أسباب زيارة ماكرون للجزائر

بعدما عاد من السعودية خائبا…!

ماذا تحمل جعبة الرئيس الفرنسي للجزائر ؟ ولماذا الجزائر بالضبط ومن سيستقبله في ديوان الضيافة ؟ وماهي دلالات الحصانة الفرنسية للمسؤولين الجزائريين ؟ ولماذا جاءت في هذا التوقيت بالذات ؟

لابد من ان لعاب ماكرون قد صار أنهارا” سائلة ، ورائحة طمعه تملأ أروقة قصره بالاليزيه، وهو يستعد لركوب درج الطائرة التي ستتوجه جنوبا” لاستلام الشيك المجهز وبالتحديد إلى الجزائر او حديقته الخلفية كما يحلو له ان يسميها الزيارة مرسومة على مخطط طال النقاش لأجل رسم تفاصيله النهائية لكي تكتمل الصورة.

فمن المؤكد أنه ( أي ماكرون) لن يسافر الا و في حقيبته الشوكة والسكين استعدادا” للوجبة الدسمة التي بانتظاره هناك، دون أن ننسى القلم الحبري في جيب سترته الذي سيوقع الكثير من الاتفاقيات اللذيذة ويعود بها إلى فرنسا بعدما عاد من السعودية فارغ اليدين دون فلس واحد فمن المعروف إن فرنسا إذا أرادت مساعدة مالية أين تتوجه ببوصلتها لذلك قرر زيارة الجزائر ليس لسواد عيونها ولكن طمعا ف مستعمرة جده.

وفي المقابل لا يخفى علينا تلك الحقنة الفرنسية المقوية التي سيتعاطاها بوتفليقة الذي في رصيده أكثر من ثماني عقود من الزمن لإعادة عمل ملامحه الفيزيولوجية ويفند الشائعات المترامية هنا وهناك من جهة، أو لمآرب أخرى يطول شرحها وهذا ليس وقت مناسب لذكرها استعدادا” للشاب الفرنسي الفتي الطموح المنتشي بعقوده الثلاث.

* * *

الحصانة ليست بمحض الصدفة الداروينية

إننا ندرك يقينا”، أن الحصانة التي أعلنتها فرنسا للمسؤولين الجزائريين في هذا الوقت بالذات لم تكن بمحض الصدفة الداروينية بل كانت محسوبة ومحبوكة زمنيا بدقة متناهية ولم تكن سوى طعم متمثلا في سمكة صغيرة لاصطياد السمكة الأكبر.

فهم ( اي الفرنسيين) لا يفعلون أشياء بدون مقابل كما أنهم لا يقدمون تنازلات مجانية، بل لعلها كانت كدلالة هلال العيد  استعدادا” لما هو آت في مرحلة المخاض المقبلة.

– من يرى في نفسه اللبابة فعليه ان يدرك ان الرئيس الفرنسي لم يأتي إلى الجزائر إلا بعد طلب لمستقبليه بمطار الجزائر أن يفقدوا
ذاكرتهم التاريخية مؤقتا” ويتكلمون معه بلغة الحاضر الناظر متعللا بذلك بعدم زرع الملح على جراح الذاكرة الجزائرية.

– ولحد الآن تكاد المعلومات تنعدم عن هذه الزيارة الا ما تسرب منها وهي غيض من فيض التفاصيل الأثيثة.

ولكن ما انتشر في الأفق لحد الآن يجعلنا نرسم الصورة الاولية للاحاديث الشبقة مع المسؤولين الجزائريين الذين سيشربون نخب
الحصانة الفرنسية رفقة ماكرون. بعد عشاء التقشف المفروض من قبل الحكومة.

* * *

وجهة نظر لا تمثل إلا رأي صاحبها

الواضح والجلي ان ماكرون لن يأخذ أقل من الوافد الذي سبقه والذي قبلوا يديه في ارض مجزرة الثامن ماي ( سطيف) بعدما أهدوا له الخيول الأصيلة الحاملة للنخوة والعروبة لتتربى في اسطبلات فرانسوا هولاند

– القِدر ( بكسر القاف) الجزائري بات مجهزا للعشاء الفخم المعد خصيصا لماكرون ولكن في المقابل لن تجني الجزائر من صداقتها لماكرون سوى بعضا” من فتات المائدة وبعض المجاملات الفرنسية الجودة التي لا ترقى إلا لكونها مجرد ذر الرماد الفرنسي في عيون جزائرنا الحبيبة. وكما قال قائلهم :

على قدر أهل الحصانة تأتي العزائم

وتأتي على قدر عيون ماكرون المكارم.

أقول قولي هذا.. والأيام بيننا.

* * *

(هذه مجرد وجهة نظر لا تمثل إلا رأي صاحبها)

إمضاء : سامـــي بخوش.

فيديو أسباب زيارة ماكرون للجزائر

أضف تعليقك هنا