بين الحقيقة والخيال والشعوذة !!

كثر في الآونة الأخيرة تداول أخبار المشعوذين والدجالين والسحرة لكثرة تواجدهم بكثافة شديدة بمعظم الدول العربية تحديداً مما أدى إلى تفاقم المشكلة بشكل غير مسبوق لكثرة المترددين عليهم، حتى أصبحت هذه العناصر من المشعوذين والسحرة ينشؤون عيادات خاصة لعلاج السحر والمس .. ألخ

وصار العلاج إما من خلال الهواتف أو من خلال عيادتهم الوهمية تحت مظلة العلاج بالقرآن والسنة

فأي قرأن وأي سنة يعالجون به !!!؟

هل يتم العلاج من خلال الخيال والشعوذة؟

الأمر الغائب عن أذهان العالمين إلا من رحم الله هو أنه بموجب ابتعاد الناس عن الدين وإنكار أوامر الالتزام مع الله مثل ( الصلاة في أوقاتها ، الصيام ، النوافل ، الأذكار ، التسبيح والتهليل .. ألخ)

كذلك التنحي عن التصدق ابتغاء مرضاة الله فكان لزاماً على الدنيا أن تهيء لهؤلاء كل ما هو عبث في صورة التقرب إلى الله بهذه الأفعال الحمقاء كذلك ممن يدعون أنهم معالجين بالقرآن والسنة، أصبح لديهم هاجس كبير بأنهم من العارفين بالله ومنهم من ظن بنفسه أنه يستطيع تحويل كل ماقدره الله للإنسان عكس ما يريد لصالح الفرد نفسه وبالطبع هذا أمر يستحيل تصديقه فالله الأمر كله من قبل ومن بعد. وهو القاهر فوق عباده .

الشاهد :

عن الحسن البصري قال ” كانت شجرة تُعبد من دون الله فجاء إليها رجل فقال : لأقطعن هذه الشجرة

فجاء ليقطعها غَضَبا لله فلقيه إبليس في صورة إنسان , فقال : ماتريد ؟

قال الرجل : أريد ان أقطع هذه الشجرة التي تُعبد من دون الله

قال إبليس : إذا أنت لم تَعبدها فما يضرك من عَبدها ؟

قال الرجل : لأقطعنها

فتجشاجرا و تماسكا و تصارعا , فغلبه الرجل و صرعه.

فقال له الشيطان : هل لك فيما هو خير لك ؟

لا تقطعها و لك ديناران كل يوم إذا أصبحت عند وِسادتك

قال الرجل : فمن لي بذلك ؟

قال ابليس : أنا لك.

قال : فرجع فأصبح فوجد دينارين عند وسادته

ثم أصبح بعد ذلك فلم يجد شيئا

فقام غضبا ليقطعها .

فتمثل له الشيطان في صورته وقال له : ماتريد ؟

قال الرجل : أريد قطع هذه الشجرة التي تُعبد من دون الله تعالى

قال ابليس : كذبت مالك إلى ذلك من سبيل .

فذهب ليقطعها فضرب فتماسكا متنازعين

فغلبه ابليس و صرعه بالأرض و خنقه حتى كاد يقتله

ثم قال له : أتدري من أنا ؟ أنا الشيطان

جِئت أول مرة غَضَبا لله فلم يكن لي عليك سبيل

فخدعتك بالدينارين فتركتها فلم جِئت غَضَبا لدينارين سُلطت عليك .
__________________________________________

عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»

من أحدث في أمرنا ما ليس فيه فهو رد

الإعلام بأن مع كل إنسان شيطانا

من كتاب ( تلبيس أبليس ) لأبى الفرج الحوزي

===========================

أخبرنا أبو الحصين الشيباني نا أبو علي المذهب نا أبو بكر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا هرون ثنا عبد الله بن وهب أخبرني أبو صخر عن ابن قسيط أنه حدثه أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة زوج النبي «صلى الله عليه وسلم» حدثته أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» خرج من عندها ليلا قالت فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال: ” مالك يا عائشة، أغرت؟ فقلت ومالي لا يغار مثلي على مثلك فقال: أو قد جاءك شيطانك قالت يا رسول الله أو معي شيطان قال نعم قلت ومع كل إنسان قال نعم قلت ومعك يا رسول الله قال نعم ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتى أسلم” انفرد به مسلم ويجيء بلفظ آخر أعانني عليه فأسلم قال الخطابي عامة الرواة يقولون فأسلم على مذهب الفعل الماضي إلا سفيان بن عيينة فإنه يقول فأسلم من شره وكان يقول الشيطان لا يسلم.

قال الشيخ وقول ابن عيينة حسن وهو يظهر أثر المجاهدة لمخالفة الشيطان إلا أن حديث ابن مسعود كأنه يرد قول ابن عيينة وهو ما أخبرنا به ابن الحصين نا ابن المذهب نا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا يحيى عن سفيان ثني منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن ابن مسعود يرفعه ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي ولكن الله عز وجل أعانني عليه فلا يأمرني إلا بحق وفي رواية فلا يأمرني إلا بخير قال الشيخ انفرد به مسلم واسم أبي الجعد رافع وظاهره إسلام الشياطين ويحتمل القول الآخر.

رؤية الله في المنام أو في الحقيقة !

الأمر الجلل والذى بدا للبعض ممن يزعمون رؤية الله في المنام أو في الحقيقة !

———————————————————————-

رؤية الله لا شك فيها، وهي حق ولكن لأهل الجنة فأهل الجنة يرون ربهم عز وجل

ويتلذذون بذاك النعيم .

وقد اختلف الناس في مسألة رؤية الله تعالى عياناً في الآخرة

قالوا: باستحالة ذلك عقلا؛ لأنهم يقولون إن البصر لا يدرك إلا الألوان والأشكال

أي ما هو مادي والله تعالى ذات غير مادية، فمن المستحيل إذن أن يقع عليه البصر، فالقول

برؤية الله تعالى هدم للتنزيه وتشويه لذات الله وتشبيه له حيث إن الرؤية لا تحصل إلا بانطباع صورة المرئي في الحدقة ومن شرط ذلك انحصار المرئي في جهة معينة من المكان حتى يمكن اتجاه الحدقة إليه ومن المعلوم علم اليقين أن الله تعالى ليس بجسم ولا تحده جهة من الجهات
ولو جاز أن يرى في الآخرة لجازت رؤيته الآن فشروط الرؤية لا تتغير في الدنيا والآخرة واستدلوا على هذا بالسمع والعقل :

فمن جهة السمع: أولاً : قوله تعالى لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ([4])، قالوا :

أنه نفى أن يُدرك بالأبصار . وقد علمنا أن الإدراك إذا قرن بالبصر أفاد ما تفيده رؤية البصر .

والإدراك ينقسم إلى قسمين :

إدراكٌ بِرُؤْيَةٍ ، وإدراك بعلمه .

والإدراك بعلم :

نَفَاهُ الله عز وجل في قوله سبحانه ( وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا )  .

وإدراك الرؤية :

نفاه الله عز وجل في هذه الآية .

وهذه الآية في إدراك الرؤية لا في إدراك العلم، دلَّ عليها قوله بعد النفي

وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فكونه سبحانه )

يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ( يعني يراها، وخَصَّ الإدراك بإدراك الأبصار لأنَّ الأبصار هي محل نَفْيِ الإدراك السابق، فقال لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ فلما قال ) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ

( دَلَّنَا على أَنَّ المنفي هو إدراك الرؤية لا إدراك العلم) .

لذلك لاينبغى الالتفات حول من يدعى رؤية الله عز وجل فاليس كامثله شىء وهو العلي العظيم

الأمر التالي : رؤية الرسول صل الله عليه وسلم

===========================

صارت معظم الناس في هذا العصر تتحدث بكثرة عن رؤية الرسول صل الله عليه وسلم في المنام ومن يقول أنه رآه يقظة رغم أن معظم من يخبروا بأنهم شاهدوا الرسول في المنام قد يكونوا بعيدا كل البعد عن سننه والالتزام بفرائض الله ونواهيه ،،، كذلك لا أحد يصفه بالوصف
الحقيقي كما علمنا وتعلمنا عن صفات الرسول ووصفه صل الله عليه وسلم .

ليُعلم أنه يمكن أن يرى الإنسانُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام ، وأن الشيطان لا يتمثَّل بصورة النبي صلى الله عليه وسلم ، لكنه لا يتمثَّل بصورته الحقيقيَّة ، أما في صورةٍ أخرى فيمكن للشيطان أن يأتي ويزعم أنَّه النبي صلى الله عليه وسلم .عن أبي هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” مَن رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، ولا يتمثل الشيطان بي.

رواه البخاري ( 6592 ) ومسلم ( 2266 ) .

لكن ما يتردد الآن على السنة معظم الناس من رؤيتهم لله عز وجل ورؤية الرسول باليقظة وأن الله يكلمهم وان الرسول يحدثهم ويصافحهم الى اخر ذالك من الأمور ،

فقد اختلف أهل العلم فى كل هذه الأمور وكانت النتيجة المرجحة ان معظم هذه الأمور متشابهة

وقد يتلبس على الإنسان أن يرى الرسول في عمره الأول كالطفل أو شاباً أو على هيئته الحقيقية إلى آخر ذلك من الأمور .

من يقول إنه صلى الله عليه وسلم يأتي بكل صورة

ويستدل على ذلك بما أخرجه ابن أبي عاصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” مَن رآني في المنام فقد رآني فإنِّي أُرى في كل صورة ” ( فحديث ضعيف) .

قال الحافظ ابن حجر :وفي سنده صالح مولى التوأمة ، وهو ضعيف ؛ لاختلاطه وهو مِن رواية مَن سمع منه بعد الاختلاط ” فتح الباري ” ( 12 / 384 )

إذن لابد لكل من يرى الرسول صل الله عليه وسلم فسوف يراه في هيئته الشريفة

أي: لا يظهر بحيث يظن الرائي أنه النبي صلى الله عليه وسلم، قيل: هذا يختص بصورته

المعهودة فيعرض على الشمائل الشريفة المعروفة فإن طابقت الصورة المرئية تلك الشمائل

فهي رؤيا حق . وإلا… فالله أعلم بذلك.

لذلك وبناءاً على ماقد وضحناه لابد من معرفة الآتي :

– القوة و الغلبة و النصر في إخلاص العمل لله

– فساد النية من مداخل الشيطان و تسلطه على العبد

– الحرص و الطمع و الميل و تغليب الدنيا على مقاصد الشرع باب واسع للمفاسد و الهزائم

– العمل للدين شرف و فخر و العمل بالدين رذيلة و خسارة

– إتباع السنة النبوية الشريفة والإجتهاد مع النفس قبل الاجتهاد فى العمل الدنيوى

واجتهاد النفس يكمن فى حرمان النفس من الشهوات بجميع أنواعها بمعنى تهذيب النفس

كذلك كثرة التصدق وعمل الخير وصلة الارحام والتودد وصفاء القلوب ،

فلابد من اغتسال القلب بتلاوة القرآن (الاوراد اليومية ) كثرة الاستغفار وأذكار الصباح والمساء

أيضاً الاستماع للدروس التى تضيف اليك العلم الحقيقي الذى يجعلك مداوماً على السير بالطريق الصحيح ألا وهو الطريق الى الله ورسوله .

وفى الأخير : لم نلقى التهم على كل من اتخذ القرأن الكريم وسنة الحبيب محمد سبيلاً فى شفاء الأمراض بجميع انواعها ولم ننكر ايضا وجود الجن والسحر والحسد فكل هذا موجود حقاً وقد أخبرنا المولى تعالى بكتابه العزيز وعملنا أيضا كيفية التخلص من كل هذا من خلال آيات الرقية الشرعية
والأدعية المستحبة إلى آخر ذلك .

لذلك لابد أن نتحرى الأمر قبل أي شيء وأن نلجأ إلى الله تعالى فى كل أمورنا فلا يستطيع المرء فعل أي شيء بحياته إلا بإذن من الله والإذن هنا هو الاستخارة وطلب العون من الله تعالى

الشاهد :

قال رسول الله صل الله عليه وسلم

” إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه” ( رواه البخاري).

و إلى اللقاء في مقال آخر

نستكمل فيه ألاعيب إبليس لعنة الله عليه مع الإنسان

لكم كل التقدير والاحترام

م/ أحمد عمر

المراجع المستند اليها

– كتاب : تلبيس أبليس

– بعض حلول المسائل الفقهية للمجمع الفقهى بالأزهر

– كتاب : إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان

فيديو مقال بين الحقيقة والخيال والشعوذة !! 

أضف تعليقك هنا

أحمد عمر

أحمد حسن عبد الحميد عمر، والمعروف باسم أحمد عمر