الإشاعة أشد مِن الموت!

في الوقت الذي تنتشر بهِ الطائفيّه في العالم الإسلامي بشكلٌ مرعب ومؤلِم، وعلى أساس الكُرهْ بين أهلُ السُنّة والجماعة، وشيعة أهل البيت؛ فلا بُدْ من أن تنتشر الإشاعات بين هذا وذاك. كمبادرة منّي، جمعتُ عِدّة شائِعات مُنتشره بكثره كي أوضحها و ذلِك مِنْ مصادرٍ موثوقةً مِنْ تُراث الطائفتين، ولا ننسى إنّ الإشاعه حاولت تخريب الإسلام على مر سنوات، كحادثة الإفك مثلاً.

الخلاف بين السّنة والشيعة

كبداية، فلا خِلاف حقيقي وأساسي بين السُنّهْ والشِيْعَهْ، حيثُ إنّ الاختلاف سياسي وليس ديني؛ أي إنّهُ كُل المشكله حول الإمامهْ والخلافهْ، مِن المسلمين مَن قال إنّ الرسول (ص) قد وعد الراية لأئمةٍ من آل بيته وهُم الشيعه ويستدل ذلِكْ بإحاديث وآيات قُرآنيه، أمّا الآخرون فقد قالوا لا وجود لرايه، فالنبي (ص) ليس ملكاً أو سُلطان، لكن لا بُدّ من قيادة للأمّه، وإختيار القاده يتُم بالشورى والإنتخاب الحُر ويستدلون بأحاديث وآيات قُرآنيه، ويعتقد الشيعه بشهادة ثالثه وهي ليست أساسيّه، وإنما رمزيه مُميزه.

هل الشيعة روافض؟

فإنّ من أهم الشائِعات التي تنتشر حول الشيعهْ إنّهُم (روافِض)، والروافض بالحقيقه ليسوا شيعه، فالشيعه نفسهم حاربوهم لإنّهُم تخلفوا ولم يطيعوا الإمام زيد بن زين العابِدين، والبعض مِنْ الشيعه يستخدم كلمة رافضي وهو لا يعلم المعنى، أو يعلم وينسبها لمعنى إنّهُ يرفض مفهوم الخلافه، أي عِناداً بالذين يظطهدوهم، وهذا المُصطلح ظهر لأوّل مرّه بعد عصر الدولة الأمويّه في قول الإمام الصادق وفي شعر الإمام الشافعي.

هل السّنة نواصب؟

والشائعه المُقابَلهْ، يُتَهم السُنّه من قبل بعض الشيعه إنّهُم (نواصِب) والنصُب بالتراث الشيعي والسُنّي هو الذي يكره آل البيت والإمام علي و أهل السُنّه على العكس؛ يُقدسّونهم، ويعتقدون إن كُرهْ علي نُفاق، أي إنّ حُبّه وآل البيت جزء من الإيمان.

وفي المُقابِل يُتّم الشيعه من قبل بعض السُنّه إنّ (الشيعه يعتقدون إنّ أئمتهُم يعلمون الغيب)؛ والأئمه عِنْد التُراثْ الشيعي هُم معصومين عن الخطأ والسهو، وموجبون الطاعه أي إطاعتهم من إطاعة الله ورسوله، وبالتالي فهم ملهمون ومشرعّون، وما يقولونهْ صحيح وواجب على المسلمين تنفيذه، كالسُنّه النبويّه والقرآن الكريم؛ ويعلمون الغيب بِما علمهم إيّاه جدّهم رسول الله، وكذلك فهم يعتقدون إنّ الإمامه والوصاية إمتداداً للنبوّه.

ويُتَهم السُنّه من قبل بعض الشيعه إنّهُم (يُفضّلونْ عُمَرْ بِنْ الخطَّاب على علي بن أبي طالِب)؛ وبالتُراث السُنّي الصحابه كُلّهم عِدول، وعلي من الصحابه الأجلاء والأكارم، وإليهْ ينتسب آل بيت الرسول، فلذلك فهو في قِمّة التقديس والإحترام.

هل الشيعة يعبدون الأحجار والقُبور ويقدسونهم كالكعبة؟

ويُتهّم الشيعه من قبل بعض السُنّه إنّهُم (يعبدون الأحجار والقُبور ويقدسونهم كالكعبه)؛ وهذا غير صحيح إطلاقاً، هُم يتبركون من قبور الصالحين، سواء الأئمه أو الأنبياء أو الأولياء الصالحين والعلماء أو أي شخصيّه صالِحْه، لإنّ عِنْد جميع المسلمين إنّ لكُل صالِح قبرهُ روضه من رياض الجنّه، والجنّه مُقدسّه عامةً.

ويوجّه اتهام للسُنّة بإن (الخُلفاء الراشدين ثالوث إلهي بعد الله)، وهذا غير صحيح، فالسُنّه يعتقدون إنّ الله واحد لا شريك له.

والإتهام على الشيعه دوماً بإنّهُم (يُحرّفون القرآن) وهذا مُطلقاً غير صحيح، فالتُراث الشيعي يؤكِّد إنّ القرآن ليس به زيادة أو نقصان، وهو صحيح؛ ومن يقول العكس فأنّهُ مجنون أو منافق أو فاسِق أو مُخترقْ.

وبِما يُتهّم بهِ فإنّ السُنّه يُتهمون بإنّهم (يقولون: معاويه أحق من علي)؛ والتُراث السُنّي يؤكد إن تلك فِتْنه، وإنّ معاويه أخطأ بالخروج على علي بإعتبارهُ الخليفه الشرعي، والشائِع عند السُنّه إنّ معاويه أخطأ خطأ شديد، والبعض قال إنّهُ غُفِرْ له والبعض قال لا.

هل الشيعه يقولون: الصّلاة لا تُقبل إلّا على تُربة كربلاء

ومِنَ الأقاويل عن الشيعه حيثُ (الشيعه يقولون: الصّلاة لا تُقبل إلّا على تُربة كربلاء)، وهذا غير صحيح أيضاً؛ فبالتُراث الشيعي يؤكِّد بعدم جواز السِجود على الملابس والأقمشْه والأفرِشَهْ من سِجّاد ونحو ذلِك. ويجيز السجود على الأرض من رمل وحجر وتراب وكذلك على ما تنبت الأرض من غير المأكول ولا الملبوس، فلذلك يُفضِّل السجود على تُربة كربلاء كونها مباركه.

ومن الإشاعات حول السُنّه (الإيمان بأن السيّده عائِشه أفضل من السيّده فاطِمَه) وهذا أمرٌ مرفوض عند التُراث السُنّي، فيؤكِّد إنّ فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، وتُذكر السيّدة عائشه دوماً كونها إحدى أساتِذة الحديث وأُم المؤمنين.

ومِن إشاعات بعض السُنّه على الشِيعَه، إنّ (أئمتهُم أوصوهم بسب عائِشهْ)؛ وهذا أمرٌ مرفوض عِند التُراث الشيعي، فيؤكّد أئمة أهل البيت إنّ السب مُحرّم، وخصوصاً عِرْض النبيّ فهوَ طاهِر، لكِن بِضعةً من الشيعه مِنْ باب معركة الجمل بقول إنّ السيّدة عائشه كانت طرف خيط للفتنه، وغالب الشيعه تؤكّد إنّها تابت، لإنّ الإمام علي بنفسهُ صالِحها ووضح لها كيفية مقتل الخليفه عثمان.

أمّا قول بعض الشيعه إنُّ السُنّه (وهّابيه)؛ بالأساس فكرة الوهّابيه هي انشقاق لفكرة الشيخ ابن تيمية، لكنها بصوره تطبيقيّة وأقسى قد يكون، لذلك فأغلب السُنّة يعتبرونها تخلُّف ولا وعي.

(لِمَ نرى الشيعة يسبّون الصحابه؟)

قد يتسائَل السُنّه أو يتهّم (لِمَ نرى الشيعة يسبّون الصحابه؟)؛ أولاً لنتفق على شيء، إنّ التُراث الشيعي يُحرِّم السب والشتم بشتّى أنواعه، سواء عن “الصحابه” أو غيرهم، وتُراث أهل السُنّه كذلك، يُحرِّم السب مُطلقاً، لكن مع هذا نرى بعض السُنّه يسبّون الفرس والمجوس لإنّهم أعداء الخلفاء الراشدين الاثنان الأوائِل، أو أهل الردّه أيظاً، وبالآونه الأخيره سب وإتهام أبو طالب (الصحابي عند الشيعه) إنّهُ زنديق وفاسِقْ أو شتمه لإغاظة الشيعه كذلِك إثارة شُبهة حول صحابة شيعه تابعين، كمالك الأشتر أو صعصعه، فالشيعه كذلك يسبّون المنقلبين على علي بن أبي طالِب أو الخوارج أو نواصِبْ، أو الصحابه الذين يضادون مبدأ الإمامه.

من بين الحلول التي أكتشفها يومٌ بعد يوم حول مُشكلة السُنّه والشيعه هو عدم نشر الشائعات وتَصديقُها، فالاثنين كما قُلت بدايةً مسلمين، ولا داعِ للمزايده، والدليل إنّ العدو ينشر الإشاعه ليفرّق؛ بينما نسوا قوله تعالى: 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ  ﴾

فيديو مقال الإشاعة أشد مِن الموت!

أضف تعليقك هنا