غمامة الاستمتاع – 12 – العشوائية

عدم التخطيط

كل مرحلة من مراحل حياتك فيها شيء مهم يجب أن ينجز حتى تعبر هذه المرحلة بنجاح أو على الأقل بدون خسائر، ويطلق علماء الإدارة على العشوائية ما يسمونه عدم التخطيط.

( يا أيها الذين آمنو اتقوا الله ولنظر نفس ما قدمت لغد) سورة الحشر الآية 18.

والعشوائية تجعل الإنسان يعبر مراحل حياته من غير أن ينجز ما عليه إنجازه في كل مرحلة.

وقال تعالى عن الذين لا يخططون للآخرة:

(إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين) سورة المؤمنون الآية 37.

ويتكلم عنهم علماء الإدارة وعلماء النفس لأنهم الأشخاص الذين لا يريدون أن يلتزموا بقيود، وأغلب أركان الإسلام هي بوقت فالزكاة لها وقت في السنة، والصلوات أوقات معينة ومن يقوت هذه الأوقات يصبح مؤخر للصلاة أو تارك للصلاة أو جامع للصلوات، (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) سورة النساء الآية 103. وهذا يعني انها فرض بوقت معين، والصيام بوقت معين ….

وكأن الله يربي الأمة على عدم العشوائية حتى وهم يريدون أن يعملوا شيئاً صالحاً، وإنما بدون عشوائية، وكله بوقته وبالترتيب الذي يريده رب العالمين.

كيف نتعرف على سيطرة الحال؟

كما يقول مصطفى حسني أنه لو أنني أتبنى الفوضى وأدافع عنها وكأنها أحد من عيالي، وأستهزء بالناس المنظمين، فمثلاً عندما أريد قميص من الخزانة أنزل الخزانة والثياب التي فيها كلها على الأرض،

(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم) سورة الحشر الآية 19.

والعلامة الثانية هي غياب الخطوة القادمة، فأنت مثلاً في السنة الأخيرة في الجامعة، فأنت ذاهب إلى أين في سوق العمل؟ فأنت ستتخرج بعد شهر أو شهرين، فأنت تبحث عن عمل أم لا تبحث؟ أحدهم تخرج ويريد أن يتزوج ما هي أخبار التحويشات والإدخار للزواج لديك؟ وهل تصرف وكأن الموضوع ليس مهماً لديك؟ وهذا ما يسمى بالثقة الزائفة وقد يدخل في الغرور، فلا تنتظر حتى تصل بل خطط للقادم حتى عندما يأتي تصبح مستعداً.

كيف تشكل العشوائية عبئاً وضغطاً نفسياً؟

أنت تفقد السيطرة على حياتك، لأن الحياة عبارة عن عقد، حلقة تليها حلقة تليها حلقة … فلو لم ترى القادم وتاركها للظروف ممكن ألا تكون جاهزاً للظروف، فاعقلها وتوكل، والأمر الآخر أن تفقد الإنجاز، ومن يخطط وينظم حياته فلديه إنجازات، لأنه مرحلة وتليها أخرى وكل مرحلة فيها إنجازه، ويقول علماء الإدار أن الإنجاز يتحقق من التخطيط الجيد، والالتزام بالخطة، والتعلم من الأخطاء.

ويقول أينشتاين

(لقد خلق الله الكون بقوانين لا تعترف بالصدفة أو العشوائية)

ومن فشل في التخطيط فقد خطط للفشل، واليابانيين يقدسون شعار الكايزن وهو التحسن المستمر، أي التخطيط المستمر.

(إنا كل شيء خلقناه بقَدَر) سورة القمر الآية 49.

كيف تصبح إنساناً منظماً ومدبراً؟

أولاً فض الزحام، ورتب أولوياتك، فلديك أربعة جوانب في حياتك أساسية وهي الجانب الروحاني وهو علاقتك بالله، والجانب المادي وهو عملك أو دراستك، وجانب اجتماعي وهي العلاقات بالدوائر المقربة والتي تتسع للعائلة والعائلة الأكبر والأصحاب، ثم جانب صحي. ويقول روزفلت بأن التمني يستهلك نفس الطاقة التي يستهلكها التخطيط.

فتخلص من حال العشوائية ونظم حياتك وخطط.

فيديو مقال غمامة الاستمتاع – 12 – العشوائية

أضف تعليقك هنا