حديث فى ذكرى عيد النصر

العيد القومي في محافظة “بورسعيد”

فى يوم الثالث والعشرين من ديسمبر من كل عام تحتفل محافظة “بورسعيد” بعيدها القومي وهو اليوم الذى وافق جلاء قوات العدوان الثلاثي  من الإنجليز والفرنسيين عن منطقة القنال بعد مقاومة شعبية عنيفة من أبناء الشعب المصرى .

وقد كان هذا اليوم فى الماضي محل احتفال من المصريين جميعهم قيادة وشعبًا تحت مسمى عيد النصر فقد كان هذا اليوم بالنسبة للمصريين انتصارًا عظيمًا على قوة جاءت تحتل أرضهم التى تحررت من مدة قليلة وكان الغزو بعد أن أمم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قناة السويس وأعاد حق المصريين للمصريين وهو ما لم يعجب الإنجليز وحلفاءهم .

وكان ما حدث فى مصر ملهمًا للثوريين الكوبيين وهم محاصرون فى الجبال فقد روى جيفار لناصر عندما زار القاهرة سنة 1959 كيف إنه عندما كان كاسترو يجابه المصاعب  والنكسات-وهو يقود حرب العصابات في قمم التلال الكوبية في سنة 1956 — كان يستمد كثيرا من الشجاعة من الطريقة التى صمدت بها مصر للعدوان الثلاثي البريطاني- الفرنسى- الإسرائيلي. وقال إن عبد الناصر كان مصدر قوة روحية وأدبية لرجاله.

وقد توقف الاحتفال بهذا العيد عقب نكسة يونيو سنة 1967 ومضى الوقت ونُسي ذلك اليوم فلا نجد له تنويهًا أو حتى حديثًا فى صحيفة أو ذكرى فى أي من البرامج الشهيرة التى تملأ الفضائيات والأسوأ أننا وجدنا من يقول أن ماحدث سنة 1956 كان هزيمة لنا!!!

فهل كنا نقف أمام العالم لسنوات نحتفل بهزيمة نسميها نحن نصرًا؟ وهل حكومة إيدن سقط فى بريطانيا بعد أن هزمنا ؟ وهل المقاومة استمرت عنيفة فى الجزائر للمحتل الفرنسي بعد أن انهزمنا؟ وهل كان ثوار كوبا يستلهمون روح هزيمتنا ؟

إن ما حدث فى سنة 56 كان انتصارًا للإرادة الشعبية المصرية وللمقاومة الشعبية وللسياسة المصرية أيضًا فعندما جاءت قوات الاحتلال لتلك المنطقة كانت تهدف أن تحتل القناة وتجعلها ملكًا لها وتقضى على القرار القائل بتأميمها فهل تحقق الهدف الاستراتيجى للعدو لنقول أنه انتصر؟

هل استسلم المصريون ؟

عندما قررت الدول الغازية القدوم إلينا راهنت نفسها على استسلام المصريين وإسقاط جمال عبد الناصر، فهل استسلم المصريون ؟

بالطبع لم يستسلموا وكانت صرخة رئيس المصريين من على منبر الجامع الأزهر “لقد فرض علينا القتال ولن يفرض علينا الاستسلام …. سنقاتل سنقاتل سنقاتل” وجاوبه المصريون كلهم لا بالهتاف بل بالتطوع مباشرة رجالاً ونساءً في مقاومة شعبية ضربت مثلاً عظيمًا فى التضحية وهكذا أتحدت كلمة الحاكم والمحكوم على المقاومة ولم يفرض علينا العدو الاستسلام كما أراد بل حمل عصاه وانصرف مرغمًا فمن المنتصر إذن؟

حينما أفلتت قواتنا من المصيدة التي أُعدت لها في سيناء كان معنى ذلك المحافظة على إرادتنا.

حينما رفضت مصر الإنذار البريطاني الفرنسي

كان معنى ذلك أننا مصرين على استخدام تلك الإرادة متمثلة فى تمسك الشعب بالنظام القائم وإصرار القيادة السياسية على القتال.

حينما وُجهت القوات الأنجلو فرنسية بالمقاومة في بورسعيد وتوقفها عند “الكاب” في الطريق إلى الإسماعيلية كان معنى ذلك أن استخدام الإرادة أقنع الخصم بأن غرضه أصبح خارج قدراته.

حينما عُطلت القناة وأصبحت غير صالحة للملاحة تأكد الخصم من هزيمته، لذا عمل الانذار السوفيتى والضغط الأمريكي فكان الانسحاب السريع رغم أن القوات المصرية كانت سليمة غرب القنال والقوات الصهيونية فى مواقعها بسيناء والقوات الأنجلو فرنسية متوقفة ببورسعيد هذا لأن العدو اقتنع  بأن غرضه مستحيل وانتصرت إرادة شعب بأكمله ومقاومة شعبية حقيقية لم تشهدها مصر من قبل مقاومة آمنت بحقها وناضلت من أجله متحدة فى ذلك مع قيادتها السياسية فكان النصر على قوات المحتل بأن وقفت عاجزة -رغم قوتها- عن تحقيق هدفها أمام مقاومة ذلك الشعب الذى ظنته سيستسلم منذ الوهلة الأولى.

فيديو مقال حديث فى ذكرى عيد النصر

أضف تعليقك هنا