جدتي وذلك الغريب

كبرنا ويا ليتنا ماكبرنا

كنا صغار فطالما تمنينا أن نكبر وأن نعيش تلك الحياة التى يعيشيها اباؤنا, اعتقدنا أنهم يعيشون فى سعادة لم نكن نعلم أننا نحن من يعيش السعادة لم نكن نعلم أن السعادة ستفارقنا عندما نكبر وكبرنا وياليتنا ماكبرنا لاننا لم نذق طعم السعادة مرة أخرى ..

كنا صغار فتمنيت ان اسمع كلام ذلك الرجل الذى وجدني تائهة فى أحد الايام والدموع تملأ وجهي

“لا تبكى لا تخافى فقط احكى لي كيف يبدو طريق بيتك ..”

اسرح الان واتذكر كم كان حنون ذلك الغريب على طفلة وجدها تائهة فى صباح ذلك اليوم المشمس .. تبدو تجربة عادية لا يشوبها أي شيء  ولكنها لم تكن عادية ابدا على تلك الصغيرة التى وعدت ذلك الغريب بألا تبكى مرة أخرى مهما حدث لان عيونها جميلة والعيون الجميلة لم تخلق للبكاء ..

حنان جدتي

كنا صغار وتلك العجوز المدعوة جدتي تحتضني وتتلو لى آيه الكرسي لعلها تزيل الهم من قلبى كان صوتها كالسحر يشفي قلبي وينيره بالحياة وكانه لم يحزن من قبل طالما أخبرتنى جدتى اننى ساصبح قبيحة اذا بكيت فعيونى الكحيلة سوف تدبل والكحل يتركها ويذهب كم كنت ساذجة ياجدتى فاصدقك دون جدال وامسح دموعى واتلهف لرؤيتها في المرآة لأتاكد أنها مازالت كحيلة !!

حلمي الدائم

مازلت أتذكر حلمي الدائم أنك تتركينى وترحلي ياجدتى فكرهت النوم ليلا لعلك لا ترحلي ومرت بعدها سنوات كثيرة وانا اكبر فى كنفك ولكن في النهاية تحقق حلمى .. فى النهاية تركتينى فجأة ورحلتي .. فى النهاية نزلت دموعى كما لم أبكي من قبل ..

فتاتك القوية بكت حتى اختفى الكحل من عيناها .. فتاتك القوية لم تتحمل فقدانك وأصبحت ضعيفة سهلة البكاء .. فتاتك القوية انهارت .. تلك التى لم تذق طعم الانهيار من قبل .. فتاتك القوية كسرت وليس كل كسر يمكن اصلاحه ..

كنا صغار وكانت معلمتى تخبرني أن الفتاة القوية هى التي تحارب من أجل أحلامها هى التي تنجح وتجعل الكل فخورا بها وأن البكاء لم يخلق لتلك القوية بعد ..

نصائح أمي

كنا صغار وكانت امى دائما ما تدفعنى كى أكون تلك الفتاة التي أنا عليها الآن دائما ما أخبرتني ان الفتاة ليس مكانها المنزل كما يفعل الجميع وان العمل عبادة وكل منا له رسالة يؤديها فإياكِ أن تتزوجى وتصبحى ربة منزل لا تفعل شيء فى حياتها سوى أعمال المنزل وأننى يجب ان اعرف ما الذى اريده من الحياة وان الحياة لا تنتظر احد فالحياة ليست مجرد رجل, أنتِ الحياة ,, كوني  قوية ولا تستسلمي أبدا ..

كنا صغار وكنت كلما اخاف شئ افعله لازلت أتذكر تلك الليلة التى خفت فيها من وحشي الكبير على حائط غرفتي عندما حل الظلام فكرهت النوم ليلا وجلست انتظره كل ليلة حتى فهمت أنه لم يكن إلا خيال طفلة لا تعرف بعد ان الوحوش الحقيقة تسير بيننا ولا نشعر لانها لا تبدو مخيفة ..!

وفى النهاية كبرت الصغيرة وأصبحت كما اراد الجميع قوية لا تبكي, تقف أمام الحياة بقوة رجل وعيون كحيلة, كبرت وأصبحت أحلامها أكبر من أن يقيدها رجل أو يقف أمامها عائق, كبرت وأصبحت تسير عكس التيار لأنها آمنت أن التيار لا يناسبها, وكبرت وأصبحت لا تستسلم أن الفتاة القوية هى التى لا تستسلم مهما كانت مصاعب الحياة ..

فيديو جدتي وذلك الغريب

أضف تعليقك هنا