مهما استحكمت حلقاته على رقاب الضعفاء .. فالطغيان إلى زوال

الطغيان من أسباب الثورات

الطغيان من أبرز العوامل التي أدت إلى قيام الثورات على مر التاريخ ، وقد ثار الإنسان على الطغاة ، وخرج عن طوق طغيانهم يطلب الحرية ، ويسعى لحياة يسودها الحب والسلام والإحترام المتبادل .
فحين يتصرف الطغاة هم لا يتصرفون من منطلق
أنهم طرف أو جهة وغيرهم في الطرف الآخر له حقوق واجبة الإحترام ؛ بل أن هوسهم وجنونهم يقودهم إلى اعتبار أنهم هم الأولى في كل شيء
وهم فقط من يجب احترامهم والركوع لهم وتقبيل أقدامهم .
لذلك كان من البديهي أن النهاية المحتمة لأي نظام أو أي حركة أو جماعة أو حزب يقوم على أسس وحشية وظالمة هي الإنهيار والهزيمة .
تلك الأسس الوحشية ..هي سبب زوالهم وهي من تؤكد منذ الإنطلاقة الأولى لهم  ذلك المصير .. مهما بلغت نسبة إنتصاراتهم وسيطرتهم على الأرض .
ولذلك فقد ظلت الشعوب تكافح من أجل الخلاص والإنعتاق من قيد العبودية وتبحث عن حريتها وسبل ضمان حياتها الكريمه ،فهي ترفض كل الرفض حياة القمع والظلم والإستبداد .. وصوتها دائما من يعلو ويخرس صوت كل ظالم متعجرف .

استحالة دوام الطغيان

فالطغيان إذا لا يدوم أبدا مهما تمادى وانتشر واستحكمت حلقاته على رقاب الضعفاء والمساكين
ومهما طال به الزمن فهو إلى زوال ولنا في هتلر والنازية والشيوعية والفاشية وعنفها واستبدادها وضياع قيمة الإنسان وحريته تحت سياط قوانينها أوضح مثال .
ولأستاذنا العقاد نظرية في ذلك ، فقد كان يقول وهو يهاجم تلك النظريات الشمولية .. أن هتلر لابد أن ينهزم والديمقراطية لابد أن تنتصر !
أما نظريته فهي : أن الذي يرى هتلر يغزو الدول الأوروبية واحدة بعد واحدة .. ويقول: إنه منتصر أو سوف ينتصر ؛ فهو إنسان “ينظر” إلى الواقع ولكنه لا يفكر في الذي يراه
فإذا فكر فسوف يرى أن الطغيان نهايته معروفه

وإن الغرور والحقد وامتهان الإنسان له نهاية واحدة

سقوط الدولة التي على رأسها هذا الفرد الطاغية ..
تماما كالذي كان يرى المعسكر الديمقراطي ينهدم ويتراجع فيقول إن الديمقراطية تنهار أمام النازية .. انه هو أيضا “ينظر” ولا يرى .
أما  “يرى” فهو الذي لا يبهره ما ينظر إليه .. إنما هو الذي يقول :_رغم الإنتصار الظاهري لهتلر إنه لابد أن ينهزم .

فيديو مقال مهما استحكمت حلقاته على رقاب الضعفاء .. فالطغيان إلى زوال

أضف تعليقك هنا

محمد خالد الحسيني

محمد خالد الحسيني
بكالوريوس إعلام - جامعة صنعاء
دبلوم سكرتارية وحاسوب - وزارة التعليم الفني والتدريب المهني
كاتب سابق لدى صحيفة أخبار اليوم.
حاصل على شهادة استحقاق وتقدير وجدارة في العمل الإعلامي وصياغة التقارير، من مكتب وزارة الإعلام في صنعاء.
شهادة مشاركة وتقدير؛ في دورات الصحفي المحترف، من قطاع الطلاب في جامعة صنعاء