المحاور الإقليمية في المنطقة إدارة الصراع وآفاق المستقبل

تقديم

شكلت حالة المد والجزر التى تمر بها المنطقة عموماً خليطاً وتزاوجاً بين الدولي والإقليمي والمحلي. وشهدت صياغات متعددة وتحالفات مفاجئة واستقطابات كانت فى السابق متنافرة ، وأفرزت هذه الحالة من السيولة محاور جديدة فى المنطقة لاسيما بعد أحداث ما يسمى بالربيع العربي أخذت ملمحاً جديداً عن المرحلة التي سبقته حيث اختفى محور الممانعة الذى كان يضم الدول التي تعارض السياسة الأميركية في العالم العربي وتؤيد حركات التحرر الوطني العربية. وهذا المحور كان مؤلفاً من دول هي سوريا وإيران وحركات هي حزب الله في لبنان وحركة حماس .

التحالفات والمحاور الجديدة

ثمة حراك جديد على صعيد الأحلاف الإقليمية استوجبته التطورات السياسية في الست سنوات الماضية ، بدأت تتضح ملامحه، لكن من دون الجزم بنتائجه، لجهة تعقُّد وتقاطع المشهد السياسي الإقليمي من ناحية وتقلبات السياسة الدولية تجاه المنطقة من ناحية أخرى. والحقيقة أن صوغ تحالفات أو تفاهمات سياسية يعتبر خاصية ملازمة للسياسة الإقليمية عبر العقود، إلا أن المتغير في هذا الشأن هو طبيعة هذه الأحلاف ونطاقها وأهدافها والأسس التي بنيت عليها. وغني عن القول إن من يقود التحالفات ويعتبر وقودها الحقيقي هو القوى المؤثرة والطموحة، سواءً على الساحة الإقليمية أو الدولية.

ويمكن القول أنه ظهرت ثلاثة محاور رئيسية في المنطقة هي :

1- المحور السعودي

ويضم كل من (السعودية ومصر والإمارات والبحرين والأردن وحكومة عبد ربه منصور هادي في اليمن ). تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية نسبياً .

2- المحور الايراني

ويضم كل من ( إيران وسوريا وقوات الحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن وحزب الله في لبنان ). تدعمه روسيا نسبياً.

3- المحور التركي

ويضم كل من ( تركيا وقطر وبعض الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس ).

وهناك عدة اصطفافات غير مستقرة ومتغيرة في المنطقة وكذلك تحاول بعض الدول أن تمسك بالعصا من المنتصف لتعلب دور الوساطة بين هذه المحاور المتصارعة كالكويت وعمان .

“عاصفة الحزم”

من الملاحظ أن “عاصفة الحزم” أعادت تشكيل التوازنات السياسية في المنطقة وفق محورين إقليميين مستحدثين، تقود أحدهما السعودية بينما تدير الآخر إيران، فى الوقت الذى كانت تركيا فيه تؤكد على سياسات النأي بالنفس عن المواجهات المباشرة، والتركيز على بناء جسور التواصل مع جميع الأطراف. “بيد أن عملية “عاصفة الحزم” تبدو كأنها عصفت بكثير من هذه الأسس، فلا بقي الجفاء مع الرياض ولا استمر الصبر على طهران”(1)، فانعطفت إليها قطر بعد الحصار الذى ضرب عليها من السعودية والامارات ومصر والبحرين ، فبدا وكأنها شكلت حلفا جديداً أضيف إليه إعلامياً جماعة الإخوان المصرية وحركة حماس .
ثمة ملاحظة جوهرية يجب الاشارة إليها وهى أن تركيا حاولت استثمار المفاجأة السعودية بتشكيل التحالف العشري لوقف التمدد الإيراني في الإقليم على حسابها، فغمزت بإحدى عينيها نحو ما يجرى في المشهد اليمني، بينما عينها الأخرى على الملف الأكثر حساسية بالنسبة لها، أي سوريا.

كذلك يمكن القول أن المحور الثالث لم يشكل نفسه كما المحورين السعودي والايراني ، بل عُزل وصٌنفَ من دول المحور الذى تترأسه السعودية والذى يمكن أن نطلق عليه محور “الثورات المضادة” . والذى تلعب فيه الامارات دوراً كبير اً يتجاوز حجمها ويتناقض أحيانا مع الدور السعودي .
ربما يكون المحور الثالث هو الأكثر تعقيدًا والأكثر تأثرًا بالأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين دول المنطقة، “وعلى الرغم من كون تركيا قوةً إقليميةً كبرى، فإنّها تتناوب القيادة في محورها مع قطر نتيجةً للتكامل النسبي بين البلدين في مختلف جوانب القيادة، ويتوافق فائض تركيا العسكري البشري مع التمويل الاقتصادي القطري وهو ما يسمح بتشكيل صيغة التحالف الحالي بينهما . ويتشابه هذا المحور في كثيرٍ من الأمور مع المحور السعودي ، حيث تدعمه الولايات المتحدة نسبيا “. (2)

تحالفات متقاطعة

على الرغم من أنّ لكل محورٍ من المحاور الرئيسية الثلاثة في المنطقة مصالحه الاستراتيجية وأهدافه الخاصة، إلا أنّ هذا لم يوقف التعاون والمشاركة عبر بعض أطراف هذه المحاور المتعارضة حول ملفات و قضايا محددة . وقد حدثت مؤخرًا أمثلة على ذلك في المقام الأول بين المحور الأول (إيران) والثالث (تركيا)، وهو ما يسهل تزايد مشاركة روسيا مع كلا الطرفين بشأن قضايا الشرق الأوسط مثل قضايا سوريا والأكراد والعلاقات الاقتصادية.
ويحتل التقارب الإيراني التركي، بشكلٍ خاص، مكانة بارزة في العديد من القضايا الجيوسياسية التي لم يتم حلها بعد في المنطقة، مثل مكافحة الإرهاب واستفتاء الاستقلال الكردي، وقد حذرت كلٌ من تركيا وإيران مؤخرًا من مثل هذا التصويت، والجهود الرامية لتخفيف الحرب في سوريا.

أما فيما يتعلق بالتقارب الإيراني القطري، فقد شملت القرارات الأخيرة تعاون أكبر في الطاقة والعمليات العسكرية وتجارة المواد الغذائية، والأهم إدارة وتقاسم أكبر حقل للغاز في العالم.
وفي الوقت نفسه، وفي مواجهة حصار مجلس التعاون الخليجي الذي حظر الأجواء أمام الطائرات القطرية، فتحت إيران مجالها الجوي أمام قطر وقدمت لها أيضًا المواد الغذائية. وفي كلتا الحالتين، كان للتقارب الإيراني القطري تداعياته على الشبكة الأوسع للعلاقات في المنطقة. وقد أبرز التقاطع الأخير للعلاقات بين تركيا وقطر وإيران الاختلافات والتناقضات بين أهداف هذين المحورين ومحور المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من الدعم الأمريكي المتبادل والانتماء الإسلامي المشترك، فإنّ لكل من السعودية وتركيا رؤى وأهداف مختلفة جوهريًا تجاه قطر وإيران.
أهداف متباينة

تختلف وتتباين الأهداف والمصالح التي يتكتل عليها كل محور من المحاور الثلاثة السابقة فلاتكاد تتطابق أجندات الدول المشاركة فى محور من المحاور المتصارعة والمتدافعة فى المنطقة ، فتارة تتقارب و أخرى تتنافر ، فعلى سبيل المثال بالنسبة للمحور السعودي يبدو أن أهدافه المعلنة وغير المعلنة تتمثل في .

1- وقف التمدد الايراني في المنطقة والذي أصبح يهدد استقرار الخليج والمنطقة بأسرها بعد تدخله السافر فى الملف اليمني والسوري والعراقي
2- القضاء على ثورات الربيع العربي وما أفرزته من مخرجات تهدد الأنظمة الملكية فى المنطقة.
3- القضاء على تيار الاسلام السياسى الذى برز كخيار أول لدول الربيع العربى بعد 2011 ، ممثلا في جماعة الإخوان المسلمين والتى وصلت لسدة الحكم فى مصر .

أما المحور الثاني وهو المحور الايراني فتبدو أهدافه مختلفة ومنها :

1- إقامة «امبراطورية ذات نزعة مذهبية» «تمتد من إيران عبر العراق ونحو سورية ولبنان» فيما يعرف بالهلال الشيعي،
2- تثبيت حكم الأسد في سوريا والامساك بكل أوراق الضغط فى الملف السورى حتى لاتفقد إيران هيمنتها على سوريا .
3- تحجيم وإضعاف السعودية باستدامة التوتر على حدود المملكة بضرب خاصرتها الجنوبية عن طريق الحوثيين ، ومنازعتها في بسط النفوذ في المنطقة لاسيما البحرين واليمن (3) .

ولخص أمين عام الجامع العربية الحالي أحمد أبو الغيط أهداف إيران فى المنطقة خلال حوار مع قناة «إم بي سي مصر» الفضائية بقوله :” أن إيران تسعى لزيادة نفوذها في المنطقة وصولا إلى البحر الأبيض، وكشف عن أهداف أربعة تسعى لتحقيقها من أجل ذلك تصنفها وفق الترتيب التالي: «تصدير الثورة، حماية الوضع القائم في طهران، ادعاء الحق في حماية الشيعة العرب، سعيها لتشييع السنة العرب».(4)
أما المحور الثالث التركي فيسعى هو الآخر إلى تحقيق مصالحه الخاصة به ومنها :

1- صوغ محور يرتكز إلى الإسلام السياسي كقاسم مشترك يشمل عدداً من دول المنطقة العربية و لعب دور إقليمي يسمح لها بإقامة شراكات وعلاقات إقتصادية وسياسية يجعلها لاعبا وفاعلاً مؤثراً فى المنطقة .(5)
2- تسعى تركيا لتأمين استقرارها من منظومة ثلاثية الأبعاد قد تهدد مصالحها وأمنها القومي، أولها مستنقع الحرب البرية الذي لا تريد تركيا التورط به وثانيها الحذر من أي مواجهة مع حلفاء دمشق، وثالثها التنبه لأهداف التحالف الدولي ضد داعش”.
3- التنبه للأهداف والمآلات بعيدة المدى للتحالف الدولي ضد الارهاب والذي قد تؤدي استطالة حربه إلى تقويض مصالح تركيا المتمثلة في الاستقرار والتنمية الاقتصادية بما يعود سلبا على دور تركيا ومكانتها مستقبلا.(6)
4- تأمين حلفائها فى المنطقة (قطر) وعدم السماح بالتغول عليها حتى لايأت الدور عليها من بعض الأطراف العربية التى مولت الانقلاب الأخير على أوردغان.
مستويات التوتر

نتيجة الأهداف المتباينة والمتضاربة بين الأحلاف المتصارعة فى المنطقة تتصاعد وتهدأ معدلات ومؤشرات التوتر من حين لآخر ، فعلى سبيل المثال ، فيما يتعلق بتركيا ؛ يشكل تنامي الدعم الدولي للورقة الكردية هاجساً مقلقاً لها، إضافة إلى ذلك التوتر الحاصل في العلاقات مع روسيا بعد تدخل الأخيرة في سورية، فيما لا تزال علاقات أنقرة وطهران بين شد وجذب، ولم يتحقق التقرب المطلوب بزيارة أوردغان الأخيرة لتركيا، كما أن العلاقات مع العراق لم تصل إلى الخلاف الصريح أو التعاون التام.

المحور السعودي

وفيما يتعلق بالمحور السعودي، يشكل تعاظم النفوذ الإيراني ودعم طهران العلني والصريح لأذرعها في المنطقة ، قلقاً بالغاً لدول الخليج العربية، وفي مقدمها السعودية. فيما لا ترى مصر مصلحة كبيرة لها في الدخول في شكل موسع في شبكة الأحلاف الإقليمية وما يترتب على ذلك من سياسات والتزامات، لأن التهديد لأمنها القومي يتمحور في المقام الأول حول تطورات المشهد الداخلي أو في محيطها الجغرافي المباشر، وبالتحديد في شرق أفريقيا وليبيا، مدركةً أنها لا تستطيع لأسباب سياسية واقتصادية توسيع دورها في مناطق تشكل مزيداً من العبء على سياستها الخارجية. في وقت تحاول القاهرة تنويع سلة علاقاتها الدولية، لاسيما تعزيز تعاونها السياسي والعسكري مع روسيا، بعد التراجع الذي أصاب علاقاتها مع واشنطن، بالتالي فهي تفضل المشاركة المحدودة في الأحلاف الإقليمية بدلاً من الإلقاء بكامل ثقلها في تلك الأحلاف أو الانكفاء الكلي الذي قد يكون مكلفاً أو قد لا يتناسب مع مكانتها التاريخية ومتطلبات الدور الإقليمي.

باكستان هي الأخرى

لديها من الحسابات الإستراتيجية ما يجعلها تركز اهتمامها على منطقتها وعلاقاتها مع روسيا وإيران والصين بدلاً من التورط في مستنقع السياسة الشرق أوسطية، مهما كانت علاقاتها مع السعودية مهمة وترقى إلى الحلف التاريخي، وهذا ما يفسر مواقفها الرمادية من دعم التحالف في اليمن أو حتى الانضمام في شكل كلي إلى التحالف الإسلامي ضد الإرهاب الذي أعلنت عنه السعودية أخيراً. من هنا كان تأسيس مجلس رفيع المستوى للتعاون الإستراتيجي بين السعودية وتركيا خياراً ممكناً ومنطقياً بالنسبة إلى كل من الدولتين. وقد سبقه أيضاً تعزيز آليات عمل المجلس الأعلى للتنسيق السعودي المصري. ويحول في شكل رئيس دون تشكيل مثلث سعودي – مصري – تركي، مسألة دعم تركيا الإخوان المسلمين وموقفها المعارض لإطاحة حكومة الإخوان في مصر. وعلى طرفَي التحالف تأتي كل من قطر والإمارات، حيث تميل الأولى إلى خلق محور سعودي – تركي بينما تدعم الثانية الحلف السعودي – المصري، لكن تجمعهما مظلة مجلس التعاون الخليجي في نهاية المطاف.
مما سبق يتبين أن معادلة التوازنات الإقليمية متأرجحة ومعقدة، بسبب تقاطع المصالح وتعارضها بين أطراف الأحلاف في المنطقة وتلاقيها فى البعض الأخر من المصالح والأهداف وهو ما يجعلها متوترة بشكل دائم .
آفاق المستقبل

الأحلاف السياسية

لايبدو أن هذه المحاور والأحلاف السياسية ستشهد استقراراً فى المستقبل نتيجة لحالة السيولة التي تشهدها المنطقة ، هذا ما تؤكده أنماط التحولات والتغيرات الاستراتيجية فى المنطقة خلال السنوات الماضية حيث عصفت تداعيات السنوات الست الماضية بتوازنات القوى التقليدية في منطقة الشرق الأوسط، وغيرت من خريطة المحاور الإستراتيجية والتحالفات الإقليمية الرئيسة.
“وأضحت السياقات الراهنة في الإقليم محمومة بصراعات استقطابية حادة، تغلفها حزمة من الإستراتيجيات والإستراتيجيات المضادة لاكتساب مواطئ قدم وتعزيز النفوذ وبسط الهيمنة”(7)، في أعقاب ظهور محور الثورات المضادة وانحسار موجات الربيع العربي ، وتحولها إلى مسارات عنيفة من الحروب الداخلية وظهور نزعات الانفصال وتهديد وانهيار ملامح الدولة القطرية .
وأخيراً، فإنه يمكن القول، وبعد استعراض خريطة التحالفات في منطقة الشرق الأوسط، تبدو على تقاربها الشكلى أقل اتساقاً ودينامية وفاعلية ، لاسيما مع عجز صانعي القرار في المنطقة على إدارة خلافاتهم البينية مما يضر بجوهر المصالح المشتركة، بل بالأمن الاستراتيجي للمنطقة لاسيما بين دول مجلس التعاون الخليجي بعد محاصرة قطر ، وتقلب مزاج قادة الانقلاب العسكرى فى مصر بين الأطراف والمحاور الإقليمية والدولية المتصارعة الأمر الذي يلقي بظلاله السلبية على التحالفات والمصالح الإستراتيجية العربية الراهنة والمستقبلية.

التحالفات الإقليمية والدولية

وفيما يتعلق ب “التحالفات الإقليمية والدولية في المنطقة التي تشكلت لمقاتلة تنظيم “داعش”، وفي ظل حالة عدم الاستقرار السياسي لبعض دول المنطقة، وتفكك بنيتها الداخلية، وتنامي دور التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية، وعدم التوافق حول رؤية عربية مشتركة، وغياب الاستراتيجية العربية والتشتت الداخلي والخارجي، ستكون الدول العربية عرضة للتدخلات الخارجية وانتهاك سيادتها الداخلية، لاسيما تلك الدول التي تعاني من حالة عدم الاستقرار بشكل دائم: “اليمن، لبنان، العراق، سوريا، وليبيا”، وكذلك الدول التي يتوعدها تنظيم “داعش”، كالدول الخليجية ودول شمال أفريقيا.” (8)
الانعكاسات والآثار المحتملة
باستقراء طبيعة وأهداف وتحولات خريطة المحاور والتحالفات في المنطقة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي مطلع 2011 وحتى الآن ،

يتضح لنا الآثار التي خلفتها على القوى المجتمعية والحركات الإسلامية بل وعلى دول المنطقة بأسرها والتى يمكن رصد أبرزها فيما يلى :

1- هذه التحالفات ربما تعيدنا إلى حقبة الحرب الباردة وسياسة الأحلاف والأحلاف المضادة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي آنذاك.
2- انهيار سيادة الدول الداخلية نتيجة التدخلات فى شؤونها من الأطراف الاقليمية والدولية كما هو الحال فى كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا .
3- غياب الاستراتيجية العربية المشتركة وعجزها عن مجاراة إيران، وتغليب عامل التقاطع السياسي على الحلول السياسية والدبلوماسية، سيأزّم المنطقة أكثر، لاسيما في ظل حالة التقاطع السياسي بين إيران والدول الإقليمية في المنطقة، وسيكون العراق وسوريا محطة تصفية حسابات وحرب بالوكالة، وستكون تداعياتها كارثة على مستقبل الدولتين.
4- في حالة استمرار الدول العربية في الفشل السياسي،وعدم استقرار التحالفات وتصاعد حدة الاستقطابات فإنها ستصبح أكثر تمزقاً، وأسهل اختراقاً من الأطراف الدولية ، مما يهدد بالانهيار الكامل لمفهوم الدولة القومية وسيادتها الوطنية في المنطقة، وهذا ما ينذر بسايكس بيكو جديد.
5- إضعاف وإفشال تجربة الحركات الاسلامية في المنطقة ، ومحاصرتها وتشويه صورتها وربطها بالارهاب فى محاولة حثيثة لاستئصالها والقضاء عليها .
6- زيادة معدلات الهجرات واللجوء السياسي نتيجة للحروب والنزاعات الداخلية كما فى سوريا .(9)
7- زيادة مساحات التوتر المجتمعي و تهديد استقرار الوحدة الوطنية فى العديد من دول المنطقة بسبب النزعة الطائفية والمذهبية والعرقية واستخدمها كورقة ضغط سياسي بين المحاور المتصارعة كما في (البحرين واليمن وسوريا والعراق) .
8- تفشى معدلات البطالة والفقر والنزوح والتغير الديمغرافي بسبب حالة عدم الاستقرار والحروب الداخلية و تصارع المحاور فى المنطقة .
9- الاستمرار فيما يسمي “التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب” سيحل محل الصراع العربي الإسرائيلي، الذي ساد طيلة عقود من القرن الماضي، وعلى ما يبدو أن هذا الصراع قد اختفى من قاموس الدول العربية بتوجيه بوصلتها نحو الحرب على الإرهاب . وهو ما يهدد استقرار المنطقة ويستنزف ثرواتها لصالح المشروع الصهيوأمريكي و المشروع الايراني في المنطقة .
10- تغذية الاستقطابات الحادة وتجزئة المُجزء داخل المنطقة سيجعل بنيتها الداخلية منهكة ويدخل شعوبها في حرب لا نهاية لها. وليس أدل على ذلك من أن سيناريو التمزق الداخلي الذى تشهده كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا أوجده مصطلح ومفهوم الحرب على الإرهاب ، و هو سيناريو كارثي يهدد مستقبل دول المنطقة السياسي لاسيما دول الخليج في ظل سياسات الحصار و الإقصاء والتهميش والتقاطعات في السياسة الخارجية وتسلط الأنظمة القبلية والحكم الطائفي؟

المصادر:

1. موقع تركيا في المحاور الإقليمية ما بعد عاصفة الحزم ، الجزيرة نت ، goo.gl/fLwE7H
2. صراع المحاور الإقليمية: قطر وميزان القوى في الشرق الأوسط ، الخليج الجديد ، goo.gl/jCVrp8
3. تقارير أجنبية تتحدث عن اهداف الحرب الإيرانية غير المعلنة في اليمن ، المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ، goo.gl/nz88T6
4. أهداف إيران في المنطقة.. وفق أمين عام الجامعة العربية!! الوفاق أونلاين ، goo.gl/HDscNt
5. حول سياسة المحاور والأحلاف الإقليمية ، الحياة ، goo.gl/V2Sd3j
6. تركيا في قلب المعركة.. الأهداف والمخاطر ، الجزيرة نت ، goo.gl/e3Pueb
7. تحالفات القوى الإقليمية وآثارها على مستقبل المنطقة ، مجلة البيان ، goo.gl/4u8NCc
8. مستقبل السيادة الوطنية في ظل سياسة التحالفات والحرب على الإرهاب ، شبكة النبأ المعلوماتية ، goo.gl/Ax2ufk
9. مستقبل المنطقة وخارطة التحالفات المستقبلية ، الجزيرة نت ،جمال عامر ، goo.gl/WgTDxg

فيديو مقال المحاور الإقليمية في المنطقة إدارة الصراع وآفاق المستقبل

أضف تعليقك هنا

محمود المنير

محمود المنير

كاتب في الشأن السياسي والشأن العام