ديفيد الروماني يكتب : يوسف زيدان بين النقض والنقد

أتابع الحلقات كثيرة التي يلقيها عمر أديب مع الكاتب والمفكر د- يوسف زيدان . و مناقشته  العديد من الكتب في إطار موضوعي فكري لا غش فيه . وبين تجديد الوعي التاريخي والديني من خلال الكتب والمراجع أمرا مهما للبحث في موضوعية موضوع القدس في ملكية من , ومن أحدثته الحروب الدينية في نفوس الناس عبر ملايين سنين . وهل نحن قيض السلام مع دولة اسرائيل أم أنها احتلال راسخ منذ قديم الزمن والعداء سيستمر . دعوني أشرح سبب دفاعي ليس على د- يوسف زيدان بشخصه لكن كفكر متحرر يدفعنا من حبال الجهل و آفات النسيان  .

1-نقض فكر لا شخص

منذ الثمانينات كنت دوما أجد أن هناك كتابا قدماء عرفوا أسلوبا اكثر تحضرا وفكرا ونقدا بنقض فكرة لا شخص . فكان بعضهم يكتب مقالا يرد ب أسباب لماذا أنا ملحد؟ و آخر من طرف مفكر يرد لماذا أنا مؤمن؟ . كان هذا محورا جدليا في تاريخ ثقافات شعوب لكن ما يحدث منذ بداية ظهور كتاب ومفكريين تنويرين الان وظهور الفكر المتحرر الذي يدعو إلي عدم خلط الدين في السياسة في مصر . ظهرت أفكار تنويرية شديدة قوبلت بترحيب وسط المثقفين وقوبلت برفض وسط المدعين من السلفين إسلام السياسي . والسجن والمنع من الظهور في الإعلام كان هذا جزاء كل من تسول له نفسه التحرر من قيود السلفية الفكرية في قاع التراث وتجديد الخطابات الدينية وتحرير العقل من سطوة أدعيائه. ما قابل يوسف زيدان من شعوبنا ضيقة الأفق وتفكير قضايا السجن ازدراء وهدم تاريخ وشخصيات تاريخية التي اعتقد أنها شخصيات بطولية .فعملوا على نقد د- يوسف زيدان و مهاجمته ورفع القضايا مما منع أن يتكلم بحرية في إعلامنا المصري .

2- نحن لا نقرأ التاريخ

الحقيقة المرة التي تورق شعوب العالم الثالث أن يصيح فيهم أحد يجعلهم يفيقون من ثباتهم الوهمي وأحلامهم الهشة بعظمة أفكارهم . نحن كشعوب عربية لدينا صيحات الديوك والعظمة التي لا تخلو من الفراغ بخصوص أننا أمة العلماء لكن ماذا فعلنا بمستقبلنا ماذا أن كان لديك مئات العلماء ورجال الدين لكنك لا يوجد لديك مستقبل آمن وأن عقلك مملوك لأحدهم يعبث فيه كما يشاء فماذا سوف تفعل؟ . ما فعله يوسف زيدان بدقة شديدة أزال تراب من كتب عفا عليها زمن ونقح فكرة بما يناسب مع وعي جيلنا الذي ضحك علية الكثير من علماء ورجال دين ,في استغلال جهلنا وضيق فكرنا وان ما بين طلب مشورتهم و أفتائهم . فقبل أن نلوم د- يوسف زيدان علي الوعي يجب أن نلوم أنفسنا على عدم قراءة التاريخ . واستفتاء قلوبنا وعقولنا .

3- الشخصيات التاريخية ليست آلهه بل بشرا

الشخصيات التاريخية كانت في وقت من أوقاتا  سبب خوف وجبن و أيضا خيانة ورغم مواقفهم التي كانوا شجعان فيها لم تظهر فيها كل الحقيقة إنما أنصاف حقائق مشوهة , خطأ ليس حينها على د- يوسف لكن الخطأ  القاتل على مناهج التعليم التي وضعت لنا شخصيات تاريخية في قالب وجبة خفيفة سامة جاهزة لأكلها  . لا نعرف من مصنعها ولا من كان وكيف كنا نتلقن ونحفظ عن ظهر قلب لنيل الدرجة النهائية , لكن اكتشفنا بمرور السنين أن التاريخ يكتبه المنتصرون .و أنها ليست الحقائق كاملة بل هشه  ضعيفة لا تقنع عقولنا ولا قلوبنا .أظن أن معظم الهائجين والمتظلمين لم يعرفوا الشخصيات علي حقيقتها . لم يعرفوا أنصافها لكن عرفوا ما قيل عنها وليس ما يعرفونه و يتأكدون منه.

4- هدم الأصنام

لدينا في حياتنا أصناما شخصيات دينية وسياسية ممنوعة من المساس بها أو حتى الاقتراب و إلا سيتم التخلص منهم. وقد تكون هذه الأصنام تراثيات راكدة في بحيرة بها الكثير من الحرمان والعذاب. فعبر الكتب  التي اقترحها يوسف زيدان على قراء برنامجه فمنها من استهدفت مشاعر و أفكار بشرية الذي عاش في زمن العبادات والمعتقدات التي مثلت الحب والشهوات والسلطة ومنها من استهدف السلطة الدينية والمعتقد الصوفي والعشق والهيام بالله. فالكتب هذه تهدم الأصنام وتلقي الحجر في بحيرة التراث الراكدة .

لدينا ولكم في هذا المقال 4 محاور قد يفكر فيها البشري التنويري أو متأسلم أو حتى سلفي بعين العقل وليس بعين الشعارات في أفكار د- يوسف زيدان وليس شخصه أو مقامه. قد تختلف أو تتفق معي لكن الحقائق ترى بعين العقل لا القلب , فما فائدة القلب بإيمان والعقل أجوف!؟

فيديو مقال ديفيد الروماني يكتب : يوسف زيدان بين النقض والنقد

أضف تعليقك هنا