الماسونيّة: حاكميّة الصّهاينة و إسقاط الإنسان (قراءة في كتاب)

مقدّمة:

تكاد الجمعيّات تكون قدرًا حتميّا للتّاريخ, لكنّ أخطرها تلك التّي تستهدف السّيطرة على العالم, و يكون محور اهتمامها الهيمنة على عقل الإنسان و جعله تحت إمرة أهدافها المقصودة.
و تكون السّيطرة على العقل من خلال إيقافه عن التّفكير, بإشاعة المجون و الفساد الأخلاقيّ و الخمور, و نشر حالة التّضليل الإعلاميّ. و كان اليهود الأكثر تأسيسًا لهكذا جمعيّات انطلاقًا من عاملين:

1- احتقارهم لما يسمى عندهم بـ “الجوييم” أي الغريب, و هو كل من ليس بيهوديّ.

2- اعتبار أنفسهم شعب الله المختار.

تعريف:

تعتبر الماسونيّة أحد الجمعيّات الخفيّة, الّتي تعدّدت تعريفاتها, ولأجل أن نقف على جانب من حقيقتها ننقل قَسَم أحد أعضائها:

“أنا الأستاذ الأعظم .. أقسم و أتعهّد و أنا واضع يدي على التّوراة, الكتاب المقدّس الّذي آمنت به, الكتاب الإلهيّ الأوّل و الأخير, الّذي لا قبله و لا بعده, و أقسم بحقّ جلال النّور الّذي تجلّى على جبل الطّور و سطع في وجه موسى و هارون, أتعهد أن قوم بجميع المهمات التي توكل إليّ, و أعمل حتّى آخر نفس من عمري, و أبذل آخر قطرة من دمي, في سبيل بناء دولة موسى الكبرى, التي تنشر أنوار الأقداس على العالم, و أعمل من أجل الانتقام من أعداء أمتنا, أمة صهيون المقدّسة.. و أن أتحدّى بهذا السّيف الّذي بيدي كلّ غزاة أرض أجدادي المقدّسة, أوقّع هذا العهد بدمي, أما الرّؤساء الجالوتيّين الحاضرين”[1].

و يُعتبر بعض رجال الدّول العالميّة و العربيّة أعضاء في هذا التّنظيم, فحينما دخل الإعلاميّ يسري فودة إلى محفل الماسونيّة في أمريكا شاهد وفودا عربيّة يشاركون في الصّلاة الماسونيّة, و قد شاهد وفد دولة عربيّة لم يسمّها يركعون أمام “الأستاذ الأعظم” كي ينصّبهم رؤساء لمحافلهم العربيّة[2]. و أمّا عن دخالة رجال الدّولة الأمريكيّين في هذا المحفل فحدّث و لا حرج.

و بالإجمال إنّ هذا الكيان: “تنظيم سرّيّ عالميّ, يهدف لمسخ العقلين النّظريّ و العمليّ؛ بإشاعة التّهتّك الفكريّ في الأوّل, و التّهتّك الخلقيّ في الثّاني”[3].

أوّلاً: استهداف العقل النّظري

أ- تغليب الوهم على العقل النّظريّ

مهمّة “العقل النّظريّ” إدراك القضايا, و أمّا “القوّة الوهميّة” فعلى الرّغم من أهمّيّتها إلّا أنّها تجرّ العقل نحو الإدراكات المادّيّة. و هذا التّنظيم يعمل على مسخ الإنسان, من خلال تغليب “القوّة الوهميّة” في جوانبها السّلبيّة على “القوّة العقليّة النّظريّة”, من خلال تشجيع ما يسمى الفنون المنحرفة: الرّقص, التّمثيل, الغناء… و اشغال الإنسان بها ليتحوّل إلى شخصيّة هزلة و مُنهارة, تأخذه الأهواء يمينا و شمالا.

ب- هتك العقل النّظريّ

تبنّوا في مجال “علم المعرفة” نظريّات كلّ من ماركس, و بيكون, و نيتشه, فقاموا بحصر الوجود و الحقيقة بعالم المادّة فقط, و نفوا ما وراءها, فجعلوا الوسيلة الوحيدة للعلم و الإدراك هي التّجربة و أقصوا المنهج العقليّ, الّذي يثبت حقائق الوجود و ما وراء الطّبيعة. كلّ ذلك يصبّ في خدمة إسقاط الدّين و هتك المقدّسات السّماويّة.

ثانيا: استهداف العقل العمليّ

“العقل العمليّ” هو مصدر الأفعال, و الأخلاق تنسب إليه. و أمّا “القوّة الغضبيّة” فهي كامنة في الإنسان تحرّكه للدّفاع عن نفسِه إزاء كلّ ما يعتقد أنّه خطر على وجوده. و أمّا الشّهويّة فلا يصدر عنها عبوديّة الفرج و البطن, و المفروض أن لا تطغى هاتان القوّتان على العقل, و تبقى تحت سلطانه.

و استهداف الماسونيّة للعقل العمليّ يتمّ من خلال إخراج هاتين القوّتين من تحت سلطان العقل بأساليب اخترعوها, ترجع إلى: المال و الجاه و الجنس. و من أبرز أسلحتهم لتدمير العقل النّظريّ و العمليّ معا هي صناعة السّينما التي تتربّع “هوليود” على عرشها, فإنّ ما يقوم به الفيلم يشبه التّنويم المغنطيسي, الّذي ينتهي بانتزاع أفكار و إضافة أفكار أخرى مباينة لسابقتها تجعلها في العقل الباطن, و هذا ما تعمد إليه الجهات الّتي تتقن صناعة غسيل المخّ[4]. و تكون النّتيجة قيام المُشاهد بأعمال قد لا يؤمن بها أصلا, بل مخالفة لما اكتسبه في حياته و تربيته, فإنّ “صناعة السّينما لم تأت عفويّا على يد بضعة مخرجين أو كتّاب سيناريو, بل هناك أشخاص من أكفّاء علماء الاجتماع و أبرع المختصّين بعلم النّفس يتعاونون مع هذه السّلطة العالميّة لتخدير عقول بني الإنسان, مستفيدين في هذا المجال من أفضل و أرقى الأساليب الفنّيّة الإعلاميّة في العالم, ألا و هي الأفلام لهدم جميع القيم و الأديان ليحلّ محلّها دين واحد فقط صنعوه بأنفسهم”[5].

و هذه الحرب النّاعمة من أخطر أنواع الحروب الّتي تشنّ على أمّتنا. فإذا سيطر العدو على عقولنا, ستصبح أفعالنا تصبّ في خدمته شئنا أم أبينا.

النتيجة:

يتّضح ممّا تقدّم أنّ هذه المحافل تهدف إلى إسقاط الإنسان من خلال مسخ العقل العمليّ و النّظريّ, ليتسنّى للصّهاينة الهيمنة على العالم ضمن مخطّط كبير.

مراجع:

[1] الماسونيّة و اليهود و التّوراة, د.نعمان عبدالرزاق السامرائي, ص21.

[2] الماسونيّة, يسري فودة, سلسلة سرّي للغاية, الشّركة العالميّة للكتاب, الطّبعة الأولى, 2003, ص77.

[3] استهداف المحافل الماسونيّة للعقول البشريّة, د.عدنان الحسينيّ, ص11. والتعريف منسوب للشّيخ أيمن المصري.

[4] الإجرام الإعلاميّ, د.عبدالحليم محمود, إعداد مركز الدّراسات و التّرجمة, إشراف نجلاء أبو بهجة, بيروت-لبنان,ط1-2010,ص54.

[5] مسؤوليّة المرأة, د.شريعتي, ص24.

فيديو الماسونيّة: حاكميّة الصّهاينة و إسقاط الإنسان (قراءة في كتاب)

أضف تعليقك هنا