أنت والخطيئة

ظروف الخطيئة

هل لك أن تتذكر نصحك لصديقك القديم الذي كان يحادث حبيبته سراً ويترك دراساته من أجل مقابلتها ، هل تتذكر نهرك له وإلحاحك عليه بأن يتوقف عن ممارسة هذا السلوك الخاطئ  وعليه أن يمتثل لمبادئ الدين القيّم .

وعيك في هذا الوقت لا يدرك مدي حاجة صديقك لممارسة الخطأ ، بل ولا تستطيع أن تحسب مدي الصراع الذي يعانيه من أجل الامتناع عن إتيان هذا الخطأ.

لا تجزم باستحالة فعلك لخطيئة ما لانك في هذه الحالة تحكم بمقتضيات الآن ومعطيات المواقف التي تتعرض لها انت بكل ظروفك الحالية التي تمنعك من ممارسة ذلك الخطأ ، فعينيك لا تري إلا ماهو أمامها ، وكذا قلبك .. لذا فأنت محدود بمدركاتك الحالية ولا تعي معاناةالخاطئ.

ضغوطات الحياة

ضغوطات الحياة تبدل الأحوال ومن ثم يتبدل معها سلوكك تجاه المواقف ، لن أقول بانك ستتصرف بسلبية تجاه ماكنت تتصرف معه بإيجابية أو العكس ، وإنما سأقول بأنك ستتصرف بوعي مختلف عن الذي كنت عليه في الماضي ، وقد يكون ذلك الوعي سلبياً مثلما أنه قد يكون إيجابياً أيضاً  ، أي أن ذاتك التي كانت تمنعك من ممارسة خطئية صديقك هي نفس الذات التي ستدفعك لممارستها تحت اشراف مبررات صاغتها نفسك علي الأمل المشهور “غداً سأقلع” ، وهكذا ستجد نفسك مابين مجاهدة النفس وتقديم المبررات وتسويف الإقلاع ، وستتذكر تصنيفك القاسي لممارسي الاخطاء خاصة بعد أن وجدت اسمك قد إُدرج تحت قائمتهم.

وهنا بعد أن دخلت بنفس دائرة صديقك وتعرضت لنفس الظروف التي دفعته لممارسة خطأوه ، ووجدت نفسك تمارس نفس الخطأ الذي كنت تظن نفسك بعيداً  عن ممارسته ، لا تستبعد أن يتزايد مدي ممارستك للخطأ عن مدي صديقك وينقلب وضعك من حال الناصح إلي حال المذنب بل إلي أكثر من ذلك حسب درجة مجاهدتك.

للمبادئ طريق واحد

إذا كان للمبادئ طريق واحد ، لما خلق الله العفو والمغفرة ولما أمرنا بالإلتجاء إليه ولما كانت هناك مشروعية طلب الستر من الله كما في الحديث “اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي” ، ولكان أجدر بالمخطئ منا أن يتمادي بأخطاؤه طالما لن يكون هناك عفو ولا مغفرة.

عليك أن تعي أننا بشر ، لسنا خطائين بالمطلق كإبليس ولسنا خيرين بالمطلق كالملائكة ، وإنما خلق الله العفو لانه يعلم أن طبيعة بشريتنا يستحيل معها الوصول لتمام الفضيلة ، لذا .. لا تحكم علي صديقك المخطئ بالجاني ، ولا تلبس ثوب العفاف لمجرد انك ممتنع عن ممارسة الخطأ في الوقت الحالي ، فحين يناديك شيطان نفسك لتذوق لذة الخطيئة ، فإنك لن تستطيع أن تعدني بأنك لن تذهب معه .

خلاصة القول

تكمن في أن المبادئ أعقد من أن تكون بمثابة الخط المستقيم الذي ينتهي الي المثالية ، أما نفسك فستجدها تارة تحدثك بلسان الفضيلة وتارة اخري ستجعلك تسبح في بحر الخطيئة ، فلا تطمئن للظروف ولا المواقف لانك ستجد منها ما سوف يدفعك نحو القاع.

فيديو مقال انت والخطيئة

أضف تعليقك هنا