يا لسخرية القدر

أؤمن تماما أن الضحك يحرر الانسان من الخوف و يمنحه قوة و جرأة لمواجهة أي سلطة أو نظام راسخ.

السخرية

فالأسلوب الساخر خطر جدا و تكمن خطورته فى أنه أسلوب احتجاجي راقي يجعل الانسان يملك القدرة على التمرد على الظلم بدون الخروج عن القانون و لهذا لا يمكن ان يؤخذ عليه شيء و لا يمكن النيل منه.

يمكننى القول بأن السخرية قادره على الاطاحة بالسلطات مهما اشتد جبروتها

والأكثر إدهاشا في الأمر هو قدرة السخرية على الإطاحة ببطش الايام و قسوتها

و هذا ما أود أن أرنو اليه في حديثي فلدى معظمنا فكرة مسبقة تجاه الساخرون أو من لديهم حس الدعابة أنهم مجرد أشخاص تافهون لديهم لا مبالاة تجاه ما يمرون به من احداث أو أنهم متبلدي المشاعر أو أضعف من أن يتخذوا موقفا معارضا تجاه الامور السيئة التى تحدث لهم سواء اذا كان ذلك الموقف يتمثل في الحزن الشديد او الانعزال عن المجتمع او الاحتفاظ بمشاعر الغضب و الشكوى و اعلان العداء تجاه الحياة.

و سريعا ما نعتلي منصة القضاء لنصدر حكما بأنهم فاقدين الإحساس غير منطقيين و نعاقبهم بالسقوط من دائرة احترامنا و تقديرنا.

اعترف بأننى كثيرا ما شعرت بذلك تجاه تلك الفئة من الناس الساخرة بأحداث الحياة و حين كنت أجد نفسي أفعل مثلهم كنت ألوم نفسي و انتقد سلوكي و أجبر نفسي على اتخاذ سلوكا كئيبا معاديا للحياة حتى لا أتعرض لنفس ذات الانتقادات خوفا من ان اسقط انا ايضا من دائرة احترام الاخرين و لكن هذا السلوك لم يريحنى ابدا و كان متنافيا مع طريقه تفكيري.

ربما يمكنك ان تكسب تعاطف الاخرين و مشاركتهم لمشكلتك بهذه الطريقه و لكن آثارها الجانبية سيئة و ستتفاقم الخسارة لتتبعها سلسة من الخسائر التى لا يمكن معالجتها فيما بعد.

توقفت ذات يوم امام عبارة جعلتني افحص سلوكي المُعادى الكئيب من جديد ” الساخر شخص يشعر بسوء ، لكنه يشعر بشكل جيد تجاه ذلك الشعور ” ( دون هيرولد )

و لأتحقق من صحة الامر قررت أن ادخل المختبر لاجتاز التجربتين لأستخلص النتائج و أدون المشاهدة.

كانت النتيجة واضحة وضوحاً جلياً بالنسبة لي فالانخراط فى الحزن و التذمر كان بمثابة من ضعف بصره فراح يبكي حزناً على بصره حتى فقده تماماً من شدة البكاء.

فبكائي على الخسارة جعلني افقد سلامي و فرحتي و قوتي و أضعف روحي و انهك جسدي و فاتتني فرص التعويض و البدء من جديد بينما انا أبكي و كما قالوا لا تبكي على اللبن المسكوب

قال يوهان غوته : ” السخرية هى الملح التى يجعل الطعام مستساغاً “

انا هنا لا اتحدث عن سخرية النكات و لكني اتحدث عن السخرية عندما تصبح إحدى سمات الموضوعية.

فى عصر احدى الايام عندما تفاقمت الامور جداً و تعقدت و رأيت ان كل شئ في حياتي يفشل، نظرت إلى السماء فرأيتها ملبدة بالغيوم فقلت حسناً حتى منظر الضباب و الغيوم رائع و هدأت قليلاً و حدثت نفسي بكلمات مشجعة إيجابية و ذهبت افتش عن بعض القصص الطريفة لأقرأها لأضحك قليلاً و أتخذ استراحة بسيطة من هموم الحياة، و ضحكت كثيراً و بدأت اسخر من كل ما حدث لي و شعرت انى بالنسبة لهذا الكون الكبير كحبة رمل فى صحراء بل أنا اقل من نانو لحظة في عمر هذا العالم فما شأن تلك الكوارث الصغيرة التى حدثت لى فى مثل هذا الكون الشاسع بل ما شأنها امام خالق هذا الكون و خالقنى هو سيد الاحداث  الكونية و اليومية في حياه كل البشر و هذا الكون هو سيد الأدلة.

الفكاهة

الغريب اننى شعرت بأن سيل من الافكار الجديده انجرف إلى ذهني و امتلأت بشغف و لو قليل.

و شعرت بالقوة لان الاحداث السيئة لم تنال مرادها منى و قلت فى نفسي يا لسخرية القدر لا يهم ما حدث ، نعم أنا محبطه و لكني اشعر بأننى ستأحسن فلأنهض و أكمل عملى و لأستمتع و اضحك

ربما الفكاهة منطق مجنون كما قال غروشو ماركس ، و لكن على حال هى منطق و منطق رابح جداً.

فإن كانت الامور سيئه فلنسخر منها و نتابع لأن غداً ليس مثل أمس و نحن نستحق ان نضحك قليلاً لنتحرر من كل المشاعر السيئه لأن تلك الامور الجديده التى نريد ان نحققها تحتاج لروح منطلقه قوية راسخة منفتحه تعرف كيف تسخر من الحظ السئ و تخرج من الازمة .

فيديو يا لسخرية القدر

أضف تعليقك هنا

ميرا أمجد لمعي

ميرا أمجد لمعي