ضياع مستقبل المئات من خريجي أقسام اللغة الإنكليزية في الكليات

لماذا أصبحت هذه الكليات بهذه الجاذبية والأهمية لهم ؟

يتهافت الاف من طلبة سنويا للحصول على مقعد في أقسام اللغة الانكليزية في كليات الآداب والتربية واللغات واضعين كل آمالهم في سراب المستقبل المجهول! فلماذا أصبحت هذه كليات بهذه الجاذبية والأهمية لهم ؟ ولماذا اصبحت هذه الكليات مصدر لتضليل رؤية الشباب الواعد الذي يبحث عن فرصه في المستقبل المشرق وما هي البدائل لهذه الكليات التي ان يختارها الطلبة من اجل الحصول على مستقبل واعد؟

كليات اللغة الانكليزية هي الزهرة الجميلة التي تجذب الباحثين عن المستقبل نحوها ثم تجرحهم بأشواكها وتحول احلامهم الواعدة إلى أطلال. أكثر من 1200 طالب سنويا يلتحقون بهذا القطار سنويا ويأخذهم إلى نفس الوجهة. ما يحملهم على ذلك أسباب مختلفة. قد يكون حبهم لتعلم اللغة الانكليزية هو أهم تلك الأسباب حيث سيتمكنون من خلال تعلمها من التواصل مع الآخرين ومشاهدة الأفلام وغيرها. اما السبب الثاني وهو – لسخرية القدر- المستقبل. حيث يبحث الشاب العراقي عن المستقبل والذي -حسب ما يظنه- انه سيتحقق من خلال حصوله على شهادة في هذا الاختصاص تضمن له الحصول على وظيفة في المستقبل. والسبب الأخير هو عدم وجود خيارات أفضل لمعظم الملتحقين. وذلك لكون الكليات الأخرى غير جذابة لهم -حسب رؤيتهم- مثل كلية القانون وباقي الأقسام في الكلية الآداب و الادارة والاقتصاد والتربية بالنسبة للأقسام الادبية.

الوهم الذي سيدركه معظم الطلبة في النهاية

الأمر يتعلق بعدم تحقيقهم لأهدافهم من التحاقهم في هذه الكليات بعد تضيع 8% من أعمارهم فيها. ليجد أن المحطة التي كان ينتظر الوصول إليها ليس لها في خارطة القطار الذي سلكه وجود. تعلم اللغة الانكليزية هي احدى تلك الوجهات التي تجعل المئات يقطعون تذاكر للالتحاق بتلك الكليات ولسخرية القدر نجد ان اكثر 60% من خرجين تلك كليات هم ليس متمكنين من اللغة بصورة كاملة ولم تسفر السنوات الاربعة التي قضوها في الكلية عن تغير جوهري كبير لأسباب مختلفة لعل احداها هو مستوى التعليمية. لعلَ العمل هو ما يؤرق مستقبل الشاب العراقي تاركا اياه يلتحق في تلك الكليات ظنا منه انه سيجد عملا جيدا في المستقبل ولكن الحقيقة ان خريجي تلك كليات هم غير مؤهلين لأي عمل -بالإمكانات التي توفرها الكلية- سوى أن يكون مدرسين بالنسبة لكلية التربية او يكون مترجمين بالنسبة لأقسام الترجمة او يكونوا باحثين بالنسبة لكلية الآداب. اما كليات الاخرى فقد تكون هي حل لمشكلة الشاب العراقي.

أبرز الحلول لمن يبحث عن تعلم اللغة الإنكليزية

الحلول لهذه المشكلات مختلفة وتتعلق بالهدف من الالتحاق في تلك الكليات. ولعل أبرز الحلول لمن يبحث عن تعلم اللغة الانكليزية هو الاتحاق بدورات تعلم اللغة الانكليزية الحديثة والتي قد توفر عليك الوقت والجهد وربما المال من ضياع اربعة سنوات هباء. اما الباحثين عن المستقبل في الحصول على وظيفة جيدة فقد تكون اقسام الحاسوب وعلوم الاحياء والاقسام الهندسية هي الخيار الامثل او ربما على الاقل هو الخيار الافضل للخريجين من دراسات العلمية بينما تكون الاقسام الادارية هي الوجهة للخريجين الدراسات الادبية في ظل النمو الحاصل في قطاع الخاص. وهنا قد تجدر الاشارة ان خريجين تلك الكليات يجب ان يعززوا مؤهلاتهم عن طريق تعلم الحاسوب واللغة الانكليزية لتعزيز فرصهم في الحصول على العمل. بدلا من ان يكونوا في زاوية فرص العمل الضيقة لأقسام اللغة الانكليزية.

بالتأكيد هناك أهمية للغة الانكليزية في يومنا هذا ومعظم الشركات اليوم تطلب موظفين متقنين للغة الانكليزية لكنها لا تطلب اصحاب الشهادات في ذلك الاختصاص بل تطلب المهندسين والاداريين والفنيين وهذا يعني ان تلك الشهادة هي ليست ذات قيمة كقيمة امتلاك اللغة نفسها.

وهنا يضيع المستقبل آلاف الشباب سنويا في الحصول على الشهادة وعدم الاهتمام للغة. والحلول متوفرة متعددة. ما هو رأيك عن المستقبل في تلك الكليات وهل تعتقد انها حقا تستحق أن تستثمر أربع سنوات فيها؟

بقلم: زين العابدين الاسدي

فيديو مقال ضياع مستقبل المئات من خريجي أقسام اللغة الانكليزية في الكليات

أضف تعليقك هنا