الإنسان ما بين بوتقة الماضي ولهيب الأحزان

“اجعلها من جملة حماقاتك التي ارتكبتها في حياتك “

“اجعل للحزن نصيب في حياتك إذا أردت أن تكون للسعادة نصيب فيها أيضا”

“أنت لست إله فالكل يخطأ”

حين أرتكب حماقة 

تلك هي الجمل التي أرددها في ذهني كلما ارتكبت حماقة أو ألم بي خطب ,والحق أن لها مفعول السحر علي حياتي كلها وعلي راحتي النفسيه والجسديه أيضا وكيف لا وهي تريحني من عناء التفكير في الماضي والتقليب في صفحاته والانشغال بدقاقئه فضلا عن انها ترفع عن كاهلي ثقلا كبيرا من الأخطاء وعبئاً لا طاقة لي بحمله.

تجعلني أتقبل الحزن كضيف لا بد منه بل ويجب علي احترامه وتقديره إن مكن مثلما أتقبل السعادة كضيف محبب إلى النفوس تطوي له الأرض طيا.

فمن العبث أن نعتبر أن للحياة شق واحد وهو السعاده فقط ونغض الطرف عن شقها الآخر والمتزرع فيها وهو الحزن.

فكل شي في الوجود صنفين وكل مقترن بالحياة متلبس بصفتها زوجين ونوعين , فلا يجوز التمسك بأحدهما والاكتفاء به وترك الآخر والشخوص عنه, فهما وإن كانا متضدان في الصفات والتبعات المميزة لكل منهما فهما أيضا متكاملان ومتلازمان لا يجوز استغناء احدهما عن الآخر , فكما أن الشمس تسطع نهارا لتضيئ الكون بأشعتها الصفراء المذهية ولتملأ الحياة نشطا وحركة فإن القمر يأتي ليلا ليبث للكون نفائسه البيضاء الطاهرة وليضفي علي سمر المتحابين سحرا وجمالا ,, إلى غير ذلك من الأمثلة والآيات كاليل والنهار والخضرة والصحاري والبر والبحر والحياة والموت ,, فالله  لما يخلق هذا عبثا حاشاه _تعالى _ فكل شي خلقه بقدر ,, وكل صغيرة وكبيرة عنده بتصريف منه _سبحانه _وميزان.

يجب أن نتقبل الحزن كأمر لا بد منه

ومع ذلك أقول بأنه ليس المراد من كلامي هذا الاستسلام للحزن والركون له  بل اريد أن نتقبل الحزن كأمر لابد منه وشعور واقع علي الكل مجابهتة ومنازلته  فهذا افضل لي ولك وارحم بانفسنا فكثيرٌ قالوا أن من علامات نضج الإنسان وفهمه لدخيلة نفسه وتعامله مع الواقع بصورة سليمة وشكل أفضل وهو ان يتوقع الاسوأ في كل مصائب حياته ونوائبها  ثم يعمل جديا لدرء ما يقدر عليه من تلك المصائب والنوائب فإن هو أصاب خيرا فبها ونعمت وإن حدث ذاك الأسوء الذي توقعه فلن يضر نفسه شيء لأنه قد توقعه ووطنت نفسه عليه مسبقا.

الأسباب الرئيسية وراء حزن الإنسان

والحق أن من الأسباب الرئيسية وراء حزن الإنسان واكتئابه بل من أكثر الأسباب شيوعا وانتشارا لذا تجدها متصدرة لكتب التنمية البشرية ودراسات سلوك الإنسان ألا وهي العيش في بوتقة الماضي والاحتراق بلهيب المستقبل .

فمن غباء الانسان أن لا يكفيه أنهأضاع حاضره وترك الاستمتاع به بل يعيش حياته في صراع مع ماضي قد ولي لا يملك القدرة علي ارجاعه وفي انشغال وتوجس من شبح مستقبل لم يات بعد ولم يدرك بعد ماهيته وأحداثه ..

أعلم أن نسيان الماضي شيء معقد وصعب يشق على النفس تحقيقه من أول الامر ودون زلة هنا وعقبة هناك لأن الماضي هو الذي قد شكل الإنسان وساهم في تكوينه فكيف ينساه الإنسان بكل هذا السهولة وبكل هذا اليسر ولكن، ما رأيك أن نحاول فإن الأمور مهما كانت صعبة فإنها ليست مستحيلة وإن حياتك مهما كانت سيئة فان الأسوء ألا تحاول تغيرها.

أحسن النية واستعن بربك وابدأ من الآن ,, خذ خطوة قبل أن تنهي هذا المقال ,, أحسن الظن بالله واعلم يقينا انه_تعالي _ سيوفقك لكل خير ولكل صلاح وللرائع الدكتور مصطفي محمود  _رحمه الله _كلمة في كتابه 55 مشكلة في الحب  ردا علي احد المشاكل التي وردت اليه، يقول الدكتور:

إن مشكلتك ليست سنواتك التى ضاعت.. ولكن سنواتك القادمة التى ستضيع حتما إذا واجهت الدنيا بنفس العقليه ..

فيديو مقال الإنسان ما بين بوتقة الماضي ولهيب الأحزان

أضف تعليقك هنا