قبل أن نهلك

وعيت علي هذه الحياة وانا اسال نفسي دائما . لما ذا الغرب متقدم ومتحضر ونحن متخلفون؟ وكنت اسال من هم اكبر مني سنا فلا اجد اجابة مقنعة
حتي اتذكر في يوم سالت مدرس الفصل فكانت اجابته (( لانهم اختارو الدنيا ونحن اختارنا الاخرة ))
ذهبت الي البيت وانا غير مقتنع تماما بهذة الاجابة

حقيقة مجتمعنا

حتي عدت ف اليوم التالي وسالت المدرس اين جري ذلك الحفل الذي تم فيه الاختيار نظر لي بندهاش وقال لي (( انت بتهزر في الدين )) تذكرت مشهد لفنان عادل امام في فيلم الارهابي عندما كان يناقش امير الجماعة وقال له لاتجادل يا اخ علي حتي لاتقع ف المحظور .. كبرت ومررت بمراحل تتطورية ف حياتي وايقنت اننا مجتمع يعاني من كسور ف التفكير وهذا كله راجع الي اننا تكونت لدينا ذهنية خاطئة واننا مجتمع كاره للحياة غير مبالي لها فهو يري ان السعادة ف الحياة شئ لن يناله وان كل شئ يسبب السعادة مشكوك ف حرمانيته . وهذه الذهنية كفيلة انها تقتل اي دافع للحياة او اي انتاج للمعرفة .. رغم ان كل التقدم والتطور والابداع الذي صنعه الانسان صنعه للبحث عن راحته وسعادته ..

تقيمنا للانسان من خلال صلاته

اكتشفت ايضا اننا (( مجتمع متدين )) فتقيمنا للانسان من خلال صلاته فمن يقيم الصلاة في المسجد فهو صادقا امينا مؤدبا طاهر نقي وبالتالي يستطيع ان يشهد زورا ويسرق بكل اريحية ، وتصبح الفتاة (( المحجبة )) هي العفيفة بينما الغير محجبة توصف بقذر الصفات حتي ولو كانت عالمة او دكتورة فكل ذلك لا يشفع لها ، وبذلك اصبح المجتمع منافقا نفاقا جمعيا واصبح مرضاة الناس هي اهم من مرضاة الله … نهيك عن هذا كله تشكلت عقلية قياسية والعقل القياسي يريد نسخة يقيس عليها فتجده دائما يمجد ف الماضي ويحيا دائما فيه ويجعل من الموراث قداسة لا يجب التكلم او التفكير ابعد من المالوف اخذن بالمقولة الشهيرة
(( من تمنطق فقد تزندق )) فلامم المهزومة نفسيا

تبحث في الماضي

تبحث ف الماضي عن وجود فقد اوهموو ان مشاكل العالم كله والكون حلها في ان يجب ان نعود الي عقلية القرون الاولي دون ادراك عامل الزمان والمكان وسنن التطور والتغير الاجتماعي فهم لديهم كفر بالانسان الحالي وبقدراته وان اي شئ سيفعله ليس له اي جدوي او صوت الا بالرجوع الي
الايام الخوالي ايام السلف ، غير مبالين ان الانسان الحالي افقه واعلم ممن سبقوه بحكم التراكم المعرفي بحكم 1000 سنة علي الاقل معرفة الانسان الحالي شاهد الطائرة والصاروخ والغواصة وان عالم الان جغرافيا ضيق بالنسبة لمن سبق .. هوا لا يركب الناقة لجمع معلومة او تجميع اي معلومات ولكن لا حياة لمن تنادي ..

انتجت الانسانية ف القرن الماضي مئات من الابحاث العلمية والاكتشافات ولم ينتج العقل العربي ولا شئ وبجانب هذا تراه ف عناد وتصلب ذهني غريب لا يهبل وجهة النظر الاخري ولا يحترمها فهو يري انه امتلك الحقيقة المطلقة غافل عن ان من يملك الحق المطلق احمق ف المطلق
نهيك عن هذا من يخالفه ف العقيدة فهو تعلم وتلقن ان اصحاب الديانات الاخري المغضوب عليهم اليهود والضالين النصاري وكلنا نري مايحدث ف اعياد المسحيين من جدل عقيم حول تهنئتهم باعيادهم هل هوا حلال ام حرام .. وحين تقول ان المعيار في التعامل مع عقائد الاخرين ليس الحلال والحرام بل من الانسانية بجانب انه اخي ف الوطن والقومية وكوني اختلف معه ف العقيدة لا يمنع ان اتمني له السعادة والتوفيق فالله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا نتقاتل ويكفر بعضنا بعض

نتخيل لو نعيش في مجتمع كله يكفر بعضه كيف يكون حال هذا المجتمع؟

… ان هذه الذهنية المتكونة عن الله ذهنية خاطئة فالله لم يخلق عباده ليتقاتلو ويكرهون بعضهم بعضا ولو شاء الله لجعلنا امة واحدة وقد اخبر الله رسوله الكريم ان ليس كل الناس ستؤمن به وصدق الله فتباع الرسول يمثلون 20 ‎%‎ من سكان العالم لا التعددية هي سنة الله ف الكون
فالمجتمع الذي يري رايه وفكره ومعتقده هو الحق يحمل بداخله التخلف والضياع وقد اشار الله لنا ف كتابه بانه يهلك القري لان القري مجتمع احادي لايقبل الاخر المختلف عنه ولا يسمح له بتعبير عن رايه فلا احادي الا الله وسنته . فهو الثابت ونحن متغيرون عكس المدينة التي فيها التعددية والتطور والاختلاف فكل شئ ف الكون متطور دائم والم نواكب هذا التطور ستلعنا الاجيال القادمة لا ننا نعتبر المخزون لهم ولفكرهم وستلعنا الامم ايضا ونكون ف طي النسيان يجب ان نعلم الاجيال ان يكونو منفتحين ذهنيا ان لا يسلمو عقولهم لاحد ان يقبلو الاخر ويحترموه ويحترمو وجهة نظره ومعتقده ان يمررو كل شئ علي عقولهم قبل ان يصدقوه حتي لا ينخدعو ويضللو مثلنا ان يبحثو دائما عن الحقيقة وان عقولنا ليست كاملة ومن يمتلك الحقيقة المطلقة ماهو الا غبي ان نرسخ ف اذاهنم ان النجاح والتفوق لاياتي بالدعاء فالسماء لاتعطي الحمقي ان نزرع فيهم ان مفاهيم الحرية والاستقلالية هي شرفه ومنهجه ف الحياة ان نربي فيهم ان معيار التعامل مع الناس هي القيم الانسانية ولا شئ غيرها
علينا ان نبدا الان حتي ننقذ مايمكن انقاذه حتي لايكونو مثلنا ويقولو (( لقد وجدنا عليه ابائنا ))

فيديو مقال  قبل ان نهلك 

أضف تعليقك هنا