ضياع الأمة
ضَيَاع أُمَّتِى بِسَبَب أشخاص ,اسْتَوْطَن الْجَهْلِ
فِي عقولهم
وَقَضَى عَلَى مَمَالِك المعارف .
وَاِتّخَذ الْمُسْتَوْطِن
كُلّ عَقِيمٌ فِي الْفِكْر رَمْزًا لأهدافه المشؤومة, ونبراسا لشباب الْمُسْتَوْطن.
وَصَوَّب نيرانه عَلَى كُلّ وَافِر الخُصُوبة فِي التَّجْدِيد . . . . . وعطل كُلّ مقوماته التأثيرية .
وَحَدّ مِنْ نَسْلِه وَنَسْل أَفْكَارِه الْوَضَاءَة .
وروج لِمَبْدَأ فِي كُلِّ عِلَّةٌ علت
امَتَّنَا الَّتِي كَانَتْ فِي يَوْمٍ كَان َ, وَلَا أَظُنُّه يُصْبِح يَكُون .
قد اسْتَظْهَرَت واستشرفت مِنْ الْعِلْمِ
مايحجبه سَحَابَةٌ عَابِرَة مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي ظهيرة لاهبة .
لَوْ قدْر لِهَذَا الِاسْتِشْرَاف بُلُوغَ الْأَجَل . . . وَرَسْم الخطط
وَقدر لَهُ أَرْض خَصِبَةٌ تَحْوِيه ,
وَأَيْدِي تحميه . . . وساسه يحظنوه . . . وَعَامَّة يبجلوه .
وَمَن كَثِير مايكنزون عَلَيْه يُنْفِقُون .
لَظَهَر فَجْر الْكِنْدِيّ كِنْدِي آخَر . . . . . وبأدوات أَبْنَاء مُوسَى يقارنون وَيُنَقِّبُون .
وبمشرط ومحقن الزَّهْرَاوِيّ يشرحون وَيَقْطَعُون .
وبتجارب ابْنُ حَيَّان والبيطار يَصْبُغُون ويطهرون وَمَن الْأَدْوِيَة يُنْتِجُون .
وَمَن تَشْخِيص ابْنُ سِينَا وَالرَّازِيّ وَالنَّفِيس الْأَمْرَاض عَلَيْهَا يسيطرون .
وَمَن ضَوْء ابْن الْهَيْثَم إلَى الفلك راصدون .
وَمِنْ حكمة الْفَارَابِيّ وَبَن رُشْد وَالطّفَيْل وَبَن بَاجَة وصاحبهم الْغَزَالِيّ يَنْطِقُون وينطلقون .
لَكِنَّه وَأد قَبْلَ بُلُوغِه . . . . وَحصْد قَبْل نضوجه . .
وَغيَّب فِي غَيَاهِب آرَائِهِم الْبَاطِلَة الماحقة ,
لِلْحَقَائِق عَقْلًا ومنطقا .
فنحدرت الْهِمَم مِن القمم . . . وجرد الْعَقْلِ مِن الْفِكْر . . . . وَأَصْبَح النَّقْل مُقَدَّمًا فِي رِجَالِهِم .
وَفِي الْعَامَّة بِه مرْحَبًا .
وَمِنْ قِلَّة مِنْهُم يشرعون ويستنبطون , وَعَنْ كِتَابِ رَبِّهِم وَشَرَّعَه مؤولين , وَعَن عَامته لِلْكُلّ يحجمون , وَمَن شُمُول رَحْمَتِه لِلنَّاس ينتقون .
فيديو مقال سحابة عابرة لأمتي