تأملات بلكونية

البلكونة في الصباح

هل أنت يا صديقى من الذين لديهم فى منازلهم بلكونة تطل على الشارع ..؟
ويا حبذا لو كانت تطل على الشارع الرئيسى..؟!!

و إن كنت كذلك فهل استيقظت يوماً مبكراً ووقفت فى هذه البلكونة ..؟ ربما لتستنشق بعض الهواء او لتتناول كوباً من الشاى ..؟ فوقعت عيناك على المارة فى الشارع وتأملات حالهم … إن لم تكن قد جربت ذلك ..فأنا قد فعلت…كثيراً ما استيقظ مبكراً لأصلى الفجر وابدء يومى باكراً ..فتأخذنى قدمى الى البلكونة لا ستنشق بعض الهواء بينما انهى اذكار الصباح .فى هدوء الصبح ونقاءه قبل ان تتعالى الاصوات وتغرب الشمس قبل ان تشرق بعوادم السيارات والاتربة ..وكثيرا دون قصد اجد نفسى قد ركزت مع بعض الماره العابرين فى شارعنا ..ويبدو يا صديقى أن هواء الفجر له مفعول سحرى ..على دماغى وجانب التفكير فيها ..فيتفاعل معها ليحولنى الى متأملاً من البلكونة وفى الحقيقة كان الامر يروق لى كثيراً وصل ان أصبح جزء من تقسى الصباحى أن أتأمل كل يوم بعض المارة من البلكونة
ولا يجعلنى انهى هذا التأمل الا ..اشاعة الشمس التى اشرقت وبداءت حرارتها تشتد ..لتنبهنى الى انه قد حان موعد الذهاب الى العمل ….

تأمل الناس من البلكون

وفى الحقيقة يا صديقى استفيد كثير اً من هذه التأملات البلكونية ودوماً تجبرنى بعد أن انهيها على التبسم وشكر النعمة التى نحن فيها …لذا اردت ان اشركك على بعض منها …فهلا شاركتنى ….
يبدوا أن صاحبنا يريد أن يكون اول من يحضر فى العمل أو ذاهب الى لقاء هام فالساعة السادسة الا عشر دقائق والشارع خال من المارة ولا أحد فيه غير صاحبنا الذى يمر وعيناى التى تراقباه …يرتدى ثياب أنيقة يهرول فى مشيته ثم يتوقف قليلا ليخر ج منديل ويمسح وجه ..يضع يده على رأسه ليتأكد من ثبات شعره ..لا يكاد ينتهى حتى ينظر الى الاسفل ليتأكد من تناسق حذاءه مع بنطاله
ويفعل ذلك كل 10 خطوات تقريباً …
غاب عن نظرى ..وهى تأتى من اول الشارع ترتدى مثله لكن يقولون أنها ازياء نساء ..ولكن لحظة يبدوا أنه ارتدت ملابس اخته الصغرى لان القميص قصير والبنطال ..اقصر …ههههه .لاتضحك منى لست غبياً اعلم انها الموضه ..؟!!
ولكنى استخدم اسلوب التشويق ..
ولكن يا صديقى ما لفت انتباهى ويغيظنى فيها وفى غيرها ..؟انها كلما تسير خطوة تشد القميص القصير الى الاسفل ..وكذا البنطال ..كل خطوة تشد البنطال وتشد القميص ..ثم خطوة تشد القميص وتشد البنطال ..اتعبت يداك ياأختاه .؟!!

حين اشاهد ذلك اتمنى ان القى نفسى من البلكونة واقول لها لما لا توفرى هذا العناء وتشترى قميص اطول درجة وبنطال اكثر طولا …؟ وتريحينى وتريحى يداكى .؟
غابت عن نظرى واخر مشاهد له حمد لله توقفت عن ضبط قميصها والبنطال وانتقلت للاعلى لتظبط حجابها لا لا عذرا…اسكارفها فهذا ليس حجاب .
ثم يمر شخص اخر ..يلتفت يميناً ويسار …نعم لا أحد يراك غيرى ..ويتحسس شعره الطويل ثم يتأكد من ان الخصلة التى انزلها على جبينه ثابته ولم تتمرد وتعود الى مكانها فى الاعلى ..ثم تأكد ويبدو وانها هى مركز التوازن بالنسبة لجسمه ..عاد مرة اخرى .. يمشى بخيلاء …ولسان حال مشيته يقول ولما لا وانا اوسم رجلاً فى الشارع …لم ارد ان اطيل النظر اليه حولت عينى عنه فأذا بأب كبير يسير معتدلا ويبدو عليه انه موظف بسيط فبساطة الدنيا كله فى وجه وعلى وجنتيه ما يشرح حاله وما هو فيه …هناك شخص قاد م لكن جاءت الشمس فى عينى فالننهى تأملاً اليوم ..لاذهب الى عملى وانزل الى شارعنا لكن لا اعلم هل هناك من يتأملنى ام لا ….ولكنى تعلمت اليوم من صاحبنا الاول ..

الحكمة والعبرة من التأملات البلكونية

أن على بحسن المظهر ولكن ذلك لأحقق امرا ..فلا ابالغ فيه حتى يصبح هو المراد فحتى النساء لا تفعل ذلك ..وإن كان الناس يهتمنون بجمال الجوهر كحسن المنظر لكان لنا ولهم ..أفضل .
وأختى التى مرت … ربما لست فتاه ولا اعلم لما تفعل ذلك ..فأنت لست بضاعة ..بل جوهرة مكنونة ..والاصل أن تكونى مكنونة ..فى بيتك او فى لخارج ..فأريحى يديكى ..
اما صاحبنا المختال .. فيا صديقى لو صعد معى وراء نفسه من الاعلى ..لما استطع أن يطيل النظر من قبح المنظر ..فصدق قول الله فى كل فخور مختال
فلا يعجبك حسن المنظر وجمال المظهر ويجعلك تختال …فهذا اقبح منظر
..يا صديقى اما ابى الكبير …ذكرنى بأبى واباك يستيقظ فجراً ..ليحصل قوتى يبتسم فى وجهى و دموعه فى قلبه لا ارها ..مطحون بين وبين الايام يسهر لأنام يجوع ونأكل …
اعلم …أنه كلم محفوظ …ولكن يا صديقى رفقاً بأبنا ..وإن لم تستطع ان تفعل
فهل تأملات يوما وجه..
صديقى اطالت عليك ..لكنى كان ينبغى ان اذكر لك يوماً من تأملاتى اليومية فكل مارً فى شارعنا على وجه حكاية وعبرة من خلفها اذا ادركتها نلت ثمارها
فانا اقول من ساعتها وما الدنيا الأ شارع كبير …فأحسن المرور فيه ..يا صديقى

فيديو مقال تأملات بلكونية

أضف تعليقك هنا