الطّف ملحمة الصبر ومدرسة الأجيال للتحرر

بقلم : أبو أحمد

في صحراء نينوى وفي ذلك اليوم القائظ ورغم كثرة الأعداء ورغم انقطاع كل وسائل النصر والنصرة إلا أن أبا الأحرار سلام الله عليه أبى إلا أن يعطي لنا الدروس والدروس والعبر وخط بدمه الطاهر الزكي النقي لنا منهاجاً ودستوراً إلى العيش بحرية العيش بكرامة العيش بعزة لا عيش العبيد خضوعاً وانبطاحاً وذلاً وهواناً.

الطّف, مدرسة لمن أراد حياة العزة والكرامة

إلا إن إمامنا المظلوم الحسين سلام الله عليه جعل من الطف مدرسة لمن أراد حياة العزة والكرامة والأمن والسلام حياة خالية من العبودية والخضوع حياة الألفة والمحبة تحت راية الإسلام المحمدي الأصيل فثبت سلام الله عليه على الموقف وبالغ في النصح واجتهد في الجهاد والتضحية طالباً الإصلاح في أمة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ).

وكان هذا شعاره من اليوم الأول الذي خرج فيه من مدينة جده إلى مكة ثم إلى كربلاء فرفع شعار الإصلاح رفع شعار الحرية لتلك الثورة المباركة وتلك الملحمة التاريخية التي أصبحت مناراً لكل الأحرار ومشعل نور يهتدى بها إلى طريق الصواب والخلاص من الظالمين فكان صوت الإمام في كربلاء ينادي الأحرار والمخلصين والمضحين في كل جيل للتحرر للخلاص من زمرة النفاق التي استولت على أمور البلاد والعبادة من قيود العبودية من قيود السكوت على الباطل. داعياً الجميع إلى احياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي فيها الخير والصلاح والخلاص والنجاة.

ملحمة الطفّ خالدة مدى الدهر

فلذا بقيت ملحمة الطفّ خالدة مدى الدهر، وسرّ خلودها نهضة وثورة رجل ووقوفه بوجه الباطل. قُتل وهو سبط رسول الإنسانية، فقد ضحّى بدمه وأهله وأصحابه، حيث الرؤوس المقطوعة ، يدار بها على القنا مرفوعة، فقد بكاه الرسل والأنبياء وملائكة الأرض والسماء ، وفُجعت به سيدة النساء ، سيبقى دمه خالدًا كالسيف يقصم ظهور كل ظلم بإباء.

أبا الأحرار

ونحن إذ نعلن عزاءنا ومواساتنا للرسول وأهل بيته (عليه وعليهم الصلاة والسلام ) وللمسلمين كافة بهذه الفاجعة الكبرى ينبغي لنا أن نترجم هذا العزاء وهذه المواساة بالتفكر والتأمل بالأهداف التي خرج من أجلها الحسين، وتطبيق المبادئ الإسلامية الرسالية وإقامة الفرائض الإلهية والسير على نهجه وتطبيق ما خرج من أجله، فكان وسيبقى – بحقّ – أبا الأحرار، أبيّ الضيم، وظلّت وستظلّ ملحمة الطفّ مدرسة الأجيال التي تسعى للتحرر للخلاص للأجيال التي تريد ان ترسم لها طريق المجد والعزة التي اتخذت من ملحمة الطف وقائدها الهمام نبراساً تهتدي به في ظلمة الطرق المستوحشة فسلام على الحسين وعلى نهضته المباركة ونحن نعيش هذه الأيام العصيبة والمصيبة العظيمة على آل بيت الرسول وكيف فعل بهم أئمة الشرك والظلال من ظلم وجور وإقصاء فعلينا أن نعيش هذه المصيبة بالقول والفعل وأن نحييها احياءً كما أراد قائدها من أجل احياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

بقلم : أبو أحمد

أضف تعليقك هنا