عندما نصنع التغيير

مغايرين لنكون مغيرين

عندما نتأمل لماذا خلقنا هكذا مختلفين متفردين بقدرات ومواهب مختلفة نتيقن أننا ما خلقنا إلا لنصنع التغيير، فما كنا مغايرين إلا لنكون مغيرين.

لذا إن وجودنا لا يحسب فى هذا العالم إلا بمقدار مساهمتنا فى صناعة التغيير فمهما كان مقدار التغيير الذى نساهم به كبيرا أو صغيرا ،تغييرا واسع النطاق أم في نطاق ضيق إلا أنه جزء من وجودنا يحدد ما خلقنا من أجله ويوضح لنا أدوارنا في الحياة …

من أين يبدأ التغيير …؟

دائما ما يراودنى سؤال مُلح، ما هذا الشغف الذى يحيطني والذى لا يتركني أبدا والذى دائما ما يدفعنى لعمل شئ ما أشبع به ذاتي وأشعر من خلاله بأهمية وجودي فى الحياة؟ لماذا خلقت به؟ ولماذا لا تنطفئ شعلته المتأججة دائما بداخلي ؟ ولماذا كلما حاولت اطفاءها انطفأ معها نور الحياة وذبلت معانيها وسقطت أهميتها؟

لا أجد فى هذا الشغف إلا الدور الذى خلقت له ينادينى، فما هذا الدور إلا علة وجودى وعلة هذا الوجود هى مصدر قوتي وسعادتي وإحساسي بتقدير الذات .

لذا يبدأ التغيير فى عالم الشخص الداخلى ومقدار ما يغيره فى عالمه المحيط فقط عندما يكتشف نقاط شغفه التى تدفعه بقوة إلى أن يقدم ما يستطيع لهذا العالم ، ولا يحتاج منا تغيير العالم إلا ما نستطيع تقديمه فقط ، لذا لا تستصغر ما تقدمه من مجهود، فقليل على قليل يعطى أكثر مما نتوقع .

كيف اكتشف نقاط شغفي ..؟

وهنا يبدأ التساؤل كيف أتعرف على نقاط شغفى التي بها أقدم التغيير فى هذا العالم؟ فقط راقب نفسك ، ما الشيء الذى إذا ما قمت به زادك توهجا وحماسا ؟ ما الشئ الذى كلما فرغت تجد نفسك تذهب لعمله تلقائيا؟ ما الشئ الذى إذا ما بدأت فى عمله أبدعت وقدمت جديدا ورأيت فيه ما لا يراه الآخرون؟ ما الشئ الذى تجد فيه روحك ؟ هذا هو شغفك ،حبك، منطقة توهجك وابداعك ، فقط راقب نفسك وستعرف .

ركز على ذاتك …

أغلبنا لا يستطيع معرفة نقاط شغفه وتميزه لسبب واحد وهو أن تركيزه دائما للخارج، تجده دائما ما يركز على الأشخاص والأحداث والظروف الخارجية، لذا لا يستطيع قراءة نفسه لا يستطيع معرفة من يكون حقيقة لأنه مشتت مع كل ما يدور حوله ، يبحث عن التغيير ، عن الأفضلية ، عن الشماعات والتبرير للإخفاق، مهما كان ما يبحث عنه فهو موجه فى اتجاه خاطئ موجه للخارج المليء بالمشتتات. لذا إذا أردت النجاح وتغيير العالم ركز على ذاتك، تعرف عليها واكتشفها، قوّمها واصقل مهاراتها وقدراتها، كن أنت أولا كما خلقت ولما خلقت.

التغيير الداخلى بداية تغيير العالم …

من أقوال مصطفى صادق الرافعي

“ليس من الحكمة أن تنظم العالم من حولك، وتترك الفوضى فى قلبك “

فى هذا القول البليغ رسالة لكل من يشير بالبنان إلى سلبيات العالم من حوله سواء كانت سلبيات أشخاص أو أحداث أو ظروف أو معان، فمهما كانت هي خارج نطاق تحكمك بمعنى أنك لا تستطيع تغييرها وليس من حكمة العقلاء أن تحارب طواحين الهواء وتظن أنك الفارس الذي يغير المحيط بسيف اشاراته وانتقاداته فتغيير العالم يبدأ بتغييرك أنت الداخلي لأن كل ما تستطيع التحكم به هو أنت ، فأنت الشخص الوحيد الذى تستطيع تغييره لأنه ببساطة الشخص الوحيد الذى تملكه. لذا كن أنت التغيير الذى تريد أن تراه فى العالم فلو كل منا آمن أنه نقطة انطلاق لشعاع التغيير بالعالم امتلأ عالمنا بنور التغيير دون أن ندرك فقط آمن بما تريد أن تراه فى الآخرين فقط آمن أنك نقطة تغيير إن بدأت من داخلك كانت شعاع لتغيير من حولك.

صناعة التغيير تبدأ بك أنت مهما كنت بالنسبة لهذا الكون صغيرا ضئيلا إلا أن قيمة وجودك تكمن داخلك بإيمانك بذاتك وبقدراتك، قد ما تقدمه صغيرا لكنه يحدث أثرا عظيما فقط آمن بقيمة وجودك.

صناعة التغيير هى صناعة نفوس تقرأ ذاتها جيدا وتفهمها وتستطيع تطويرها لتقدم كل ما هو جديد ومفيد، صناعة تجعل الإنسان بما يقدمه سعيد، فكن سعيدا بصناعة تغيير ذاتك لينطلق شعاع تغييرك لينير العالم بما تتميز به من نقاط شغفك.

فيديو عندما نصنع التغيير

خُلقت.

أضف تعليقك هنا