غمامة الاستمتاع – 11 – نسيان الآن وهنا!

إن الألم أو المعاناة ينشأ من خلال الرغبة أو التوق الشديد ولتكون حراً من الألم تحتاج إلى قطع رابطة الرغبة. ” بوذا “

فإذا كنت تشعر بمشاعر سلبية، فوراء هذه المشاعر إما تفكير في الماضي أو في المستقبل كما يقول الدكتور صلاح الراشد.

فهل أنت تفكر في الماضي أو في المستقبل؟

فإذا كنت تحوم حول الماضي فتشخص هذه الحالات بقضايا الاكتئاب وبقضايا الحزن، وإذا كان يحوم حول المستقبل، فيصنف بأمراض القلق، وأمراض مزاجية، فأي تفكير بالماضي إذا كان سلبياً فهو مرتبط بالحزن ومرتبط بالاكتئاب، وأي تفكير بالمستقبل فهو مرتبط بالقلق والتوتر، فإذا كنت تشعر بضيقة في الصدر، أو انزعاج في الجسم، أو توتر لا تعرف سببه، فشاهد أفكارك إلى أين متجهة، فهي إما أنك تفكر بشيء في المستقبل أو أنك تفكر بأمر في الماضي، فالمشاعر السلبية مرتبطة بعدم التواجد في اللحظة، فالحياة هي عبارة عن لحظة + لحظة + لحظة … ففي هذه اللحظة كنت تفكر في الأمس، وفي هذه اللحظة كنت تفكر في الغد، فأين أنت تعيش؟ وأين ذهبت حياتك؟ فأنت لست موجود، وكم من شخص موجود ولكنه غير موجود، فأنت تراه بكيانه وإنما هو ليس موجود وفكره في مكان ثان، فهو في ماض يفكر فيه، أو في مستقبل يسرح فيه ويتوتر فيه.

والسؤال، ألا أستفيد من الماضي؟

فعندما تستفيد من الماضي فأنت موجود في الحاضر، فعندما تناقش مشكلة حصلت في شركة، ونناقشها فنحن نناقشها الآن وفي الوقت الحاضر، ونحن نناقش التفكير وليس العمل.

والسؤال الآخر، ألا نخطط للمستقبل؟

نعم خطط للمستقبل، فالتخطيط للمستقبل هو هنا والآن، فأنت عندما ترسم وتضع خطة فأنت الآن وهنا تضع الخطة وترسمها، أما عندما تكون سرحان بالأمس أو بالغد، فأنت لست موجود، فأنت تفكر فأنت لست موجود بل مفقود، فدع عنك نظرية ديكارت، فأنت تفكر فأنت مفقود ولست موجود، وأنت متواجد الآن وفي هذه اللحظة إذاً أنت موجود، وهذا هو عمق التأمل، فأنا عندما أكتب هذه المقالة فالمفروض أنني موجود 100% في هذه المقالة، ولا أفكر في البيت أو في مسائل في العمل، “هنا والآن”، وعندما تذهب للتمشية، فتمشى 100% في المشي، تلاحظ الموجود في الحديقة أو في البحر وغيرها.. وإذا كنت تجلس للغداء فتغدى 100%، فيأكل ويفكر في أشياء أخرى فهو غير موجود، وإذا كنت مع أهلك فأنت 100% مع أهلك، وإذا كنت مع أولادك فأنت 100% مع أولادك، وإذا كنت تقوم بأي عمل فاعمله 100%، وليس 90% بل 100%، عش لحظة الحاضر وهنا والآن، فعندما تأتيك مشاعر سلبية فهل أنت غير منسجم مع رسالتك؟ أم أنك تفكر في الماضي أو في المستقبل؟

فمعظم الناس لا يتنفسون بطريقة صحيحة، واختبار التنفس الصحيح يكون من البطن، ومتى شعرت بأنك تنعزل عن محيطك فركز وعاود التنفس، وكلما زادت نجاحات الناس كلما زادت مشاكلهم، فالسعداء يعرفون كيف يتعاملون مع مشاكلهم، بينما التعساء لا يعرفون ذلك، فإذا كنت تشعر بمشاعر سلبية فوراء تلك المشاعر هو تفكير في الماضي أو في المستقبل، ففكر في الآن وهنا لتعيد التحكم والتوازن والسعد.

فيديو مقال غمامة الاستمتاع – 11 – نسيان الآن وهنا!

أضف تعليقك هنا