التعلم النشط مشكلات وحلول

أساليب طرق التدريس الحديثة

لا يخفى على الجميع أهمية أساليب طرق التدريس الحديثة والتي ينبثق منها التعلم النشط ، والذي ترتكز عناصره على إشغال الطالب ذهنيا وظاهريا وعاطفيا، والذي أتاح للطالب دورا هاما في العملية التعليمية ، وكما يعلم الجميع أن التعلم النشط يحتوي على المئات من الاستراتيجيات وبعضها سهل التطبيق، وبعضها يحتاج لإعداد مسبق، وكثيرا منها يتطلب تطبيق استراتيجية التعلم التعاوني أولا ثم يبني عليها استراتيجية اخرى، وهي كثيرة في الحقيقة.

لماذا يرفض المعلمون فكرة التعلم النشط؟

وبما أن التعليم العام يواجه الكثير من التحديات ، بما في ذلك بعضا من المعلمين الفضلاء الرافضين لفكرة التعلم النشط ، بحجة أن التعلم النشط يثير الفوضى في الفصل ويسبب الحركة والحديث من قبل الطلاب، فقد يرسم المعلم في مخيلته أن تميزه في الفصل في صمت طلابه وجلوسهم لمدة 45 دقيقة صامتين لا يتكلمون إلا لمن يأذن له المعلم، ويركز المعلم خلال التعلم التلقيني على الطلاب المتميزين فقط من خلال مشاركاتهم والحوار معهم ، متناسيا مراعاة الفروق الفردية وإشراك الجميع في الدرس ، ومن خلال ذلك تنشأ مشكلات أخرى ، كنوم الطالب أثناء الشرح و السرحان و الحديث الجانبي خارج إطار الدرس وعدم التركيز، ويظن المعلم القدير أنه أحسن في شرح الدرس من خلال التلقين ، وينهي درسه وقد اتعب صوته وأرهق جسده من كثرة الحديث والشرح وكل ذلك لأنه قد قلب معادلتاَ في التعلم النشط تريح صوته وتوفر طاقته وهي ( 70% على الطالب و 30% على المعلم ، من وقت الدرس )

فوائد تطبيق التعلم النشط

أيها السادة ، إن تطبيق التعلم النشط يقضي على هذه المشكلات جميعها من واقع التجربة ، فهو يقضي على النوم والسرحان والمشكلات السلوكية في الفصل، بل يقضي على مشكلة عدم مشاركة إلا الطالب المتفوق، فهو يحث الجميع على المشاركة وطرح الفكرة والحوار والمناقشة من خلال تطبيق استراتيجية التعلم التعاوني وما يبنى عليها من استراتيجيات أخرى كالرؤوس المرقمة والبحث والاستكشاف والتلخيص التعاوني وفكر زاوج شارك، ويكون دور المعلم فيها موجها لا ملقنا.

أذكر في أحد السنوات كنت مطبقا للتعلم التلقيني وكنت أستخدم كثيرا نماذج تحويل الطالب إلى وكيل المدرسة وذلك بسبب وجود مشكلات ( ذكرتها سابقا ) ، ولكن بعد فترة من بداية عامِ دراسيِ جديد في نفس المدرسة، كلفني قائد المدرسة، بمهمة ( منسق التعلم النشط ) وحينها أدركت انني لابد أن أكون مطلعا على استراتيجيات التعلم النشط نظريا وتطبيقيا ، وبدأت القراءة عنها من خلال الكتب والانترنت ومن خلال مقاطع اليوتيوب وحضور الدورات وزيارة مدارس أخرى يطبق فيها التعلم النشط ، فالحقيقة انقلبت الموازين لدي حينما طبقت التعلم النشط، بدأت المشكلات تتقلص، الجميع أصبح مشاركا، خرج لدي طلابا ( يعلمون أقرانهم بكل إبداع ) ، طلابا لديهم تحملا للمسؤولية من خلال رئاسة المجموعات ، طلابا لديهم مهاما كالتشجيع والتصحيح وتنظيم الأدوات (باختصار) تقلصت المشكلات بنسبة 90% في الغرفة الدراسية، تقلصت الإحالات إلى وكيل المدرسة والمرشد الطلابي.

التعلم التعاوني

أيها السادة لا أطيل عليكم ، فإن أكثر ما يؤرق المعلم في التعلم النشط هو التعلم التعاوني ، وذلك أنه حينما ينظم الفصل على شكل مجموعات خلال حصته ، وينتهي درسه على أن يعود لهم بعد درسين أو يوما آخر، يتفاجأ بأن معلما أخر قد غير في ترتيب المجموعات وأعادها بالشكل المعتاد ليطبق التعلم التلقيني ، ثم يستصعب على المعلم المطبق للتعلم النشط اعادتها بالشكل السابق حفاظا على وقت الدرس والجهد البدني ، فالحل من واقع تجربة يأتي على شقين ، الأول / أن يتفق المعلم مع طلابه على عبارات تشكيل للمجموعات إن احتاج المعلم أن يطبق التعلم التعاوني في أحد أهداف الدرس كعبارة ( تشكيل ثنائي ، تشكيل رباعي ) والثاني/ هو أن يجتمع معلمي كل مرحلة على حدة في بداية الفصل الدراسي ، ويقسمون طلاب كل فصل على مجموعات ، على أن تتغير بشكل دوري ، ويكون تقسيم الطلاب بناء على رغبة جميع معلمي المرحلة ، والتقسيم لا يكون عشوائيا بل يوزع المتفوقين دراسيا على المجموعات ، ثم الضعفاء دراسيا ، ثم المتوسطين دراسيا ، فهذه طريقة تقضي على التوزيع العشوائي ، وعلى ضياع وقت الدرس في إعداد وترتيب الفصل بشكل مجموعات في كل حصة، وأخيرا أختم بسؤالِ طُرح على أحد التربويين في أمريكا ، ماذا على المعلم أن يفعل إذا دخل على طلابه ؟ فأجاب : أن يختفي !!!

عبدالله بن منصور آل مزيد

متوسطة ابن قتيبة

تويتر : Gbnqatiba

[email protected]

فيديو التعلم النشط مشكلات وحلول

 

 

أضف تعليقك هنا