وكأن الأماكن لا تتحدث إلا عنك

وكأن لم يسر غيرنا فى ذلك الشارع ولم يزر هذا المقهى أحد بعدنا وكأننا حفرنا ذكرنا هنا وهناك لتعذبنا فيما بعد .. لتعذبني وتذكرني أنني بدونك أصبحت ..

وكأنني استيقظ كل صباح لا أبحث إلا عنك، لا أفكر ماذا سأكل ولكني أفكر ماذا أنت تأكل أتذكر ماذا تحب وماذا تكره، أتخيلك وانت تأكل، تضحك، تلهو، تبكي، تتالم، تشتاق، وتتحدث

وكأن أحلامك أصبحت أحلامي وطباعك أصبحت طباعي وكأننى أصبحت بدونك ورقة هشة فى طريق موحش تدهسهُ الأقدام ..

وكأنني بدونك ضائعة..

تعلم حبيبى أننى لم أضحك من قلبى منذ رحلت ولكننى بكيت دموع عندما أخبرونى أنك سافرت .. كان اليوم يوافقك ذكرى ميلادي،

جلست انتظرك عندما دقت الساعة وأعلنت أولى ساعات هذا اليوم أمسكت هاتفي وجلست أنظر له فى ترجي ولكنك لم تتصل لم ترسل لي كلمات التهنئة المعتادة لم تفاجئني كعادتك فنمت أو أغمى على لا أتذكر حتى هذا على أمل أن يأتي صباح يحمل بين طياته صوتك أو لعلى أراك فى حلمي تمسك بيدى وتقبلها وتطلب الغفران ولكني أنا من طلب منك الغفران فى النهاية ومع ذلك لم تغفر لي بعد ..

جاء صباح ذلك اليوم بطيء ممل لا يبشر بالبهجة، لم أراك فيه فانقبض قلبي وكأنه أحس .. حتى علمت صدفة .. علمت أنك إلى وطنك قد عدت فثُرت كبحر هاجت أمواجه حتى أغرقت الكل .. نزلت دمعاتي كما لم تنزل من قبل وأخذت أهلوس باسمك كمريضة بالحمى أنا حتى أيقنت أنني مريضة بك ..

كم أنت قاسي حبيبي

تركتنى بلا وداع ورحلت .. تركت ذكرياتك تنهشني كما ينهش حبك قلبي .. تركتنى وحيدة أبحث عنك فى كل وجه أراه .. فى كل لهجة مختلفة اسمعها .. تركتنى اهلوس بذكرياتك لذلك الغريب وتلك الصديقة .. تركتني تائهة ابحث عنك فى شوارع كنت تسير فيها ولم تعد .. برغم علمي انك اصبحت مجرد ذكرى من ضمن شريط مؤلم من الذكريات ..!

أتذكرنى حبيبي؟

فانا حبيبتك التى لم تحب مثلها ولن تحب.

أتذكرنى حبيبي؟ فانا ابنتك الاولى وصديقتك الأخيرة وزوجتك المستقبلية .. انا احلامك أنا ماضيك أنا الذكرى المحرمة أنا الثمرة الممنوعة أنا الامان

أتذكر حضني الذى أصبح بيتك؟ ويدي التى أصبحت مرشدتك؟ وقلبي الذى وشم عليه اسمك؟

أتتذكرني حتى فى أحلامك؟

أتراني فى ماضيك؟ أتردد اسمى حتى لو سراً؟

أتبحث عني كما ابحث عنك أم أنك قابلت من أنستك من كنت انا لك ؟!

لازلت أتذكر ذلك اليوم عندما وصلت بي الحمى إلى أقصى درجاتها، واخذت أهلوس باسمك كما لم اهلوس من قبل، وأرسلت لك رسالة أطلب بها الغفران

” اغفر لي فأنا بدونك عاجزة يكاد قلبي يترك ضلوعه ويذهب إليك، تكاد عيني تغمض حتى لا ترى غيرك سامحنى حبيبي فأنا بدونك طفلة فقدت أبويها للتو ” فأتى ردك جاحداً ”

كنت لكِ وكنتِ دائماً عني تتمنعي لذلك تركتك ورحلت طالما حاولت طلب الغفران منكِ وطالما كنت اتلق منكِ القسوة رد فعن أي غفران ياحبيبتى تتحدثي، فأنت جرحتي قلب أرادك حد الموت ” فقتلتني تعلم حبيبى أنك ذاك اليوم قتلتني ..

جرحت كرامتي وأنا شرقية حتى النخاع لم يتجرأ أياً كان على الاقتراب من كرامتي ولكنك أنت اقتربت برغم تحذيرى لك ” إياك أن تقترب إنها منطقتى المحرمة، إياك أن تقترب حتى لا تحرم من حبى لك ” وبرغم تحذيري اقتربت فثارت تلك الكرامة فأمحتك … فحزن قلبى ولكني لم أعد أملك زمام الأمور بعد، لم اعد حبيبي أملك سوى بضع ذكريات ورسالة حزينة ودمع، لم أعد أملك سوى شوارع أتجول بها تائهة أردد فيها اسمك بندم ..

فيديو مقال وكأن الأماكن لا تتحدث إلا عنك

أضف تعليقك هنا