زوجتي المستقبلية

زوجتي المستقبلية ..

أعلم أنك لا تعرفينني الآن ، و لكنك ستقرأين كلامي هذا في يوما ما

لا أعرف متي أو كيف ، و لكني أعلم أنك ستأتي

و أعلم أنني من سأعثر عليكي ، و لست أنتي

لماذا ؟
السبب بسيط

لا أعتقد أنك ستكوني في زيارة لموقع تحت البناء مكان عملي صباحا
أنا أعرف .. أنتي لا تحبين الشمس .. مثلي
و بالتأكيد لن تريني في قهوتي المفضلة مساءا التي تشبه دورات المياة في حجمها و في هيئتها .. فليس مكانا ملائما لكي
و بالتاكيد لن تهبطي علي ليلا من سقف غرفتي و أنا أشاهد وثائقيات عن الكون و النجوم أو الحروب العالمية
أنتي لن يروق لكي حديثي عن الثقوب السوداء ، و لن يثير فضولك هتلر
و لن تخرجي إلي من صفحات أحد الكتب لمصطفي محمود الذي أصبحت متيما به

و لأكن واقعيا أكثر ..

أعلم تماما انني لن أصطدم بك في شتاء قارس و أمطار غزيرة لأهديكي مظلتي التي لست أملكها
أنا أحب قطرات المطر أن تغمرني .. و أعتقد أنكي كذلك

حياتي دائرة مغلقة .. كوخا في مكان نائي .. صنعت فيه بأتقان نوافذ حتي لا أفقد الاتصال بعالمي الخارجي

لأعترف .. لم أكن سعيدا بذلك في البداية ، و لكني سعيد الآن

علي الأقل لم أقابل صدمات كغيري ، كنت أتوقعها مسبقا

أردت فقط إخبارك بأنني أري اليأس و الضجر .. في كل العيون المحيطة

يسبون الزواج جميعا ، و كأنه بدعة أو شئ مستحدث

و لا يسعني أن ألومهم

لا يسعني إخبارهم بأنهم هم من ظنوا الزواج عشاءا رومانسيا بين الشموع علي طاولة أختارتها والدة العروس في أحد محلات دمياط
في انتصار رائع مدوي علي والدة العريس التي أرادت اختيار سفرة كلاسيكية تشبه تلك التي اختارتها والدتها لها منذ 25 عاما ..

و لا أن أخبرهم أن القبلات و الأحضان و الكلام المعسول سيدوم .. سيصبح شيئا اعتياديا فاقدا لإنبهاره السابق

لا يسعني أن أخبرهم أنهم عاشوا في خيالهم أفلاما .. أفلاما لا تمت للواقع بصلة

و لعل هذا ما جعلني أتجه للوثائقيات

تعلمين ؟
أعلم أنني سأكون سعيدا ،

تركت الخيال جانبا ، و أحببت الواقع

أحببت الصلاة ، و أحببت القرآن ليلا في صوت خافت بين سكون الليل
أصبحت أجد ضالتي هنا ، و علمت من أين تأتي السعادة

من الرضا ..

من مسرحية كوميدية مساءا يشملها دفئ الأسرة
و من كلمة “لا تقلق”
تتفوهين بها لتطفئين وساوسي عن مصيرنا مستقبلا

عيناكي لن تعد ساحرة بالنسبة لي ، و لكن التجاعيد التي ستظهر علي وجهك ستكون فيلما وثائقيا عندي .. عن العشرة و المودة ، و كم كنتي سكنا لي

أفكر كثيرا ، و ستتعبين كثيرا .. يجب أن أخبرك بهذا

هذه رسالتي لكي ، فاقرأيها بهدوء ،
و واثق أنك ستفعلي
فعالمي لن تخترقه الضوضاء أبدا

و قبل الختام أريد أن أكرر

تركت الخيال جانبا ، و أحببت الصلاة ، و القرآن ليلا

و أحببت الرقص

الرقص علي نغمات الواقع.

فيديو مقال زوجتي المستقبلية

أضف تعليقك هنا