“إيه اللي بيحصل دا” مقال #باللهجةـالمصرية

لو كنت داخل عشان تعرف “إيه اللي انا شايفه دا”، فأنا مش شايفة حاجة

لكن لو داخل تشوف “الغزال اللي عمال يتمخطر” فأنت مش هتشوفه برضو ولو أنه ليه جزء مهم جدا في المقال دا، ولو متعرفش إيه اللي جابك هنا يبقى الكام سطر الجايين دول مكتوبين عشانك، عشان الناس اللي فجأة بتلاقي نفسها في سكة مش عارفة إيه اللي وصلها ليها، والناس اللي فجأة بنزينها بيخلص في النص، وأصحاب الرغبات الميتة في حاجات كان ممكن يدفعوا نص عمرهم عشانها، وأصحاب الأحاسيس اللي عمرها ما رستهم على بر، والعظماء اللي مبيعرفوش يفهموا الإشارات اللي بتترمي كل يوم في سكتهم، واللي لسه بيتعشموا ويقولوا مش مستنين حاجة لأ، واللي بيحبوا من جوا ومن برا حجر، المقال دا عشانكوا، وعشاني قبلكوا.

جرت العادة الأصيلة إنك تملاك الرغبة في حاجة وفجأة تزهدها، أو مثلا تشتري لبس معين وأول ماتروح ترميه وترجع للبسك القديم وكأنك مثلا كنت هتخونه، الموضوع كبر معانا شوية ووصل لمرحلة إنك بتاخد خطوات حقيقة وتفرق معاك في حياتك وفجأة تُقف وجواك بيقول “لأ مش عايز أكمل”، تختار كلية وبعدين تقف في النص وتقول “إيه اللي جابني هنا” أو لو مختارتهاش يعني بصراحة هتقول نفس الحاجة موضوع الكلية دا بالذات هو القاعدة الشاذة فاعتبروني مقولتوش، تختار مجال معين وتبدأ تدخل فيه وتتعلم وتقرا فيه وتضيع وقت ومجهود فظيع واه أقصد بتضيع بالمعنى الحرفي ليها لأنك فعلا مبتكملش وبترجع تقف في النص تاني كالعادة، الموضوع كبر شوية كمان ووصل للعلاقات، فأنت ممكن تحب حد وتتعلق بيه والعصافير والقلوب بتطير حواليكوا وفجأة تبطل تحبه وحاجة أخر “أنا مش عارفني أنا توهت مني أنا مش أنا”، فلما الموضوع وصل للعلاقات و”سحل ناس معانا” كان لازم يبقى فيه وقفة ونفهم “إيه اللي بيحصل دا”.

والحقيقة إننا مفهمناش إيه اللي بيحصل لكن من وجهة نظري اللي ممكن متقنعكش واللي ما هي إلا مجرد نتيجة لتجارب شخصية وتفكير كتير بعد الساعة 12 وكمية بطاطس محمرة رهيبة شاركتني التفكير وصلت لأن غالبا هما سببين :

السبب الأول: “غزال عمال يتمخطر”

البدايات اللي سحرتنا بجمالها الحقيقة واللي كتير قعدوا يحذروا منها مكانلهاش أي يد في قرار دخولك العلاقة أو المجال أو أيا كان السكة اللي وقفت ومكملتهاش، السبب الحقيقي أوقات بيبقى في “مخترة” الحاجة نفسها أو بمعنى أصح السكة أو الشخص بيبقوا بيلمعوا، فيهم بريق بيشدك ولأنك غالبا في البداية بتبقى معمي عن كل العيوب، فمابتشوفش إلا كل جميل، وتخش بعشمك كله ومع مرور الوقت اللي بيكشف حقايق كل حاجة بيروح إنبهارك وبتبدأ تشوف الحقايق زي ما هي مش زي ما أنت عايز تشوفها، فتنطلق الجملة الملعونة “لأ، مش دا اللي أنا عايزه” فتلف وترجع تاني.

السبب التاني: “أندهله بيتقل أكتر”

الفنان حكيم رغم إنه عمره يعني ما كان يتخيل أن دا هيبقى المعني اللي وصلي من خلال الجملة دي، إلا إنه هنا كان بيوصف فعلا تأثير عصيان الحاجة علينا، أو باختصار شديد في جملة مشهورة جدا بتقول “الممنوع مرغوب”، أوقات تمسكك بالحاجة بيبقى ما هو إلا عِند لأنها ماجتش معاك بسهولة، علاقة طردية بين تعلقك بالحاجة وصعوبة الحصول عليها، دايما الصعب جميل، بس على مين أول مابتوصل برضو بتحس إن

“لأ، مش دا اللي أنا عايزه”.

طب وبعدين:

الحقيقة أنه ولا قبلين, مفيش حاجة مضمونة, إختياراتك وأحلامك ومبادئك حتى أنت نفسك متعرضين للتغيير في أي وقت, ومفيش أي نصيحة أقدر أقولهالك “كان القرد نفع نفسه يعني”, ولكن الفنان حكيم كان عنده الحل في نفس الأغنية لما قال “كان إيه اللي رماني عليك” هو بالظبط دا السؤال اللي لازم تسأله لنفسك قبل كل خطوة “إيه اللي رماني هنا”, وهل فعلا أنت جاهز تمشي في السكة دي، هل محتاج تمشي فيها، عندك دافع يخليك تكمل، وإجابة الأسئلة دي هيحتاج منك إنك تصبر، تصبر لحد ماتعدي مرحلة العصافير والقلوب والحقيقة المزيفة اللي بتبقى محاوطة كل سكة في أولها، عشان أول ما الهالة دي هتختفي هتبقى ساعتها فعلا قادر تحكم صح، والأهم من دا كله إننا نفهم نفسنا ونعرف إيه اللي محتاجينوا مش إيه اللي عايزينوا.

كل التحية للطرق اللي مكملتش، والمسافات اللي سبناها لغيرنا يكملها، والأحلام اللي قيد الإنتظار، والخوف اللي موقفنا، ولحكيم.. سبب المقال دا.

فيديو مقال “إيه اللي بيحصل دا”

أضف تعليقك هنا