هل النساءُ ناقصاتُ عقلٍ ودين؟

بقلم: فايز الحربي

ليس من الضرورة أن يكون الكاتبُ مُتحيِّزًا غيرُ عادل، ولا عادلاً غيرُ مُتحيِّزٍ، ولكن ما أُريدُ تبيانهُ أمرٌ يدور في هذا المُجتمع دون إدراكٍ لما يُقال، وقد قال تعالى:

{مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18) سورة ق،

ومن مُنطلق هذه الآية الكريمة وددتُ تبيان بعضُ الأمورِ على من يجهلها من باب النصيحة فقط لا التّسلُط.

العديد من الرّجال يمارسون ممارسات خاطئة نوعًا ما، ولكن الأمرُّ والأدهى وهو عند سرد الأدلّة يخطئون كثيرًا، وبالمقابلِ فإنَّ النساءَ يمارسنَ ممارسةٌ لَرُبَّما أشدُّ خطأً من الرجالِ؛ وهي نفيُ هذه الحجة التي يحتجُّ بها العديد من الرّجال أو إلصاقها بالرَّجُلِ دون أدنى وعي، فمن المعيب أنَّنا لا نُدرِك مخاطر هذه الأخطاء الوخيمة، وعلى الصعيد الشخصي فأنا لستُ مع كِلا الفريقينِ ولا أَؤيِّدُ فريقًا على فريق، بل نحن بصدد ذِكر هذه الحُجة التي أصبحت حديثُ مَن لا يعرفُ الحديث، ونقاش من لا يعرفُ النّقاش، وفي هذا المقام أستذكرُ قول الإمام ابن مالك رحمهُ اللهُ بِواسعِ رحمتِهِ عندما قال

(كُلُّ أحدٍ يؤخذُ من قولهِ ويُرد إلّا صاحب هذا القبر).

والمقصود بصاحب القبر؛ النبي صلى اللهُ عليهِ وسلّم، أي أنَّ أيَّ كلامٍ لَرُبَّما يعتريه النقص أو الخطأ إلّا كلامُ النبيِّ فهو الصحيح بلا جدال، والسبب في هذا الاستثناء قولهُ تعالى:

{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} (3) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم،

وبعد تبيان العديد من النقاط المتمحورة حولَ هذا الكلام نستطيع ذِكر الحُجّة، وهيَّ عبرَ سؤالٍ بسيط،

هل النساءُ ناقِصاتُ عقلٍ ودين؟

نقول: نعم، وذلك لحديث النبي صلى اللهُ عليهِ وسلّم

(خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أضحى، أو فِطرٍ، إلى المصلَّى، فمرَّ على النساءِ، فقال: يا معشرَ النِّساءِ تصَدَّقنَ فإني أُريتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النارِ. فقُلْن: وبم يا رسولَ اللهِ؟ قال: تُكثِرنَ اللَّعنَ، وتَكفُرنَ العَشيرَ، ما رأيتُ مِن ناقِصاتِ عَقلٍ ودينٍ أذهبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ مِن إحداكُنَّ. قُلن: وما نُقصانُ دينِنا وعَقلِنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: أليس شَهادةُ المَرأةِ مثل نِصفِ شَهادَةِ الرَّجُلِ. قُلن: بلى، قال: فذلك من نقصانِ عَقلِها٬ أليس إذا حاضَتِ لم تُصلِّ ولم تَصُم. قُلن: بلى، قال: فذلك مِن نُقصانِ دينها.)

صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم 304 وخلاصة حُكم المُحدّث: صحيح.

الحديثُ صحيحٌ لا جدال بِهِ، ولكن يجب على الرجالِ عدم الاستدلال بهذا الحديث من ناحية النقاشات العامة والتي دائمًا تكونُ عديمة الفائدة؛ فهذه النّقاشات تكون للنقاشات فقط كما يكونُ بعضُ النقدِ للنقدِ فقط، وعلى النساءِ عدم إنكار هذا الحديث، وعلى كِلا الفريقينِ معرفة تفسير هذا الحديث لأنَّهُ يتعلق بأمور الشّرع والتّشريع من الصّيامِ والصّلاةِ وغيرِهِما، فلا يكون الحديثُ حُجةً على النساءِ بأنهنَّ ليس لديهنَّ عقول.

بقلم: فايز الحربي

أضف تعليقك هنا

فايز الحربي

موقع فايز الحربي :https://b3ll.blog