وسائل التواصل الإجتماعي … ودعشنة الفكر العربي

لايَخفى على أحدٍ أنَ الحادي عشر من سبتمر … تأريخٌ يصعبُ نسيانه كونه الفاصل بينَ الهدوء النسبي وبداية الإرهاب والإنتقام الفعلي تجاه الشرق الاوسط .

ومما كُشفَ عنهٌ الستار

ومما كُشفَ عنهٌ الستار،،، أنَ قوى عالمية تبَنتْ رعاية عناصر مجهولة الإنتماء ظهرت فيما بعد على الساحةِ الاقليمية بغرض إحداث خللٍ يعمل على تصدع المنظومة القيمية للمجتمع .

إبتداءً بظهور ماعُرف بتنظيم القاعدة المعادي للغرب ظاهراً وصولاً لمجاميع داعش التي فتكت بالقاصي والداني في أرجاء المعمورة وإنتهاءً بمجاميع بغايةِ الخطورة إنتَمت الى تياراتٍ متشددة أطلقت على نفسِها بالمجاميع الإنغماسية مُهمَتها الرئيسية تمثلت بالتصفية الجسدية لأي فكرٍمعارضٍ لها حتى وإنْ كان ذلك الشخص الذي يحمل الفكر هو سبب وجودهُ في الحياة.

إنَ تلك الأفكار لم تُنقل وتُنشر بسهولة لولا أن لاقت فسحة من الفراغ الفكري والديني في مجتمعنا الحالي وهذا يعود لإقتران العوامل المجتمعية السلبية بالآثير الناقل المتمثل بوسائل التواصل الإجتماعي خصوصاً إن هذا الآثير لاتوجد له قوانين رادعة أو أحكام تنظم عمله للسيطرة على نقل النتاج الفكري السلبي لإفراد الإسرة في المجتمع، إضافة لعوامل أخرى كالضعف والوهن التي أصابت مراكز الثقافة الدينية والأسرية كونها لم تكن بالقدر المطلوب في أيصال رسائلها الوسطية للمجتمع .

العامل الأساسي والآهم هو ضعف دور الإعلام التقليدي

اما العامل الأساسي والآهم هو ضعف دور الإعلام التقليدي في رسائله وتوجهاته نحو المجتمع، بالرغم من ضرورة المهمة الرقابية التي تمتلكها الوسائل التقليدية ودورها كحاجز صدٍ للحدِ من إنتقال وإنتشار الأفكار الحاملة للتطرف، وبنفس الوقت الركون والإستسلام لوسائل إلإعلام الجديدة في تداولها للصور وألافلام الفيديوية (اليوتيوب) الحاملة بين طياتها الكثير من المشاهد الخارجة عن حدود السلوك السوي للإنسان والمجتمع والتي تبعث برسالةٍ مفادها أنَ حالة من الكُره لدى أطرافٍ متعددة عملت على تأجيج حالة اللاوعي من الإنتقام والإجرام فيما بينهم، لاسيما إن محتويات تلك الافلام هدفها ضرب القيم الانسانية وإشاعة روح العداء والبغضاء بين مكونات المجتمع .

وسائل التواصل الإجتماعي

إن وسائل التواصل الإجتماعي لم تكن لتُصدر لمجتمعاتنا لو (لا) أن القصدَ فيها حاملٌ لبعض الشبهات، ولو إستذكرنا الماضي القريب من الإسهامات السلبية لوسائل التواصل الإجتماعي لتبين أنها لعبت دور العامل المساعد في تهيئة الظروف لزعزعة الآمن في العديد من الدول العربية لابل أنها ساعدت على قلب أنظمة الحكم من خلال تبنيها شحن أجواء المظاهرات الشعبية والتي إنتهت بإشاعة الفوضى الخلاقة لدول عدة، بينما ألقَت بظلالها على البلدان الأخرى في نشر الإرهاب والتطرف الفكري من خلال مساهمتها في دعشنة  العقول العربية وبالآخص أفكار الشباب الغير واعية ذو النظرةِ المحدودة للحياة بتحكمهما لأفكارهم عن بُعد .

من هنا كان لزاماً علينا أن نسعى لخلق منظومة قيم مجتمعية جديدة تكرس في المجتمع مبدأ المواطنة الحقيقة وتؤهله للإيمان بمبدأ التعايش السلمي وإشاعة الآخوة بين أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن الديانة أو العرق، وهنا يأتي الدور الرئيسي لوسائل التواصل الإجتماعي بمهمة إيصال الرسائل الإيجابية التي تعزز قيم وسلوك المجتمع السوي المنضبط والمرتبط بالقيم الإنسانية النبيلة كونها الوسيلة الآقرب في الولوج لعقول وفكر الشباب وهي القادرة بمرور الزمن على التغيير الفعلي للمجتمع.

فيديو مقال وسائل التواصل الإجتماعي … ودعشنة الفكر العربي

أضف تعليقك هنا