ديفيد الروماني يكتب : في وطني الكثير من تشرشل

التاريخ ربما لا يكتبه المنتصرون فقط لكن شخصيات بها شخصية التباهي والعظمة وراء كل قرار فعل يحدث. وأن المستندات والوقائع التي تحكي لنا الفئة الكبري ضلالية تحتوي على تزوير ومنه وما يبث في مناهجنا التعلمية أو على قنوات أنصاف الحقائق أو ما يقال عليها صفراء .

لكني سأحكي عن رجل أشيب حارت فيه أوروبا عن اتساع مدى قوته , لا يرحم أعداءه لكنه يتناقض في ذاته بين قوة وضعفة . خطباته التي أثرت دائما عند شعبة وعند جيشه التي كان حينها رئيس وزراء لهذه البلد التي تدخل في حروب العالمية الثانية .

بداية حكاية :

(كتاب الساعة الأكثر ظلمة) الذي قام بنشره تشرشل بنفسه متحاكي بأسرار حروبه التي خاضها والتي كان امرا والناهي فيها . كيف انه طبعت صورة كبطل على أكثر عملة مستخدمة وهي خمسة جنيهات استرليني .

بدأت الناس تعجب بهذا القائد أشهر صاحب السيجار الكوبي الضخم في يده في كل اجتماعاته ينفث بكبرياء مقيت وبنبرة متعجرفة يلقي كلمات بين كل نفخة والأخرى.

يرون فيهم قائدهم الهمام باختراع علامة النصر(V) في الحرب العالمية الثانية , لا يمل من تكرارها أمام شعبه حتى أخذتها الشعوب الأخرى عند الانتصار في الحروب أو خلع حكام وثورات لنزع حكام من كراسيهم بالقوة .

بين إنجازات وجنازات

نجح في تجنيد الكثير من ملايين الهنود لاشتراك في حرب عالمية فرض بشخصيته وقوة خطباته حربا شرسة علي كل اعدائية ومنافسيه على العالم كلة . وفرض علي بريطانيا و أمريكا قوة هيمنته وقرارة العقلاني مع بعض خفة الدم سياسي بارع يتمسك بتقاليد الحكم .

إخفاء السلام مع هتلر

لم يكن منطقيا أوقاتا في إخفاء بعض أمور الحكم عن العوام من الشعب ومن حلفائه مثل ألمانيا التي تمثلت في هتلر لعقد السلام. بل هو من حاول الحرب و ابتدأ بالتمادي بضرب 7 غارات على برلين محاولا النيل و إظهار صورة البطولية في مقتل ما يقرب من 90 ألف مدني.

سلاح المجاعات في الهند

أصر في قراره أن لا يتم إرساله للدعم الغذائي والمالي إلى هنود المحدق بهم سلاح المجاعات الفتاك الذي سيقضي على الهنود في المنطقة. فقد بلغ ضحايا المجاعات 3 مليون , كان عنصريا مع شعوب الغير بيضاء وخصوصا الشعوب التي طلبت منهم الاستقلال في الحكم الذاتي مثل الهند . وأن البقاء سيكون للأفضل والجنس الأصلح و الأرقى هو من يجب الاهتمام به والرعاية .

هاجمه البعض كثيرا في البرلمانات الشعبية عن شخصيته المزيفة وسطوة قوته وأنه دكتاتور ظلم الكثير ومنهم شعبه , حتى أن عضوة برلمانية قالت له : لو كنت زوجي لوضعت لك السم في كوب العصير.

فقال لها : لو كنت زوجتي لشربت السم بكل سرور.

كان نقد الصحافة لاذعا وكان نقد الكثير من المشهورين والمفكرين المبدعين في ذاك الوقت مثل الفيلسوف جورج برنارد شو الذي قال في برود أعصاب فقد كان تشرشل سمينا ثقيل الوزن بنسبة جورج برنارد شو:من يراك يعتقد يا تشرشل أن بريطانيا تعاني من مجاعة فقال له تشرشل : ومن يراك يعرف سبب المجاعة.

الخلاصة

قارن كل هذا بما يحدث في مصر فستجد أن المقارنة شبيهة وأن المعارك سياسية طاحنة ستكشف أشياء جديدة على الساحة. إنكار الحقائق وعدم التعلم من تاريخ سندور في دائرة أكثر هلاكا واضمحلالا وفقرا وبطالة. فلدينا ساسة يعتمدون على سياسة إنكار الحقائق لا يعرفون الشعب ولا يدعونهم يعرفون. يرغبون في مرشح واحد يستنكرون أي إنسان إضافة، وينكرون الحقائق في إنكار مبين أن السياسة أيضا في مصر الساسة من كبيرهم لصغيرهم يعتمدون بصفة كبيرة على ترشيح أنفسهم في الفوز بمقعد رئاسي .منهم من يدخل الواجهة معتقدا أن الديمقراطية هي الحل لكن ستكون الواجهة تكبيل المعارضين وقص أنيباهم في صمت . سيقضون على الجميع وسيبقى العالق في ذكرياتهم أن أظافر المنافسين ستكبر يوما، سيتحالف البعض على الجميع أو الجميع على شخص واحد . سيظن أن السفينة لا تسير إلا عن طريقه وهو ربان السفينة لأن معه كل قوي السفينة والشعب مجرد عمال ستنتهي أعمارهم على سفينة وستهلك السفينة بالجميع، منهم من سيهرب ومنهم من سيلتهمه أمواجا ومنهم السباح الذي سيقفز على أمواج لكنها سياسة وسياسة لعبة خبيثة لن يدوم أحد فيها. لا أحد يدوم في السفينة لا الناجي ولا الغريق ولن يتذكرنا التاريخ إلا بأبشع الجرائم التي ارتكبها السياسيون في حق الشعوب ..

فيديو مقال ديفيد الروماني يكتب : في وطني الكثير من تشرشل

أضف تعليقك هنا