وقفات لابد منها أمام تدني الخطاب الاسلامي الحالي

بادئ ذي بدئ لا أقصد بتلك المقالة اي فئه او طائفه بل اتحدث علي سبيل اصلاح ما أراه خطأ كبيرا راجيا من الله التوفيق للجميع .

1_ لقد خلقنا الله عز وجل وخلق الانسان له قلب وعقل وفطرة وأنزل الله عز وجل هذا الدين بخطاب متناسقا مع عقل الانسان وقلبه اي مشاعره وفطرته فهو ليس خطابا يراعي العقل فقط دون غيره فليس الانسان آلة تندفع من خلال عقلها فقط دون قلبها كما انه ليس بخطاب يخاطب القلب فقط دون غيره فالانسان لايؤمن بشيء بالمشاعر فقط دون التدبر والتفكر كما انه ليس ضد فطرة الانسان السليمة والتي تحثه على الخير وحب الخير  ومكارم الاخلاق والرحمة وهي الصفة التي بني عليها هذا الدين والتي أرى أسفا اسف شديدا ان كثيرا من الخطابات الاسلامية تفتقد لتلك المعاني تارة بالكلية وتارة بالجزئية لذلك الشاهد هو ان الله خلقنا بشكل معين وبتركيبه معينه وبعقل ولا يمكن ان يأتي بغير ما أراد خلقه ابتداء .

طبيعة الخطاب الاسلامي

الله عز وجل انزل هذا الدين بخطاب شامل جامع لكل ثوابت الحياة ليضع الانسان علي اول طريق الاجتهاد السليم لهذه الحياة لذلك قد اخبرنا بقوله عز وجل ( منه آيات محكمات هن أم الكتاب ) وتلك الاية تؤكد وتعني ان هذا الدين متناسق متكامل مع بعضه والمقصود هنا اي عند الرجوع للدين الاسلامي في اي مسألة ينبغي ان يرجع اليه كله الي جميع مقاصده ليخرج الفهم والاجتهاد الصحيح لتلك المسألة لذلك فلابد للعلم بضوابط وثوابت هذا الدين اولا ثم استخراج الاجتهاد الحقيقي.

أسباب تدني الخطاب الإسلامي

ولما كان عدم العلم بكليات الشرع وجهل أغلبها نتج لنا خطابا اسلامية لا يراعي عقل الانسان ولا يلتمس قلبه ولا تتناسب مع ظروفه البيئية و الاجتماعية كما انه يكون خطابا مشتتا ليس له معالم لأنه خطاب غير مبني علي مقاصد الدين ليس له ضوابط وانما ضوابطه تخضع لعوامل ومؤثرات أخرى غير الدين الاسلامي ذاته فاصبح الخطاب الذي من المفترض يقدم حلولا اصبح عبئا واكثر حيرة للناس لذلك كان تلك الايه الكريمة ( فاستقم كما أمرت ) اي استقم كما رسم الطريق لك الله ولا تستقم من خلال طريق انت ترسمه لذاتك وتجبر عليه الآخرين.

وسأحاول هنا ان اعطي بعض من الامثلة لعوامل واسباب الانحرافات الموجودة والمقصودة .

1_ تأثره بطبيعة الشخص :

فقد يكون الداعية ذو طبيعة قاسيه ضيق الأفق غير ملم بالأمور فينظر إلى الناس على أن دواخلهم مذنبه وشريرة ثم يبدأ في تكوين خطاب قاسيا على الناس فكان هذا لسبب نفسي عنده.

2_ تأثره بالبيئة الاجتماعية :

نجد في مجتمعاتنا العربية ان العادات والتقاليد والاعراف قد أثرت على الخطاب الديني تأثير واضحا مثال ذلك تغليظ العقوبة على المرأة دون الرجل كما هو الحال في الزنا مثلا مع ان الله لم يفرق بين  الرجل والمرأة في العقاب ولا الثواب.

الأخطاء الخطيرة التي يقع فيها بعض الدعاة والناصحين بالدين:

أتأسف جدا ان اقول أن هناك من يضع نفسه مكان الله عز وجل غير عالما بذلك او عالما بذلك فإن كان مسألة او حكم شرعي اعطي الله فيها رخصة او تخفيف اخفوها عن الناس بحجة عدم استخدامها من قبل الناس كذريعة للتحايل علي الشرع فتكتم علما اراد الله ان يري عباده رحمته بالتخفيف عنه  وهذا امر في حقيقته خطير جدا.

أنت لست الله ولست رقيبا على عباد الله فالعبد يتحمل مسؤولية إذا ما كان يحق له الرخصة ام لا وليس أنت لماذا تضع نفسك في موضع الرقيب على قلوب العباد ودواخلهم كما أن هناك من يضخم الذنب فيبدله من حكمه ويجعله كبير وهو صغير بحجة ان ذلك يساعد الناس على تركه وهذا تدخل خطير في تشريع الله لعباده فحينما جعلها الله صغيرة قد أراد ان يعلم صاحبها انها صغيرة وليس كبيرة.

كيف تفعل فعل في ظاهره كأنك تقول لله نحن اعلم بمصالح عبادك منك؟

وأنا اعلم أنه ليس في نية فاعل هذا الإثم ذلك ولكنه معناه هكذا فأنت ناقل لحكم لا مبدل فيه انما كون الشخص لايترك ذنبه انما مرده الي ربه لا لك ولست انت من تجبره عليه فبلغ الامر كما هو كما أمر به الله فأن الله اعلم بعباده منا.

توضيحات

الناظر في مقاصد الشرع وهذا يحتاج الي تعمق وتدبر يجد انه يراعي مصالح العباد كما انه خطاب اكثر مافيه الرحمة والحرص على الخير والمحبة والاصلاح في الارض فحينما انزله الله هكذا قد اراد ان يبين انه غالبه الرحمة والمحبة كما انها متزنة متناسقة مع بعضها فلا كره واكراه ولا ضعف يضيع حق ويعيق عدلا ولا تخبط فيها ولا حيرة فخطاب الله لعباده لا يقارن بآخر فهو الكمال المطلق وهو ليس كمثله شيء لا أله الا هو كما انه يخاطب به كل الناس وليس المسلمين فقط ولذلك قال تعالى ( الدين للناس كافة )  فلا يجوز ايضا ان نحصره على خطاب يتناسب مع المسلمين فقط.

هذا ما قد وفقت أليه من نظرتي لهذا الخطاب الحالي وقد حاولت ان اختصر قدر الامكان في تلك المقالة  وإنما انا مجتهد واقول ما اراه حقا وللقارئ الكريم الخيرة في ان يرى هذا صائبا او خاطئا.

فيديو المقال وقفات لابد منها أمام تدني الخطاب الاسلامي الحالي

 

أضف تعليقك هنا