طور مهاراتك

لا شك أنك تريد النجاح، أو قد نجحت وتريد الاستمرار فيه.

لا تقلق، القضية بسيطة و سهلة. طور مهاراتك تزداد وتستمر نجاحاتك، طبعا سيدي القارئ ستتساءل الآن ولماذا؟ وما علاقة تطوير المهارات باستمرارية النجاحات؟ الجواب بكل بساطة في القصة التالية عن موقع المرسال: “نوكيا الكيان الفنلندي متعدد الجنسيات ، كانت من أهم شركات المحمول في العالم ،وكانت أهم منتجاتها هي الهواتف المحمولة ، كما أنها كانت تنتج تطبيقات للهواتف وبرامج لأجهزة الكمبيوتر ،وكان يبلغ حجم أرباحها نحو 13 مليار دولار سنويا ، وعلى الرغم من أنها كانت رائدة في هذا المجال و أنها أول من قدم للعالم الهواتف الذكية ، إلا أنها لم تستطع المحافظة على تلك الريادة ولم تسعى للتطور أو التغير ، فخسرت كل شيء”. نعم إنها خسرت كل شيء لأنها لم تتطور، فالتطوير مهم للشخصيات كما هو مهم للشركات، فلا تحقر من أهمية تطوير المهارات.

الآن دعنا ندخل إلى بيت القصيد وهو:

كيف أطور مهاراتي؟

هيا، ابتسم وأبشر لأني سأقدم لك خمس خطوات تطبيقية منهجية في تطوير الذات :

1- غير أفكارك أولا:

إن أكثر إنسان إعاقة في هذا العالم هو صاحب التفكير السلبي. إن استطعت التخلص من الأفكار السلبية والتركيز على الأفكار الإيجابية في نفس الوقت تأكد أن تغيرات كثيرة ستطرأ على شخصيتك وحياتك. لم تكن الأفكار السلبية يوما ذات فائدة بالنسبة للأشخاص الذين يطمحون للنجاح و التفوق. أصلح أفكارك و نقحها بالإيجابيات و الإنجازات، فالأعمال بالنيات.

2- ثق في نفسك:

الثّقة بالنّفس هي مطلبٌ يُمكِّن الأفراد من الوصول لكثيرٍ من الأمور في حياتهم، ويساعد على تحقيق الأهداف والغايات التي يتطلّعون إليها، فهي تعني قدرات الإنسان وإمكاناته في الحياة، وقدراته على تجاوز الصّعاب؛ فإذا فقد الإنسان ثقته لنفسه فإنّه لن يَستطيع أن يُحقّق الإنجازات والأحلام التي يطمح إليها، ولن يَستطيع أن يُغيّر من نفسه ويطور مهاراته. أنت تستطيع التطوير والتغيير ثق في نفسك وقدراتك ولا تنسى أن أهم رأسمال الثقة بالنفس هي الثقة بالله.

3- الإرادة القوية:

إن الارادة، تتحكم في كل شيء، بما فيها نفسها، فأنت تستطيع أن تقوي إرادتك بالإرادة نفسها, وليس بشيء اخر. و لذلك فإن كسب الانتصار يكون بالإرادة..وإحراز النجاح بالإرادة..والحصول على الدنيا بالإرادة..واكتساب الاخرة بالإرادة..يقول الله عز وجل: “ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها”.ويقول سبحانه:

“ومن أراد الاخرة وسعى لها سعيها, وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً”.

ولا شك في أن الإرادة ليست مجرد الميل, أو التمني, بل هو القصد الممتزج بجهدين: داخلي, وخارجي .فكل شخص يملك القدرة على التحكم في الإرادة من خلال تحريكها بالاتجاه الذي يحكم به العقل, وخلاصة الأمر أن الإرادة وقود النجاح والإنجاز.

4- التدرب:

العلم بالتعلم والتدرب بالتدريب، المهارات التي لا يمكنك تطبيقها على أرض الواقع هي أوهام. خدعوك فقالوا: أنك تستطيع جذب أشياء. خدعوك فقالوا: لا وجود لمستحيل. خدعوك فقالوا: تستطيع فعل الأعاجيب من خلال الخيال. أخيه، هيا افق المهارات هي التطبيقات، فالمعيار الأساسي لتمييز الحقيقة عن الوهم هو التطبيق. و بهذا، فكل ما تتدرب عليه في الدورات التكوينية ولا تستطيع تطبيقه فهو وهم و تزييف.

5- خدمة ما بعد التطوير:

عزيزي القارئ التطوير ليس درجة تنال ولا شهادة تعطى، التطوير سلسة متتابعة من التعلم المستمر، لا تتوقف ولا تكتمل فالكمال لله وحده، فإذا أردت أن تطور ذاتك فلا تقتصر على كتاب واحد ولا دورة واحدة ولا مهارة واحدة، وإنما عليك بالتبحر و الغوص في مجالك وتعلم كل جديد مفيد وتطوره بشكل مستمر لا متوقف.

وأختم مقالي بهذه القصة الغريبة، يحكى أن رجلاً كان يعمل في الغابات بهمة ونشاط في قطع الأشجار، فسأله شخص ما: ماذا تفعل؟ فرد عليه الرجل: ألا ترى أني أقطع الأشجار، فرد عليه: يبدو عليك الإرهاق منذ، متى وأنت تقطع هذه الأشجار؟ فرد قائلاً: أكثر من خمس ساعات، لقد استهلكت قواي، إنه عمل شاق. فقال له هذا الشخص: حسناً لماذا لا تستريح بضع دقائق لشحذ المنشار، لو فعلت ذلك فسيقطع المنشار الشجرة بسرعة. فرد عليه الرجل: ليس لدي وقت لشحذ المنشار، فأنا مشغول تماماً بعملية قطع الشجرة..

لابد أن نعي جميعاً أن القضية ليست قضية كم وأوقات ننشغل فيه، بل هي قضية كيف، فكم من زوج يحب زوجته ولكنه لا يبذل جهداً في معرفة ما يرضيها، وكم مدرس ظل سنوات طوال على نفس الجذاذات، ,كم من موظف تكسر ظهره من الروتين والإعادة، وكم و كم و كم …
لذا لابد أن ندرك جميعاً أن حسن النية وحده لا يكفي.و أن تطوير المهارات حاجة مهمة لكل من يريد النجاح والتغيير في البيت والعمل وحتى في العلاقات الاجتماعية، وكانت هذه أهم الخطوات لمن يرد ذلك، كل على حسب مجاله واختصاصه. ولا تنس أن جودة المهارات في إتقانها وتطبيقها.

فيديو مقال طور مهاراتك

أضف تعليقك هنا