حلق مع السحب

الإنسان حبيس دنياه

يومياً ما نرى البشر ينظرون الى السحب في محاولة منهم الى الارتقاء بذاتهم الى الأفضل لهذا فان عنوان مقالي هذا هو “حلق مع السحب” وذلك لأن الانسان طائر حبيس داخل دنياه محاصر بقفص ليس فقط يمنعه من التحليق بل يمنعه من التنفس لهذا يجد الانسان ذاته بعد البحث المطول عنها في السحب وذلك بمجرد النظر اليها.

لكن أسوء ما في ذلك القفص أنه يمنع الانسان أيضاً من النظر الى ما حوله وكأن الانسان في قفص داخل مدينة واسعة مظلمة تقول له ألا يخرج من عنده, وذلك بسبب الناس من حوله. رُبى الانسان وكأنه في ققص لذلك يظن أنه من الصعب بل من المستحيل أن يخرج منه. فالحياة بالنسبة له ليست سوا خدعه وأدركها وتماشى معها أيضا.

“حرية الإنسان” قرار بيديه

فحياته هي أنه وُلد من أجل أن يستمر فيما وُلد لفعله وكأنه اله الى أن يصل الى نهايته فيدرك بعد فوات الأوان أنه كان في كذبة وحاول الخروج من ظلماتها الى نورها. لم يحاول أن يخرج من قفصه المُحاصر بداخله مقتنعاً أن غيره مثله, ولكنك أيها الانسان لا تدري أن غيرك حاول الخروج وبالفعل خرج ليس مثلك لا يحاول ولا يستطيع وكأن تلك لعنة كُتبت من أجله الى مماته لهذا تحرر هو وأنت لم تتحرر. ولهذا السبب أيضاً لا يحاول حتى أن ينظر الى السحب لأنه الأن يعلم أنه سيصل اليها في يوم من الأيام بما أنه استطاع التحرر من القفص الذي عجزت أنت من التحرر منه.

ومع هذا فانه يعلم أن هناك المزيد من الصيادين اللذين يحاولون الايقاع به وادخاله الى قفصٍ اخر أقوى من سابقه من جديد لذلك فهو يبتعد قدر المستطاع عنهم واذا سُجن فانه سيحاول مرة أخرى الخروج وسيحاول لمرة أخرى التحليق الى أفاقه والى مستقبله لذلك أيها الانسان حاول أن تخرج من ذلك القفص الذي يستوطن الظلمة مكانه وحاول اللحاق بذلك الطائر الذي خرج حتى تصل الى افاق ما كنت تريد الوصول اليه ولكنك أستسلمت لفكرة ألا تحاول.

النفس الإنسانية

فجزء صغير فقط من الانسان يستطيع أن يغير انساناً كاملا وحتى وان كان ناقصاً فالانسان أداة ليس أداة غيره بل على العكس فان الانسان أداة نفسه وهو المتحكم الوحيد في نفسه لا غيره على نفسه وهكذا استطاع الانسان تغير نفسه وتغير أكثر من حياة لأكثر من انسان على مر القرون وحتى وصلنا الى هنا. فأنت من تستطيع وهكذا استطاع الانسان تغيير نفسه وغيره فها أنت ذا الأن تحاول أن تفعل شيء جيد لغيرك عندما تظن أنك وصلت الى خلاصك من كراهيتك ولكن للأسف فانك تستسلم لتلك الفكرة وذلك لظنك أن أحد غيرك يمكنه القيام بدورك أو أن هناك من قام بذلك منذ زمن طويل جداً لكنك لا تعلم مَن يكون حتى أنك لا تكلف نفسك بالبحث ان وصل أحد الى ما كنت تطمح أن تفعله فاليوم هو فعل وأنت تقول أنك تبذل ما لديك لكنك في الحقيقة لم تفعل, أنت استسلمت لأن تحاول حتى أن تفعل ولكنك تحاول أن تقنع عقلك ببعض الأشياء حتى تسكنه الى أجل اخر.

الإنسان لعبة بيد الزمن

أيضاً لربما ظن الانسان أنه سوف يصل الى ما يحاول أن يصل اليه في يوم ما وبعد ذلك يلعب الزمن لعبته بأن يضعك بحوذة أوراقه ليربح بك المباراة التي خسرها وها أنت الأن تُستعمل وكأنك أداة غيرك, وكأنك لعبة الزمان. ولكن في النهاية يلعب الزمان بك وهو يعلم أنه لربما يخسر بك ثم يضعك بجانب أوراقه الخاسرة. ولكن عندما يفوز الزمن عن طريقك يبدأ في ايهامك بأنك الذي فوزت بمجهودك الشخصي وتبدأ في ان توهم عقلك أن الفائز لا محالة هو أنت وأنت لست سوى مجرد أداة للزمن. ولكن لماذا أيها الانسان تُسلم نفسك للزمن بتلك الطريقة التي لا تريدها أنت؟ لماذا لا تحاول بأن تجعل الزمن خاسر في مقابل فوزك أنت. سيبدأ الزمن في تلك اللحظة في اخبارك أنك الخاسر. ولكن لنفكر قليلاً ماذا خسرنا وماذا ربحنا سنجد أن الزمن خسر لعبته ولكنك الأن حي ترزق بحياة اخترتها أنت لم يُجبرك الزمن أن تختارها. وهكذا ظَن الانسان في يوم من الأيام أنه محاصر بصيادين وهكذا هرب الانسان منهم.

فيديو مقال حلق مع السحب

أضف تعليقك هنا