أزمة الزواج ، ظاهرة الطلاق ، الثقافة الجنسية !!

موضوع الساعة

أزمة الزواج ، ظاهرة الطلاق ، الثقافة الجنسية

======================

انتشرت فى الآونة الأخيرة بعض الظواهر السلبية بالمجتمع العربي بوجه عام مما أدت إلى عدم قيام الرجل والمرأه بدورهم الحقيقي فى الحياة كما أراد الله تعالى أن تكون .

فبداية سوف نتحدث عن الظاهرة الاولى وهي :

# ( تأخر سن الزواج).

فهذا الامر خلفه أسباب عديدة منها نظرة الفتاة لذاتها وحلمها بفتى الاحلام الذى سوف يحقق لها أحلامها مثل ( المنزل الشيك ،السيارة ، … ألخ) أو أن ثقافة الأسرة فى مسألة المهر والشقة والجهاز ….. الخ . وهذا الأمر طبيعي لا جدال فيه ولكن المبالغة فى المطالب هي من تعرقل الكثير من الأمور مما يفشل أمر الزواج . والله يقول:

“وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (النور : 32)

والحديث الشريف يقول: “أَقَلَّهُن مَهْرَا أَكْثَرُهُن بَرَكَة”

بخلاف مشكلة البطالة للشباب بسبب ظروف الدولة فى تعييناتهم وكذالك عدم قدراتهم على انشاء مشاريع خاصة بهم يستطيعوا من خلالها أن يحصنوا انفسهم بالزواج كأمر طبيعي.

كثرة المطالب الغير ضرورية فى بدء الامر من الشاب المقدم على الزواج مما يؤدى الى امتداد مدة الخطوبة ومن ثم كثرة المشـــــاكل حتى تصل إلى فشل استكمال أمر الزواج لأسباب كان يمكن التغاضي عنها لتيسير الامور .

كذالك بعض الأمور الفرعية مثل الهياءات والجمعيات التي تنادي بعدم الزواج من سن مبكر بحجة أن له أضرار نفسية واجتماعية .. إلى آخر ذلك
رغم أن الحديث الشريف يقول

( من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ).

ولم يقل من ترضون مركزه ورأس ماله وعائلته وعمله … فكلما ابتعدنا عن أمر الله وسنة رسوله صارت الامور مستحيلة علينا جميعاً. إذاً نحن من نقوم بتصعيد الأمور حتى الفشل .

# أما بخصوص كثرة نسب الطلاق :

أشارت بعض الدراسات أن عدد “العوانس” فى مصر وصل الى 9 مليون عانس من الجنسين (الشباب أكثر), أما أبغض الحلال إلى الله زادت نسبته بشكل ملحوظ فى الآونة الاخيرة, فقد أكدت بعض الدراسات أن مصر أصبحت الأولى عالميا فى نسبة الطلاق حيث وصلت فى عام 2010 الى 40%, منهم 50% فى السنة الأولى من الزواج وترتفع كل يوم لأسباب عدة منها عدم التفاهم او قلة الموارد الماليه او اختلاف وجهات النظر وأسلوب المعيشة. والنسبة الأكبر من المشكلة هي الحالة المادية لتحقيق مطالب الزوجة والأولاد.

الاختلاط المزدوج بين الفتيات والشباب والرجال والنساء وكثرة الثرثرة بينهم في أمور هى شديدة الخصوصية مما يبعث عدم الاستقرار بقلوب النساء والندم على اختيارهم الاول فى الزواج القائم أي بمعنى يتظاهر الرجل فى حياة المرأة المتزوجة بأنه الملاك الطاهر او انه الرجل الكامل لايشيبه شائبة فتندم المراة بينها وبين نفسها وتتمنى ان تطلق من زوجها الحالى للزواج من هذا الرجل الزائف الشكل والفعل وفى ظنها انه أفضل رجال الارض .

نفس ماتحدثت فيه بالسطور السابقة يحدث مع الفتيات اللاتى لم يصبها الزواج قد تشعر بالإعجاب أو الحب من شخص ما يطاردها بكل مكان ليثبت لها انه مهتم بها وانه يريد الارتباط بها كما انه ينسب لنفسه اشياء ليست فى شخصيته مثل انه يحب ماتحب ويكره ماتكرهه الفتاة وهكذا وانه لديه مستقبل باهر وعظيم وانه من اسرة مرموقه وانه .. وانه … إلى أن تنغمس الفتاة فى حبه وتتمنى أن تطير إليه فهو الفارس الآن الذى سوف يرفعها فوق جواده لينطلق بها إلى عالم الأحلام كما تظن وتعتقد تلك الفتاه حتى تصدم بالحقيقة فينكسر التمثال الذي قد أنشأته لهذا الفارس .

فى الاخير هو عدم المصداقية والبعد عمن شرعه الله فى كتابه واخبرنا به رسوله الكريم صلوات ربى وسلامه عليه .

أيضا من الاسباب الجوهرية لارتفاع نسب الطلاق فى العالم العربى هو الإعلام الأصفر الذي يبث روح الشر برأس الرجل والمرأة كلا على حده فعلى سبيل المثال :

برامج التوك شو التى تتحدث فيها بعض النساء التى فشلت فى حياتها الزوجية فتتحدث عن الرجل بصورة غير لائقة وكأنه شيطان والعياذ بالله، وعلى النقيض بعض الرجال الذين فشلوا فى حياتهم الزوجية يبرزو صورة الزوجة بصورة غير لائقة وكأنه شيطانه تطلب مالا في استطاعته الرجل ومحاسبته وتحويل معيشته الى جحيم من كثرة المطالب وترقب خروجه ودخوله من المنزل وكثرة الاسئلة عن غيابه وحضوره بالمنزل مما يتسبب فى شد اعصاب الرجل حتى يصل الامر للطلاق لعدم الاحترام والتفاهم .

# الأمر الأهم وهو الثقافة الجنسية :

كثيراً من النساء والرجال ليس لديهم الفكر المعتدل فى مسألة المعاشرة الجنسية، فكلا لديه فكر وثقافة مختلفة عن الأخر رغم ان هذا الامر الحساس له قواعد واصول، كما اشار لها المولى سبحانه وتعالى وكذالك رســــولنا الكريم صل الله عليه وسلم، فالمراة وعاء للرجل ولابد من ان يكون هذا الوعاء طاهراً وكذلك من يستخدمه وهو الرجل ولابد أن يكون لدى الطرفين الثقافة الشرعية لهذا الأمر .. قالى تعالى :

وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( البقرة )

وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ( 3) وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (النساء)

وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( النور )

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ( الاحزاب ) .

ومن الأحاديث الشريفة في هذا الصدد

( سعادة لابن آدم ثلاث ، وشقاوة لابن آدم ثلاث ، فمن سعادة ابن آدم : الزوجة الصالحة ، والمركب الصالح ، والمسكن الواسع ، وشقوة لابن آدم ثلاث : المسكن السوء ، والمرأة السوء ، والمركب السوء ) صحيح الجامع السيوطي / الألباني 3629

ما استفاد مؤمن من بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة ، إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرته مختصر المقاصد للزرقاني 872 وقال حسن لغيره

قلب شاكر ، ولسان ذاكر ، وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك ، خير ما اكتنز الناس
صحيح الجامع 4409

سئل صلى الله عليه وسلم عن حق الزوجة على الزوج ، فقال : ( أن تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت
ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت) ) الدارقطني / تلخيص الحبير 4/1300)

إذا الرجل دعا زوجته لحاجته فلتأته ، وإن كانت على التنور ) الترمذي )1160

والعديد من هذه الاحاديث والايات فى هذا الامر بين الرجل والمراة اى ( الزوج والزوجة)، مايعلمنا كيفية التعامل مع المرأة وتعامل المرأة مع زوجها ولكن للأسف الشديد الغالبية يجهل فن التعامل لبعضه البعض سواء الرجل أو المرأة ،،
مايؤدي الى تفاقم مشكلة الطلاق وبغض المعيشة بينهم .

فى الأخير أريد أن أوضح أن مسالة الثقافة الجنسية ماهى إلا تعاليم للطرفين فى التعامل الحميم لبعضهم البعض ففي هذا الأمر اشتعال العاطفة والود والحب الذى أمر به الله ان يكون لوجهه الكريم لأنه قال فى هذا الامر تحديداً :

( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ).

صدق الله العظيم.

مع عظيم تقديري واحترامي لكم جميعاً.

وإلى اللقاء فى مقال جديد لهذه الموضوعات، التي أصبحت حديث الساعة والتي تشكل ظاهرة خطيرة على البشرية. عافانا الله وإياكم سوء التصرف والبعد عن أحكام الله وسنة نبيه الكريم صل الله عليه وسلم.

م/ أحمد عمر

فيديو مقال أزمة الزواج ، ظاهرة الطلاق ، الثقافة الجنسية !!

أضف تعليقك هنا

أحمد عمر

أحمد حسن عبد الحميد عمر، والمعروف باسم أحمد عمر