على أشخاص جُدد في نفس الوقت الذي تتجنب فيه السلبيين من أصدقائك القدامى، هناك عيوب مقبولة في الآخرين، تغافل عنها، تعامل وتعايش بصدق ومحبة، ثق أن النفوس المغلقة تُنتج أشخاصًا مملين، لا تكن واحدًا منهم.
هل تَحرم الشمسُ أحدًا من أشعتها إذا ما وقع في نطاق إشراقها؟ بالطبع لا، يبقى أن تعرف أنك شمس أيضًا، دع الآخرين يشاركونك فيما اكتشفته، أشرق عليهم، وكُـن سخيًّا في ذلك، فالجميع لم يكن معك لحظة اكتشافك، اسمح لهم بمعرفة تجربتك ومغامرتك الخاصة، ناقشهم في الدرس المستفاد، لكن جهز نفسك جيدًا، لتتخطى توقعات الجميع، وليكن شُغلك أن تُشرق.

قيل إن الحلَ الوحيد للمشاكلِ النفسية ألا تكن عاطلًا وألا تكن وحيدًا،

لذا قـُـم بشيء ما، أي شيء مفيد، تحدث مع غريب، ابن حلمك، تواصل مع الآخر، العب مع أسرتك، علم غيرك، ساعد من يحتاج، لا يهم ما تفعله، طالما تفعل ذلك، لكن أن تَـجلس وتشتكي هو الـ ” شيء ” الوحيد الذي لا أنصحك بالقيام به.

احتضن نفسك،

تقبل نفسك، كن أنت فكونك غيرك عدمٌ.. عدم، أنتَ أولُ من يُؤمن بك، فلستَ شخصًا عاديًا، لكل فرد مهارة ورؤى فريدة من نوعها. لا تخفِ هذه الأمور، فهذا يجعلك مميزًا ومثيًرا للاهتمام.

عـبـّر عنك،

لا أحد يستطيع أن يعرف انطباعك ما لم تبدِ ذلك، عبر عن إعجابك بما يستحق في حينه وبجمل بسيطة لا تَكَلُف فيها، كُلنا يحملُ في داخلهِ خيرًا ما، ابحث عنه وتفاعل معه بشكلٍ إيجابي، إذا كنت لا تعطي بالًا بمن حولك، لا أحد سوف يهتم بما تفعل.

تجنب الأنا،

قلل كل يوم من غرورك حتى تصل إلى أدنى حدٍ من الأنا، الغرور يقف في طريق الأفكار، إذا ما تفوق غرورك على خبرتك، فأنتَ شخصٌ يتجنبه الآخرون.

اجعل خبرتك تستند إلى التجربة،

جرب فكرة جديدة، افعل شيئًا غريبا، لو لم تترك المنطقة المريحة المعتادة فلن تنمو خبرتك ومعارفك، لو لم تترك الغُصن فلن تُحلق، واعلم أن “من فات قديمه تاه ” مثلٌ يعدُ خديعةً كُبرى، والحقيقة أنه جُلُ المخاطرِ ألا تُجرب وألا تُخاطر،

هل تعلم أنني لم أفكر يومًا أن أكون كاتب مقالات؟

حتما ستجد من يفكر مثلك، إذا كان هناك من يفعل شيئا تحبه وتفكر فيه فلا تتأخر ولا تبتئس، بل تقدم، تكن لك نكهةٌ خاصة، ثق في نفسك وابدأ، آخرون سوف يتبعونك، أنت لا تحتاج أن تكون شخصًا عظيمًا لتبدأ، لكنك تحتاج بشدة أن تبدأ لتصبح شخصًا عظيمًا.

عارض بشجاعة،

تحتاج أن تتحلى بالشجاعة لتـُعبر عن رأيك المخالف، اتخذ مسارات غير متوقعة، فإن لم تمتلك الشجاعة الكافية، تصبح كمن يتسكع في الماء البارد، لن يكون لك وقعٌ ولا واقع،

هل تريدُ ألمـًا أقل؟!!

انكمش إذًا، وكن جزءًا من القطيع.

وأخيرًا -بعد كل الخطوات السابقة – عليك أن تتجاهل التأنيب، حتمًا سيتم إبلاغك أن تُهذب نَفسك، وربما صرخوا في وجهك: ماذا تفعل أيها الأحمق؟ التأنيب مـُحتمل أن يـَحدث، وسيحدث، من داخلك ومن هؤلاء المحيطين بك، لذا يلزمك أن تصمد، ولا تستاء من مغامراتك وتجاربك مهما كانت النتيجة، الخطأ طريقك لتعلم الصواب فلا تخجل، وغدًا يقرون لك بالتميز.

عبدالباسط سعد عيسى – نوفمبر 2017 م

فيديو أنـت على بـُعد خُطوات من التميز

أضف تعليقك هنا