السياسة و الإجرام الديني

قريبا تبدأ المساومات على الأصوات و بطاقات التعريف، فمن يبيع و بكم ؟ تبدأ الحملة الانتخابية التي تأتي شعاراتها كالتالي : – سننقد المدينة من العشوائيات ما يعني دور الصفيح. – التمدن اللامدني، أي التعليم الجاهل و الصحة المريضة. – الأمن من الضروريات، نبني مجرم و ليرتشي شرطي. – الشباب … قصة ليست لها نهاية، وصلت إلى حد الحبكة وقفت، كأن كاتبها ركنها في الجزء المظلم للرف، تشغيل المهمشين منهم. – النموذجية في بناء ما يخص احتياجات المدينة. – ما زال الكثير … كالمساجد و المقابر … إلخ

من يشغل الدين للإجرام في السياسة ؟

ما يجعل بعضهم في الجانب الآخر، من يشغل الدين للإجرام في السياسة ؟ هناك الجانب الآخر، ما يجعل نفور الشباب من الدين، و السياسة أيضا، لأنهم كما صور لهم الإعلام الغربي و العربي أيضا، أن العرب هم صحراويون و إرهابيون ثم أغبياء أغنياء، ليتبقى بعض العاهرات، أما جرائمهم في حقنا، فيصورونها كأنما فعل مجنون أو مختل أو مجرم، ثم تقف الأوراق حتى العربية منها، هناك استعمار فكري، و استحمار للشعوب العربية.

مما يجعل أجيالا تائهة لا تعرف من أين تبدأ، أو إلى أين ستتجه. شبه الحقيقة المؤلمة، أن العرب فيهم الكثير من الأغنياء الأغبياء، يزورون أو يحجون إلى الدول المغاربية قصد البحث عن العاهرات، فهناك مثلا في دول الشرق الأوسط أو الخليج العربي، الفقير جدا و الغني جدا، الثاني قابل للبذخ في الأموال، أما الأول فيعيش الضنك، هذا ما يريدون منا في وطننا الحبيب، كما يصورون بل يحاربون الخمار لما يحمل من معاني الالتزام و العفاف للمرأة، كأنه نوع من الجهل، رغم أن حرية الشخص تقف عند ابتداء حرية الآخر، لا يحق لهم أن يملون علينا ما نلبس أو مالا نلبس.

“أحسن اللباس ما قل و ذل” !

فالعارية هي التي تثير الكثير من الشباب، لمغازلتها و التحرش بها، أما تلك الأميرة المحتجبة فهي غنية عن أي تحرش أو تغزل، لأنها تستر ذاتها بل تحترم نفسها ليحترمها المجتمع. فقد أصبح بدلا من أحسن الكلام ما قل و دل، ليتغير و يصبح أحسن اللباس ما قل و ذل، فيدل على الملامح الخارجية، هذا سبب كثرة حوادث التحرش و الاغتصاب، بل حتى زنا المحارم، لا أظن أن أحد ما، عندما سيرى فتاة محجبة من الرأس و عارية من الأسفل، سيحترمها … هذا ذنب الإعلام الذي شكل لنا موضة الجاهلية، و علماء اللادين الذين يفتون بدون علم، و يقولون ما يقلب الحياة، فلا يعلمون أنهم يخطئون ما كان على صواب، بل وزرة من تبعهم تبقى على كهلهم إلى يوم الحساب، و هنا يأتي المس بحريات الآخرين.

ما يؤلمني هو اغتيال عقليات الشباب، ما يحدثه الإعلام من أفلام بل أكثر من هذا تلك الرموز التي تتخلل مشاهد الأفلام، من رموز جنسية و أخرى ذات معاني غريبة و خفية، هنا في هذه اللحظة يتم برمجتهم على اتباع بعض الأوامر و هنا أيضا استعمار فكري، كاتباع قَصة فلان و لباس فلان المشهور، لا يعلم إن كان فلان هذا مسلم أو مسيحي أو ملحد … إلخ.

يكفينا الإجرام السياسي

كمن يصلي بالصليب في عنقه و وشم في جسده، هنا نبحث عن هوية، داخ الشباب لأن أهلهم و إعلام العرب ثم التعليم لم يقم بدوره، كذلك المجتمع الذي باع اللقاء لينشغل بأحواله اليومية، و المواقع الاجتماعية للفرد المنفرد بذاته، فيصبح الشاب يعمل، يأكل، يشرب، ينام ثم تعاد الكرة يوميا فيصبح عبدا و هو لا يعلم، هنا توقفت الساعة ليفهم أن ليس كل ما يراه حقيقة، و ليس كل ما يسمعه واقع، بل هنا يجب تصفية الأحداث السمعية البصرية، و ما نطلب من الصحف الإخبارية هو ستر ما يستر حتى لا تكثر الفاحشة و الإجرام، يكفينا الإجرام السياسي.

أزمة قيم

نعيش أزمة قيم، سأعود للحديث عن الإجرام، فهو مس بحريات الآخرين كفرد أو مجتمع، لكن عندما يعتقد المجرم أنه على صح، يصبح الخطأ بالنسبة له واجب، هنا يسقط التردد و الإنكار، فيفعل ما يراه وسيلة لكسب العيش و افتقاره للعقل ثم الضمير، في الأول يبدأ بسرقات بسيطة ليصبح كمثاله سياسي له جاه و مال، لكنه يسرق ماله إذن لماذا لا يسرق مالا ليعيش مثله؟ هنا تسكت الدولة ليبدأ بمجرم صغير يكبر و يكبر حتى بتفنن في السرقة و تكبر بطنه، هنا يصبح سياسي ذو قيمة و شأن وطني، ليصل إلى صفقات خارجية و داخلية تضخم بطونهم، طبعا لا تنسوا أن القانون وضع ليصبح لاقانون، لن يسأل من أين لك هذا ؟ للأسف كلنا نعلم و كلنا نسكت.

فنحن في اللاسياسة نصبح سياسيين نمارس سياستنا في تسييس الأمور الصعبة، تقبل عقولنا التفكير فيها، نتناسى ما نتعايش معه، فالدين يطالبا بالعدل رغم أن قدوتنا غير عادل، أما الوطن فله خالقه يرعاه و يحمي عباده، كما يقال حاميها حرميها، فلا تنسوا أن كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته، ونحن رعيتكم.

في آخر سطوري، نحن نعلم ما تفعلون و ساكتون، فافعلوا ما تريدون لأنكم ستحاسبون، نتهمش مرات و مرات لكن للأسف من يتكلم علينا أصم، و حتى إن تكلمنا لن يسمعنا من نريده أن يسمعنا، فسعادته هناك من يقول له كل يؤيدك و كل يعيش في كرم، بل للأسف في ذل، فشكرا لمن لا ينصت لنا، و جزيل الشكر لمن يقرأ همساتنا مثلنا.

فيديو مقال السياسة و الإجرام الديني

 

أضف تعليقك هنا

المصطفى الحطابي

مصطفى الحطابي

 أستاذ إعلاميات بمجموعة مدارس الجسر، و نائب الحارس العام.
 كاتب كلمات و قصائد شعرية و زجل، قصص و مقالات
 حاصل مستوى باك علوم تجريبية بثانوية أولاد حريز ببرشيد
 حاصل على دبلوم تقني في الإعلاميات
 حاصل على شهادة في تدريب لصناعة الإشهار
 حاصل على شهادة في الإعلاميات المكتبية
 حاصل على شهادة كمساعد تجاري و إداري
 حاصل على شهادة مكون في المهارات الحياتية من طرف منظمة السلام الأمريكية و المنظمة العالمية للشباب
 رئيس جمعية حلم للفنون الشبابية و هي تهتم بالمواهب الشابة على مستوى المدينة
 حاصل على شواهد تقديرية في المسرح
 عضو النقابة الوطنية للموسيقيين الأحرار بالرباط ككاتب كلمات
 مصور لصحيفة الشاوية و هي صحيفة جهوية تنشط بإقليم برشيد
 شارك في المسابقة الجهوية للمسرح التابعة لوزارة الشباب و الرياضة
 أجر حوارا في راديو بليس في برنامج بيناتنا مع المذيع عادل أحجام و صفحة غيور عن الفن مع الصحافية كدي فاطمة الزهراء