الجهل السياسي عفوي أم ممنهج ؟

طبعاً لأن الحكومات تعرف ان الجهل السياسي هو اداة ممتازه للتحكم والسيطره على الشعوب ولانها تعرف هذه الحقيقة جيدا فإنها دائماً ما تقوم بصناعة أوهام وتبسيطات عاطفية لإبقاء العامة على جهلهم السياسي، مستخدمة وسائل الإعلام والقلة القليلة من الناس التي تتمتع بمنطق نادر، وهي حقيقة أكدها قبل ذلك قائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين حين قال

إنه لابد من استغلال العواطف لدفع الجماهير باتجاه مستقبل غير قادرين أو مؤهلين لفهمه، أو حتى وضع تصور له.

بماذا يتعلق الجهل السياسي؟

وهنا لابد من الإشارة إلى أن الجهل السياسي مسألة لا تتعلق فقط بالمنطق، ولكنها ترتبط أيضاً بالمعرفة التي يتم على أساسها بناء هذه الأحكام، والمقصود بالمعرفة هنا ليس المعرفة السياسية التي تحتاج دراسة، بل المعرفة في الأحداث السياسية التي تحصل، فبناء وجهة النظر السياسية تنطلق بالأساس من المعلومات والمعرفة التي يمتلكها الشخص حول الموضوع.

ومع تضارب الآراء ومع تعدد الأخبار والتحليلات السياسيه وتضاربها مع الواقع أصبح الكل يبحث في وسائل التواصل والتي لاتعد مرجعا موثوقا وباتت الشائعات والفبركات تحتل مساحه كبيره من عقلية المواطن الذي يجهل تماما الأبعاد السياسيه الخير و الأساليب المتبعه لتقصي الحقائق.

الجهل السياسي

مشهد الجهل السياسي هذا تتجلى صورته بمناقشات العامة في الواقع وفي مواقع التواصل الاجتماعي،والتي تكشف كم الجهل السياسي المدقع الذي لا يمكن حله بمطالبة الناس بالتوقف عن الحديث بالسياسة، لأن هذا لن يغير من واقع الأمر شيئاً، حتى لو تحدث الخبراء فقط.

وللاسف تظهر مشاهد الجهل السياسي بوضوح في صعيد مصر والذي يعتبر قوة سياسية لا يستهان بها ولكن معظمها منبي على نظام القبائل و العشائر اذا ان المصالح الشخصية و الاجتماعية لكل منها اهم و اقوى من المصالح الوطنية و السياسية على حساب مستقبل شعب و امة كاملة .

وتم تجاهل هذه القوه الفاعله لتغوص في جهلها السياسي إلى أعمق نقطه

والذي لم اعد أعرف هل هو جهل سياسي أم سياسة تجهيل ممنهجة ؟

فيديو الجهل السياسي عفوي أم ممنهج ؟

أضف تعليقك هنا

د. إيمان عبد الفتاح أحمد

د. ايمان عبد الفتاح أحمد

مستشار علاقات دولية، خبير ومفاوض دولي ومندوب منظمة السلام peace4all
الدنماركية