“نحن النخب”.. بقايا طاقات في بقايا الأعمار

روح الشباب

لقد أبدع صانعو الثورات من الشباب والفتيات إبداعا منقطع النظير في الانطلاق بها والوصول بمراحلها المتتابعة إلى ما وصلت إليه.. أما أخطاؤهم في المسار فلأنهم بشر، ولا تعادل قسطا من أخطاء من سبقهم ولم يتحرك أصلا.
كسروا “حاجز خوفنا” بالعزيمة.. والتضحيات
كسروا “قضبان استبدادنا” بالبطولة.. والارتجال
كسروا “أغلال استكانتنا” بالإبداع.. والأخطاء
كسروا زجاج ما ألفناه من رتابة حياة ما هي بحياة، وما نزال نلومهم على جروح أصابتنا من قطع الزجاج.

رغم ذلك..

يلجؤون الآن أيضا إلى أصحاب الأقلام والفكر، وأصحاب الوجاهة والعلم، وأصحاب التخصص والمعرفة.. ولكن يغلب على جلّ ما نقول وننشر ونعقد من مؤتمرات ونشكل من تنظيمات ما يدور محوره حول طلب مستحيل:

ارجعوا إلى الوراء كي نرشدكم كيف تتحركون!

ولهذا يأتي الأسى مع الجواب:

أو لم تكونوا وكنا من قبل معا سنوات وسنوات!

يجب الخروج من هذه المصيدة.. في مسار التغيير التاريخي الكبير.
ليس “الماضي” هو المشكلة فقد مضى، إنما بين أيدينا واقعنا والمستقبل.
ليس السؤال: كيف نشأت الثورات وإلى أين وصلت؟ بل: كيف نمضي بها ومعها كي تصل إلى الغاية، فالرجوع مستحيل.

صناع الثورة

صانعو الثورات يصيبون ويخطئون، وينجزون ويتعبون، وينتصرون وينتكسون.. وما ادعوا لأنفسهم إلا أنهم بشر.. ويمكن للبشر أن يصنع ما يصنعون وإن بدا كالمعجزات.

هل من أصحاب الأقلام فكرا وأدبا وتنظيرا وتخطيطا ممّن لم يصنعوا ثورة في العقود الماضية، أن يصنعوا ثورة “صغيرة” على أنفسهم في اللحظة التاريخية الراهنة، ليخرجوا من قوالب ماضٍ لم يعد له وجود، وليكون عطاؤهم بمفردات مستقبل وجدوا أنفسهم فجأة بين يديه؟

لا يزول الأمل في أنّ من المخلصين من يستطيع الثورة على نفسه، وتجنيد ما بقي من طاقاته، ليكون للثورات وصانعيها رفدا، ويكون في عطائه ما يعود بالخير على نفسه وأمته ومستقبل أبنائه وبناته.

فيديو مقال “نحن النخب”.. بقايا طاقات في بقايا الأعمار

أضف تعليقك هنا

نبيل شبيب

كاتب وباحث ومفكر اسلامي

‎مالك ومدير موقع ‎مداد القلم‎