كيف تقتل ابنائك؟ هل كل ما تربينا عليه صحيح؟

هل كل ما تربينا عليه صحيح؟

هل كل القيم والصور النمطية عن الأب و الام والمعلم التي تعلمناها كلها صحيحة؟

هل يمكننا ان نغير بعض الاخطاء التي وقع بها اهلنا خلال تربيتنا؟

مؤكد ان اكثرنا حاول ان يطور طريقة تعامله مع اولاده وحاول ان يطبق بعض النظريات التي يسمع عنها مرارا، لكننا نتفاجأ ان اكثرها لا ينفع وانما هي مجرد كلام نظري ثم نعود الى ما وجدنا عليه آبائنا.

ويمكن إرجاع هذه المعاناة الى مسألتين أساسيتين وهما، البيئة المحيطة، من أقارب او اصدقاء او غيرهم من الناس التقليديين و الحياة مع اولادهم تسير بشكل طبيعي فلمَ التعب!!

وثانيا هو اننا نجرب هذه الطرق على سبيل التجربة و ليس اليقين و الايمان بانها ناجحة و لذلك لا نحاول تطبيقها بأكثر من شكل ولا نكون مرنين في تطبيقها ثم نمل ونتعب بسرعة و نعود الى خط الآباء القديم..

ليس المطلوب الان ان نغير حياتنا كلها ونجعلها بين ليلة و ضحاها جنة الله على الارض -وان أمكن ذلك فهذا خير ونعمة-

وانما المطلوب الان ان نعي بعض الكلمات و التعاملات التي تزرع السلبية عند الطفل او تعلمه الكذب او الحقد و غيرها من السلبيات

ومن أهم التعاملات التي تزرع السلبية عند الطفل هي:

* المقارنة (اخوك افضل منك، انظر الى فلان، يا ريتك مثل فلانة ….وهكذا) فهذا مما يعطي للطفل صورة سيئة عن نفسه وكذلك قد يزرع الحقد عنده لمن هم افضل منه في المقارنات.

* السخرية و الاستهزاء به بسبب شكله او مستوى ذكائه او إعاقة لديه وهذا مما يجعل شخصيته ضعيفة وذليلة ومتقبلة للاهانة ويرسخ لديه ان فيه نقص معين.

* التثبيط وعدم الثقة به (انت فاشل، لن تستطيع، صعب عليك…..) يثبت عنده قناعة انه فاشل ولايستطيع تحمل المسؤولية.

* الحب المشروط (اذا عملت المسالة الفلانية سوف احبك، لا احبك حتى تفعل كذا…) وهذا يجعله وحيد وغير مطمئن ولا كريم ولا يعطي شيء بدون مقابل.

* التهديد الخاطئ (اكسر راسك، أذبحك،اطلع عينك…) بعد مجموعة من التهديدات الفاشلة سيفهم الطفل ان كل تهديداتنا كذب وغير حقيقية و قد يتمادى في فعل الاكبر.

* الكذب عليهم و اعطائهم معلومات خاطئة (ياخذك الحرامي، يأكلك الكلب، انت لست ابننا بل وجدناك في الشارع ….) تجعل الطفل ساذج و غير مستقر و يصدق المعلومات الخاطئة..

* المنع غير المبرر (لأ يعني لأ) فالطفل يحتاج لاي تبرير حتى يفهم المنع فلا تتركه بدون تبرير حتى وان كان بسيطا.

* الفضيحة امام الاخرين تجعله مكسور ومذلول ولديه احساس مستمر بالنقص بشكل مستمر.

* الشتم و الألقاب (الغبي، الفاشل، الحمار….) اذا تكررت كثيرا فسوف يتعلم منها الطفل بذاءة اللسان وقد يتقبل لقب معين فالعقل الباطن بالتكرار يرسخ هذه القناعات لديه..

هذا جزء بسيط من مجموع المفاهيم الخاطئة التي نربي عليها ابنائنا،

واذا أردنا إصلاحها فالحلول موجودة و ليست مستحيلة لكن تحتاج مداومة وصبر.. مثلاً

* ابتعد عن المقارنة السلبية نهائيا و اجعل بديلا عنها مفهوم القدوة كأن يكون احد الأنبياء او الصحابة او الأبطال وغيره.

* لا تعطه معلومات خاطئة ولا تكذب عليه إطلاقا وانما علمه بقدر استيعابه.

* أمنحه الثقة و حمله بعض المسؤوليات لكي يشعر بقيمة نفسه ( جلب بعض الأغراض من الدكان القريب، متابعة اخوه الأصغر…)

* قلل الشتم قدر الإمكان و امنع الألقاب السلبية نهائيا و استبدلها بألقاب ايجابية تبعث فيه الفخر(استاذ، دكتور، رجل البيت….)

* لا تهدده تهديدات كبيرة يستحيل تنفيذها وليكن التهديد قابل للتنفيذ (منع المصروف لمدة يوم، منع التلفاز لمدة معينة…)

* لا تجعل حبك مشروطا ابدا و افصل بين شخصيته و سلوكه الخاطئ ( انا احبك لكن لا اقبل هذا التصرف، انا احبك لكن ممكن اضربك ….)..

وختاما اكثروا من الدعاء لهم و أظهروا محبتكم لهم فان هذه السنين القليلة ستذهب إلى غير رجعة و ما هي إلا ايام و اذا بالصغير يكبر لا نعرف كيف ومتى انقضت هذه الايام فاستثمروها بالحب و العطاء..

حفظ الله اولاد المسلمين وجعلهم قرة عين لاهليهم..

فيديو كيف تقتل ابنائك؟ هل كل ما تربينا عليه صحيح؟

أضف تعليقك هنا