كيف تُستَعبد العقول ؟ وكيف تُشترىَ القلوب ؟

إن الإنسان مذ وجد على ظهر الارض كان يعمل أكثر مما يتكلم حيث أنه مطالب بذالك من أجل العيش وإثبات الوجود ولكن على مر العصور بدأ الأمر مختلفاً وصار الإنسان يسمع ويتحدث أكثر مما يعمل بل واكثر منذالك أصبح هناك كتلة من الناس تعيش على حساب مشاعر واحاسيس أناس آخرين بل وعلى فقرهم وحياتهم وماهمهم وجودهم من فنائهم وفى الاخير يقال هذا قدر الله لهم !! كلا والله الحياة والموت قدر الله ولكن هناك اسباب تسببت فى فناء هؤلاء والله تعالى لن يترك حق المظلوم مهما طال الامد .

اللعبة السياسية :-

أصبحت تجارة الافكار هى السلعة المجانية الاكثر مبيعاً وتداولاً على كوكب الأرض والتى من خلالها كيف تستعبد عقول الغير دون تعب او ارهاق بحيث يمضى كالاعمى خلف ماتقول وهو مؤمن بكل مايقال له ! أيضاً أصبح الريموت كنترول للإنسان البسيط او حتى المثقف هو رجل السياسة المتصف بذالك فهو وحده من يستطيع أن يدير فكر اى إنسان من خلال بعض وثائق قد تكون حقيقية او شبه حقيقية علاوة على كلام موزون ومرتب ومثقف يستطيع أى إنسان كائن من كان أن يقتنع به جيداً ويشيد به ومن هنا صار هناك فئة تجر يعقول فئة أخرى الى مصير لايعلم مداه الا الله.

فمن أراد الانتساب لصالون اللعبة السياسية فعليه بتحقيق هذه الشروط :

= أن تكون لديك المعرفة الكاملة لقوانين اللعبة السياسية

= رضاء القــادة السياسيين عليك شكلاً وموضوعاً

= أن تكون جيد الحوار فى غسيل العقل بالكلمة والحجة

= أن يكون لديك من الدول او الاشخاص من تستطيع ان تهاجمهم طول الوقت

= أن تكون محنك فى الاسلوب بحيث تكون ماكراً بحيث قلب الحق الى باطل والعكس

= أن تكون من أصحاب الاموال الكثيرة لتستطيع ان تثبت للغير انك ليس بحاجة للكرسي

= أن تجعل من هم صناع القرار دائماً فى صفك وخلف ظهرك فى كل الاحوال

= لابد وان يكون لك مصالح مشتركة مع اصحاب المال والنفوذ بحيث تشترى افكارهم وتقوم بترويجها لعقول أخرى تستطيع أن تقودهم فيما بعد بحسب احوالك الشخصية وماتطمح له .

ففي هذا العصر ألسنة السياسة متعددة سواء بجملة ( الكرامة والعدالة الاجتماعية ) أو بجملة ( حقوق الإنسان ) أو بجملة ( الوطن أولاً ) فما أكثر الجمل التى يتشدق بها السياسي لكسب عطف الجماهير العريضة وجذب عقولهم وافكارهم حتى يستطيع أن يقودهم بسهولة .

الأمر الآخر:-

كيف تشترى القلوب ؟

خلق الإنسان على فطرة الاسلام وكما أخبرنا سيدنا رسول الله ( صل الله عليه وسلم)

( كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) .

فحين أرسل الله رسله وأنبياءه لنشر القانون الالهي وهو دين الله الحق نزل على عدة مراحل ففى بدء الأمر : أنزل الله تعالى على إبراهيم عليه السلام الصحف، وعلى داود عليه السلام الزبور، وعلى موسى عليه السلام التوراة والصحف، وعلى عيسى عليه السلام الإنجيل، وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن. وفرضه على العباد جميعاً الايمان بهم والعمل عليهم بما فرضه علي كل العباد وفى الاخير قال فى محكم آياته:

( إن الدين عند الله الإسلام ).

إذن مما لايدعوا الى الشك أن الإنسان يفترض به مؤمناً بجميع الكتب السماوية ايما كانت عقيدته ولاينبغى التشكك فى امره أبداً ولكن لابد من تصحيح المفاهيم وترسيخ العقية فى قلبه ونفسه .

الآن وفى هذا العصر وبعد تطور مناحي الحياة فى صور متعددة من حيث انطلاق التكنولوجيا وتعدد أيدلوجيات التعامل لبعضنا البعض والفضاء المعلوماتى المفتوح على مصرعيه أصبح الجميع إلا من رحم ربي يتحدث فى العامة بكل الوسائل سواء بالتأليف أو بالنقل الغير متحققاً منه فى صوابه من عدمه بل وكثرت الداعية على الساحات من رجال ونساء وجميعهم يفتي بما له الحق ومن ليس له الحق فى ذالك

وما أكثر الجهلاء من عامة الناس التى تصدق مايقال فالان ماعلى الداعى الا ان يتحدث بهمس ورقة وتدمع عيناه حتى يصدقه الاخرين ولا أتهم أشخاص بعينهم ولكن هناك من يدعي هذه الامور لتزيد شهرته وتتدفق امواله من خلال الاعلانات التى تنهال على قناته الفضائية التى يبث منها دروسه وأعلى المشاهدات ثم يعود داعى أخر يكذب ماقال ثم يعود مرة أخرى من هم المعنيون بكل هذه الامور الدينية ليهدم ماقاله هذا وذاك فأصبح الجميع متشكك.

الآن هل الخمر حلال أم حرام ؟ هل السلام على النساء حرام أم حلال ؟ هل وهل وهل وهل !!! أسئلة كثيرة

رغم أن الغالبية العظمة من البشر تعلم جيداً ماهو الحلال وما هو الحرام وهم فى غنى عن هذه الامور الان كذالك التحدث الكثير فى تجديد الخطاب الدينى !! الدين لايحتاج الى تجديد فهو ليس بسيارة او طائرة او حتى ملابس لنقوم بتطويرها أو تحديثها بحسب احوال كل انسان فكتاب الله وسنة رسوله الكريم لايحتاجون الى اى تحديث والا سوف يكون هذا الامر تحريف فى كلام الله وايضا فى سنة رسوله فقد عاش الجميع من أجدادنا وابائنا على نفس النهج من قديم الازل ولم يقال يوما نريد تجديد الدين !!! وكيف هذا ؟؟

وكيف ايضا بعدما قال سيد ولد آدم

(تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي) هذا ماجاء بكتاب الموطأ للإمام / مالك رضى الله عنه

إذن كيف لنا الان نتحدث بكثرة عن هذا الامر ؟ رغم هذه الجملة قيلت لعدة أسباب هامة بالفعل ألا وهي:

حين رأينا شبابنا وبعض الذين باعوا انفسهم للشيطان يمضوا خلف بعض الدعاه الذين يحضون الناس على هدم الثوابت الدينية من خلال احاديث مشبوهة وتسخير بعض الايات والتى لاتعني بالكلية مايرغبون الا انهم استخدموها وفسروها بالخطأ بما يليق بشراء قلوب بعض الناس حيث انهم يدركون جيداً ان أقرب طريق وصولاً لعقول الناس هى القلب ( الجهاد .. الجهاد .. الى الجهاد) وكأننا عدنا لعصر الغزوات والفتوحات فسبحان الذى لم يفرط فى الكتاب من شىء وجعله قانون محكم وقصص حقيقية حدثت وتحدث وسوف تحدث فيما مستقبلا حتى تشرق الشمس من مغربها ،، لااله الاالله محمد رسول الله فبناء على ذالك اصبح معظم الناس ان ماكان اغلبهم يمضون خلف حقائق زائفة وامور عظيمة جعلتهم متخبطون فى افكارهم كما هو الحال الان فهناك من ينظر للدين بسخرية ويشعر فى بعض اياته بظلم الله له وتعالى الله علوا كبيراً عما يصفون فهو الكامل المكمل الواحد الاحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد .

وتجد الناس فئات مختلفة رغم أن الدين واحد والسنة واحدة فكل فئة تمضى خلف داعٍ لها وتؤمن به دون ان تعطى لنفسها فرصة التحقق من كل كلمة او حرف يتردد على مسامعها فاللهم أنه تحققت كلمة الله وهى : قال تعالى

(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) سورة مريم.

وقال تعالى :

(يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ) سورة الانفال.

في الأخير

لايسعنا سوى أن نتوجه إلى الله بصدق القلوب وحسن الظن فى ذاته العظيمة لنرجوه أن يرفع عنا ستائر العتمة والظلمة من فوق عقولنا لنبصر طريقنا الذى ينتهى اليه سبحانه وأن يرزقنا كلمة التوحيد والا يجعل الدنيا اكبر همنا ولامبلغ علمنا وان يرزقنا الصلاح والفلاح وان ينصر اوطاننا وان يهدى شبابنا ونسائنا وبناتنا والاودنا وكل من قال لااله الاالله عمل بها او لم يعمل بها أن يهدينا الصراط المستقيم وان يجمعنا برحاب رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم

مع ارق تحياتى وعظيم احترامى ،،،

م/ احمد عمـر

فيديو مقال كيف تُستَعبد العقول ؟ وكيف تُشترىَ القلوب ؟

أضف تعليقك هنا

أحمد عمر

أحمد حسن عبد الحميد عمر، والمعروف باسم أحمد عمر