نزيف مبادئ

حينما نرمي بأبصارنا حول عالمنا متأملين أن يعكس بريقٌ تطرزه مبادئ تكون لنا بوصله إرشادية لروح التعامل مع ذواتنا والآخرين ، تجعلنا نرقص أملا بأن الحياة مع شعاع هذه المبادئ لن تٌظْلم في أعين البشريةِ فهي أشياء حية تسكن بداخلنا ولاتموت، وليست شعارات مزيفة يُنَادى بها ،أو تقبع في بطون الكتب وقد أشار أحد الكتاب مؤكداً أنها تسكن في كياننا دون أن ندري .

المبادئ المزيفة

لكن للأسف الشديد حينما نرى كل مبدأ رُسُم بلون من ألوان الزيف وذلك حينمْا تأخذ تلك المبادئ طريق الانعكاس وتلبس ثوب الضد من الضفة الأخرى ..
حينما يتلاعب البشر بتلك المبادئ ويخرجونها عن مسمياتها تحركهم بذلك ماديات عصرهم ومصالحهم وتشخيصاتهم الذاتيه التي لاتمثل سوى أهوائهم حينها نراهم يحولون مبدأ الطيبة إلى مسمى سذاجةٍ والتسامح إلى ضعفٍ واللباقة إلى نفاقٍ والالتزام إلى رجعيةِ و تخلفٍ والتضحية والإيثار إلى غباءٍ، وغيرها من المبادئ التي محوِرَت معتقدين أن زمن هذه المبادئ قد ولى وأن المبادئ تتجدد حسب إلانتماء وأن هذا عصر القوةِ والأقوياءِ مبررين بأسباب واهيةٍ ان هذا من الدهاء وأن البشرية أصحبت تعمل على عملِ حسابٍ لمن هم يعتبرون أن الحكمة والسياسة في نظرهم الصمت في زمن الكلام ، وما يحزن القلب حقاً أن السكوت عن الحق يصنف أنه حنكة في هذا الزمان ، بل يدمي عالم المبادئ الحقيقي أن يكون شعاراتٍ ينادي بها بعض البشر

اعرف من أين تؤكل الكتف

على سبيل المثال لا الحصر (اعرف من أين تؤكل الكتف) وذلك عن طريق تقديم اللا مسموح من أجل الحصول على المسموح بحجة أن الدنيا لاتؤخذ غلاباً متناسين أن الدنيا أيضاً لاتؤخذ خداعاً ..كثيراً من مبادئنا أصبحت تعاني من الانقلاب والثائرين عليها بحكم المدنية والعصرية التي يجب أن نواكبها متناسين أن المبدأ لايتغير، فهو عملة أصيلة منذ خلق الله هذه الخليقه ولكن زيف الحياة هو ماغيَّر تلك العقول التي غيّرت مبادئها ولكن كلي أمل أن البسيطة لم تخلو من أصحاب المبادئ الحقيقة ، وإن كانوا عملة نادرة في زمن الزيف .

فيديو مقال نزيف مبادئ

أضف تعليقك هنا