دردشة: الزواج قدر وقناعة !

في العالم العربي تعيش أغلب العائلات بشكل متلاحم، فتجد صلة الجد بالحفيد أقوى من صلته بأبيه، يستفيد منه الكثير، حتى أنه يحصل على أسرار التعامل مع الحياة دون تجربة، فعادة من يريد أن يعرف عنها، وجب عليه رفقة شيخ رسمت على وجهه تجاعيد سبل الاستقرار.

لكن، ربما تجربة الأنا تكون بصمتها أكبر من حكاية تجارب الآخرين، الحياة تتفنن في تشكيل المنعرجات، و البلاء يأتي كطيف قوس قزح متعدد الألوان، فتجد الشاب إذا بلغ الثانية و العشرين، و وقع في مواجهة ظروف الحياة يسترجع ما حاكه الجد، لكن في أحيان كثيرة لا ينفع استحضار تجارب الآخرين،

الصراع في الزواج 

ففي موضوع الزواج، يكون الصراع قد حل بين ما حاكه السابقون من مواقف للخذلان و الفشل التي عاشوها و القلب الذي أحب بصدق و اقتناع، فيبدأ الجدال…

القلب غالبا يدفع للتجربة، و العين تظهر الجماليات فقط في الخاطب، و العقل يحاول كبح الجميع بحجة الملفات التي سجلها… لا بد من حل للنزاع بين سادة القرار للوصول للوفاق دون تضحية.

لابد أن يبني الشاب شخصيته بنفسه، يتمسك بتحقيق أهدافه رغما عن ما لاقى و سيلاقي، وجب عليه أن يكون محركه إرادته و همته، و مهما عصفت الدنيا و اشتد البلاء تجده ثابت الإرادة و بمشيئة الله سيحقق كل ما يصبو إليه، و إن فشل فما له إلا أن يخرج عن صدمته و يفكر و يخطط، فكلما كان التحدي أعمق كانت النتائج أبهر.

هل الزواج قدر أو قناعة؟

نعود إلى موضوع الزواج، إذا كان الشخص صاحب أحلام و قرارات يتخذها دون تردد، و صاحب شخصية تعقل و تتوكل، تجده لا يفكر بهذا الموضوع بتاتا، و في لحظة يأتي على استحياء ليأتي بكامل رجولته و يطلب من والديه أن يخطبا له فتاة يراها كل شيء… هكذا… دون سابق لقاءات متعددة و خروجات و نزهات و كلام معسول، ربما لقاء واحد و أجوبة صادقة عن أسئلة معينة كان كفيلا أن يضع حدا لعناء الانتظار، فقد وجدها مناسبة له، تندرج ضمن حلم يسعى للوصول إليه مستقبلا، فوجدها تشعر هي كذلك بأنه شخص قوي الإرادة مؤمن بنفسه متوكل على ربه يتخذ الأسباب و كل ما يحتاجه هو الوقت، ليحققا أحلامهما معا، طالما لديهما القدرة على مساندة بعضهما البعض.

كيف يكون اختيار شريك الحياة؟

لذلك، في اختيار شريك الحياة لابد أن تكون دراسة علمية، أرى مستقبل أسرتي انطلاقا مني و شريكي، فأنت يا عزيزتي، حاولي ألا تبني مستقبلك انطلاقا من غنى المتقدم لطلب يدك أو فقره، و لا تضعي مهره تقييما لمدى ضمانك للاتي، فالزواج الذي يقوم على ضمان مالي، أعدك، لن يطول كثيرا، اجعلي الضامن صلاة استخارة و تحري فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير” . رواه الترمذي، اختاريه مثقفا صاحب تفكير، يحاورك بعقل و عاطفة.

و أنت يا سيدي، عر عن كتفيك لتسعد من وضعت ثقتها فيك بإذن ربها، ساندها في ضعفها لتكون قوية دائما بجانبك، ارسم البسمة على وجه والديها فقط بأن يراها مرتاحة تتألق في حياتها بدعم منك كما كانا يدعمانها.

اخترها مثقفة، تلتهم الكتب و الروايات، فتراها تدون كل لحظة تعيشها معك، لتكتب قصة أولها ثقة و آخرها… ليس لها آخر … ، الأنثى الكاتبة أنثى متجددة وجب عليك أن تبقى دائما مستيقظ الفكر معها، و كن أنت السند لها، فستعيش الإثارة دون سابق إنذار.

اخترها ذات دين تحفظك في غيابك، و تحلم بألا نهاية لحياتها معك، فإن زارتها المنية، انتظرتك عند من أحبتك فيه سبحانه.

أخيرا، لا أنكر فضل تجارب الآخرين في مواجهة الحياة، لكن، وهبنا الله العقل و جعلنا مستقلين بذواتنا، نسمع النصيحة و نناقش التجربة، و في الأخير أخرج بقرار يخصني أنا بردائي و قناعتي أنا.

و للموضوع بقية…

فيديو مقال دردشة: الزواج قدر و قناعة ! 

أضف تعليقك هنا