إرادة الشعوب المصطنعة

إذا الشعب يوم أراد الحياة،، فلا بد لليل أن ينجلي.

ما هو الوطن ؟

هو قطعة أرض ذات مساحة محددة، لها حدود مرسومة ذات سياده أي أنها تحكم من قبل أشخاص منتخبين أو شخص منتخب من قبل أفراد الشعب و هو العنصر الثالث و هو الأهم في هذه المعادلة. الوطن ذو العلم المحدد و نشيده الوطني المحفوظ في قلب أبنائه.

إذا يا سادة الشعب هي القوة الأساسية في حكم من وصل لإرضاء أبنائه. إن الشعوب قوية في وجه الطواغيت و المستبدين لا تجرؤ قوة أن تزحزح أبناءه لو أرادوا لها الرحيل و شاهدنا ذلك واقعاً ملموسا ومع تحفظي على هذه الكلمه في أحداث ما يسمى الربيع العربي .

ولكن للأسف هناك قوة تعد هي الأقوى و المحرك الأساسي للوطن، تعمل في الخفاء تكون عادة في يد من يحكومون هذه القوة الظلامية تفكك أساسات المجتمع توقع أبناء الشعب الواحد في مؤامرات، وأحيانا توجه الشعوب إلى مكان ليس بلائق بهم وتبعد أبناءه عن خط لطالما أرادوا أن يخطون به من أجل ارتقائهم و رفعتهم و مصالحهم. هذه القوه بأيدي الحكومة هم العقول المدبرة للمكائد هم يملكون زمام الأمور في كل الأحيان لا يقبلون الفشل وليس في قاموسهم مستحيل.

في بعض الأحيان يتجسسون على أبناء الوطن في تسمية تعد الأسمى وهي مصلحة الوطن العليا.

يتجسسون على قائد وطنهم يضعون وزائرهم تحت الاعين ، و في أغلب الأحيان يتجسسون على بعضهم البعض . من هنا نعلم بأنها هي المحرك الأساسي وهي القوة المسيطرة ولا غيرها. هل مصلحة الوطن العليا في تجسس على أبنائه و على أعمدة الدولة و على رمزها ؟! من الذي جعلها كالسرطان المتفشي بين ثنايا الوطن وفي الزوايا المظلمة.

ولكي أكون شخص منصف وشخص يظهر الحقائق أيضا لهم كل الفضل في إبقاء الوطن والمواطن بعيدا عن الدسائس والمكائد التي تأتي من الخارج من دول تظهر بأنها صديقة ولكنها في جوهرها تكن العداء للبلد ومن فيها تكون مصلحتها في هدم أعمدة الأمان الداخلي وزعزعة صفوف أبنائه وذلك في اعتقادهم بأنها تقوم بذلك أيضا لمصلحتها، لذا يعملون عمل النحل داخل خليتهم يراقبون يدرسون يتباحثون و يسهرون حتى نكون آمنين نائمين على أرض بلدنا. لذا لأجل كل ما يفعلون لهم منا كل التقدير والاحترام وعلى كل ما يجهدون به.

لنعد إلى الشعب الذي أنا أفتخر لأكون من شعب مناضل عالم ومثقف أخرج للعالم أجمع مثال الوفاء والتعليم والأخلاق في بلد ينعم بأمان تام نغمض أعيننا لنفيق على نهار جديد لا نخش فيه يوما أنا نكون دولة ترزخ تحت الاحتلال أو مهدد لتشقق جدران حريته أو نكون فصائل نتنازع و نتقاتل لأجل جدول ماء أو حتى لقمة عيش . في بادئ الأزمنة وفي صراعات الدول لأجل الاحتلال و من أجل توسيع امبراطورياتهم لم يكن الشعب محظوظ في تلك الفترات لأن قتله كان مباح وذلك لمطمع ما أو في سبيل تحرير و استمرتوارث هذا الجرم حتى أيامنا هذه ولكن الفارق بأنهم أنتجوا وأخرجوا تكنولوجيا حديثه تماشيا مع العصر و تماشيا مع تطور الزمن، أصبح الشعب فأرة بمصيدة لتجربة غاشمه تهتك به و تفتك بأبنائه ومستقبلهم.

أليس من حقوق الشعب الانتفاض على الاستبداد ووقف هتك عرض وطنهم ؟

لقد سمحت لدول ما لقتل الرخيص من أبناء شعبها لغاية في احتلال دولة ما أو في فرض هيمنتها على أراضي دول أخرى لأجل ثرواتها.

منها الدول العظمى التي تتشدق بالحريات وأبنائها ينعمون بأكبر قدر من الحرية في العالم أجمع وتضرب لنا الأمثله اليومية على هذا الشعب العظيم انظروا ما له من حرية ومساحات واسعه من التعبير عن الرأي ولكن في غفلة منهم أي أبناء الشعب ولمصلحة دولتهم العليا ولثروات بلدا من الدول العالم الثالث للاستيلاء على نفط هذه الدولة تسمح بقتل ما يقارب ٤٠٠٠ مواطن من أبناء الديمقراطية العظمى في مسرحية رخيصة مكشوفة في تواطؤ واضح من مخابرات هذه الدولة. ليس الحفاظ على أبناء الشعب من مصلحة الدوله العليا ؟؟ مجرد تساؤل أم أن أموال النفط تبني أبناء شعب جديد ؟؟

وفي مشهد آخر وفي زمان آخر شعب يثور على قائده ينتفض من ركام نظام أفسد الدولة و نخر السوس في جذوره، أليس من حقوق الشعب الانتفاض على الاستبداد ووقف هتك عرض وطنهم ؟ ليس من حق هذا الشعب أن يثور في لفت منه على ظلم وقع عليه من دولة جائرة و من حاكم ظالم.

هذا الحاكم يستعين بقوات خارجية عند عجزه لملاقاة الثورة من وجه ظلمه واستبداده بعد ما قتل بأعداد غير مسبوقة من أبناء هذا الشعب في حرب استمرت لخمس سنوات قتل ما يقارب على المليون شهيد ولم يشفِ ذلك غليله من أبناء جلدته لا واستدعا دولة لا تملك في قلبها رحمة ولا شفقة على أطفال أو عجائز يقتلون وكيف ذلك وحاكمهم قتل قبل استدعائهم وليس من حق الشعب فتح فاه لغير الأكل ليقول لحكامهم لا ؟؟ أين الديمقراطية والشرعية الدولية التي تلوحون بها ؟ وفي تدخل من مخابراتهم يبلغون عن أماكن تجمعاتهم و يكشفون مخططات معارضيهم . وفي مشهد بعيد عن العنف ذلك نأتي إلى عنف من نوع آخر هو المستقبل وهو الخطوة الجديده في السيطرة على أبناء هذه الشعوب العظيمة. وفي هيمنة أجهزت مخابراتهم على فرض سيطرتهم على شعوبهم .

انتخابات رئاسية تلوح في أفق دولة تمردت من أجل تحقيق عدالتها و نجحت ونالت أسمى شهادات التقدير في تحقيق الديمقراطية التي يرجون ابدا.

ولكن رئيسهم الذين انتخب لأربع سنوات هي الدورة الرئاسيه المتعارف عليها دوليا و عالميا ، يرفض مواجهة حقيقة بأن دوره انتهى وعليه قفل ستاره باخطائه و انجازاته ليفصح المجال لمنافس جديد بأفكار جديد ينهض في بلد قديم قدم أهرامه و آثاره و جديد العهد في حق بصمة توضع له في أبسط حق من حقوقه . هذا الرئيس يرفض بأي شخص يقف أمامه يقضي و يجهز عليهم حتى تكون كلمته هو العليا بتخطيط مخابراتي. و يسيس قنوات تلفازه و يحث ابناء شعبه على أنه هو الأحق في حكم هذا البلد، يغسل أدمغة شعبه يقوم بلمباح و المحظور لأجل تحقيق مبتغاه يسعى لنيل ولاية ثانيه ولكن، ألم تقم هذه الثوره على حاكم قبع في الحكم مدة تزيد على ٤٠ عام ؟؟

هل استبدل الشعب حاكم مستبد بآخر أكثر استبداد؟

أين هي حقوق الشعب بالاختيار ؟

من أجاز إباحة دم أبناء الشعوب لأجل قضية ما أو لأجل انتقام ما ؟

من اجاز استخدام جثث الشعوب للبقاء في أعلى الهرم ؟

من أقر باستخدام القوة التي تحمي الوطن وأبناءه ضد الشعب ووطنهم ؟؟

لقد رأيت كل شيء هكذا ظننت ولكن اضحكني مشهد من الاستهتار و خنوع شعب ما على تجاوزات دستورية أباحها لهم الدستور و قيدت حق من أهم حقوق أبناء الشعب وهو اختيار مرشحيهم ليمثلوهم في مجلس على تواصل دائم مع حكومتهم لإيصال صوت شعب مظلوم. بأن يمدد هذا المجلس لنفسه دورة جديدة دون انتخابات او حتى بدون استفتاءات !! ولاحتى اعتبار لشعب عظيم مقاوم صامد . لأبسط حق من حقوقه ، من أباح قمع آراء الشعوب و من سيس الجيوش للسيطرة على الشعوب. وفي الختام أود طرح تساؤل يجول في خاطري يعصرني ألم لحال شعوبنا و ما وصل به الحال .

إذا أوجدت الدولة داراً للقضاء، ليجد من يخطئ في حق الدولة من الشعب مكانه في السجن . ولكن من يحاسب و يقاضي الدولة إذا أباحت دماء الشعوب وزهقت حقوقهم حتى أبسطها؟؟؟

اشرف حدادين

٢٤-١-٢٠١٨

فيديو مقال إرادة الشعوب المصطنعة

أضف تعليقك هنا