المستنقعات الالكترونية

من المُسلّمات ان الإعلام بمختلف تشكّلاته واشكاله له دور لا يُستهان به في التأثير على الرأي العام بل وربما تشكيله وقولبته بما يتوافق مع توجهات سياسية، ايدلوجية وربما ثقافية فالامثلة كثيرة ومُتاح متابعتها لمن اراد.
ولأمهد الطريق  العزيز بمختلف ثقافاتهم كان من الاولى بدايةً ان نعرف ونعي ما هو الرأي العام.

تعريف الراي العام

تم الاتفاق على تعريف الراي العام على انه تكوين فكرة أو حكم على موضوع أو شخص ما ، أو مجموعة من المعتقدات القابلة للنقاش وبذلك تكون صحيحة أو خاطئة، وتخص أعضاء في جماعة أو أمة تشترك في الرأي رغم تباينهم الطبقي أو الثقافي أو الاجتماعي ، فيعترض ذلك مع الرأي الخاص الذي يشير إلى أمور ومسائل شخصية تتعلق بفرد واحد.
ولكن لا بد ان اوضّح لك عزيزي ان الإتجاه العام للمجتمعات التي تحكمها العادات والتقاليد والميراث الثقافي والمعتقدات والحضارة ايضاً كان لها اثر بالغ في تحديد وتكوين (التفكير الجمعي) سيراً نحو الاتفاق على رأي عام وإن كان هناك بعض الاختلافات الا انها لا تخرج من اطار الهوامش التي لا تُذكر.

اثر الاعلام بتغيير الرأي العام

مع ظهور التوجهات السياسية وبعض الانظمة القمعية المُستترة خلف قناع الديموقراطية وتقبّل الآخر وخلف ترس الحرية كان لزاماً عليها ان تقوم بقولبة الرأي العام بشكل يوافق اهدافها وغاياتها بشكل عام،،  فكان الإعلام المُوجّه.
وبعد هذا التطور المهول في مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت هذه المواقع منصة الاعلام ربما الاولى لنشر الرسائل الاعلامية والاعلانية، فسهولة وجودها بين الافراد عن طريق الاجهزة الذكية ومرادفاتها ميزها بسرعة وشمولة الوصول للمستهدفين من تلك الرسائل.
وتم استخدام هذه المواقع لنشر الرسائل الاعلامية معتمدين على كثير من طرق الاعلام لنشر رأي ما واهمها التكرار.

التكرار

يا سادة له اثر بالغ في تحديد وتأسيس الرأي العام خاصةً بغياب الثقافة المتنوعة التي تتيح لذلك الفرد الواقع تحت سطوة التكرار لان يميز الغث من السمين وتتبع الحقيقة لعقر دارها،، فكان الذباب الالكتروني.
تخيلوا معي يا رعاكم الله ان يقوم شخص واحد بإنشاء الف حساب وهمي على سبيل المثال ليستخدمها لنشر رسالة واحدة لتتكرر امام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مسببةً ما اسميته بـ (الضياع الالكتروني).

الضياع الالكتروني

هو ما يهدف اله الذباب الالكتروني لينشر الوباء من مستنقعات الاستبداد الى فضاءات المجتمع وتكراراً بعد تكرار يتكون (الرأي العام) الذي اراده المُستبد.
الذباب الالكتروني ، مُصطلح كان لزاماً على الجميع انه يعترفوا به ويعوه ويستكشفوه ويكتشفوه خاصةً مع هذا التطور الاعلامي الغير مسبوق.

الذباب الالكتروني مقاتل شرس ووفي لمن صنعوه.

ان كانت حملات النظافة التي تقوم بها المؤسسات الخدمية لقتل الذباب عن طريق رش المبيدات هي الوسيلة الافضل فإن حملات الثقافة والوعي هي مبيدات المجتمع لقتل الذباب الالكتروني.

قادة الرأي العام والمثقفين والاكاديميين كذلك، تقع عليهم مسؤولية كبيرة لتوعية الفرد من اسراب الذباب الالكتروني، نحن بحاجة لقادة رأي عام ليكونوا قدوة بشخوصهم اولاً وبما يتبنون ثانيا لتغيير بنية المجتمع نحو الافضل.

طنين الذباب كفيل بان يحرمك النوم وكفيل ايضا ان يُعكر عليك يومك.

دمتم ودام الذباب في مكانه الصحيح.

فيديو مقال المستنقعات الالكترونية

أضف تعليقك هنا