لا ترضَ عن نفسك تعشْ ملكاً

الركون إلى الواقع والخضوع لشروط الحياة القاسية ، ورفع اليدين استسلاماً وإذعاناً للهموم والبلايا التي تواجهنا في معيشتنا ، كل ذلك مجموع من الأمراض النفسية والروحية أو ربما أجزاء من التراكمات الفكرية الخاطئة، فلا ينبغي لإنسان أن تقف نفسه عن التحليق عالياً في سماء أمانيها ومطالبها، ولا تستسيغ النفوس الحرة طعم الذلة والاستكانة ولو قدّم لها على طبق من ذهب.

هل سمعت من خلال تقليبك لصفحات حياة العظماء أن هناك امرؤ عظيم أو امرأة عظيمة جاءهما العز والسلطان وأثبتوا عظمتهما وهما على الأرائك.

هل سمعت بنبيٍّ من أنبياء الله لم يتعذّب ؟

هذه سنة الله في تمحيص العظماء وهو أن يقلّب قلوبهم على صفيح ساخن من الامتحانات والابتلاءات ليختبر أهليتهم العظمة من طرف وليصقل نفوسهم وأرواحهم من طرف آخر.

إذاً وبعد أن علمنا أن هذا الضيق هو طريق نهايته الفرج،

فكيف سنسير على هذا الطريق ؟

بالأمل أم بالرجاء والتنمي أم بالصبر أم بالعناد ؟!

نسير بأي طريقة وتحت أي اسم لكن بشرط واحد ألا نرضى بواقعنا وحالنا ، فبمجرد أن تسلل الرضى بالواقع نفس أحدنا مال للركون والهدوء وقعد عن هدفه ، فهنا كلمة السر لأي نجاح، ألا ترضى فتبقى النفس في حالة تحفيز مستمر لتصل لمرحلة الرضا وكلما تأخر رضاها وصعبت شروط إرضائها كانت العاقبة خير والثمرة أنضج وأطيب .

لا ترضَ

لو أن التاجر قبل بأرباحه العادية لن تكبر تجارته ، ولو أن الطبيب أعجبته سمعته في حارة قديمة لن يخرج اسمه أبعد من هذه الحارة ، ولو أن كاتباً سجن مواهبه وحبس إبداعه في وريقات على رفّ منزله فإنه يقود نفسه بنفسه إلى الفشل.

إن أردت الملك أو السؤدد في أي مجال فالزم حالة اللا رضا فإنها سفينة النجاة لأحلامك ، وإنها الأرضية الأصلح لرفع سقف طموحاتك، فلا ترضَ.

فيديو مقال لا ترضَ عن نفسك تعشْ ملكاً

أضف تعليقك هنا

أحمد الصالح

أحمد الصالح